![]() |
حضرموت" علــى طاولــة المجلــس الأهلــي
علــى طاولــة المجلــس الأهلــي 10/16/2011 أشرف محمد الفضلي على ما يبدو ... أن تراثنا يخلو من زخم الإحساس بالحوادث التي تجرها عربة الأيام .. لا نعرف سوى حدث اليوم المشاهد ، وبارعون حتماً في البكاء على الأطلال .. ونصب صوان العزاء !! ، ونعرف أيضاً كيف نستثمر الأزمات ونجني ثمار النكبات . ليس لنا سـوى (زرقاء اليمامة) تلك المرأة الحكيمة ربيبة تضاعيف الصحراء ومحارقها .. والتي حفظ لنا التاريخ أنها كانت ترى المشاهد على بُعد ثلاثة أيام سيراً في الصحراء ، حتى جاء يوم أنكر عليها قومها حدسها .. فدفعوا الثمن غالياً . بعد هذا الاستهلال التراجيدي ربما ، على تخوم حروف تحاول رسم معضلة غياب الحامل الفكري والاجتماعي والسياسي للمجتمع الحضرمي ، والذي أدى بالضرورة إلى ابتلاع كافة مكتسباته أرضاً وإنساناً على مر سنوات عديدة ماضية . الأمر الذي يشكل من وجهة نظري (قضية حضرمية) بامتياز ، ترتد بدرجة أساسية إلى بُعد اجتماعي سلمي صرف ، لا علاقة لها بالحديث السياسي الرابض خلف جدار الماضي ، محاولاً القفز البهلواني في الفراغ . وبالطبع أنا لا أستخف إطلاقاً بأي طموح سياسي حضرمي يجري في مسار استلهام الهوية .. وانتزاع الحقوق ، ومن ثم اعتلاء سدة الحكم ، لكن برأيي أن التفكير السياسي الحضرمي لا زال آحادي .. سلالي .. أسري ، لم يصل بعد إلى مرحلة الإخصاب ، ضف إلى ذلك التفكك الملحوظ الذي ضرب نسيج المجتمع الحضرمي ، بفعل عوامل يطول شرحها . كل هذا وغيره من شأنه أن يشكل عائقاً يصعب تجاوزه ، ويحتم أن يسبق الطموح السياسي عمل اجتماعي ثقافي جبار . ويساورني احساس غريب مفاده أن تجربة (الحزب الوطني) وما أسفر عنها من تحرك شعبي ، قاد إلى (حادثة القصر) الشهيرة في ديسمبر 1951م ، ظل يهيمن على مجريات الواقع السياسي الحضرمي حتى اللحظة ، وأفرز ما يشبه (العقدة النفسية) ، ليتوارى علـى أثر ذلك النخـب .. ويتسلق الرويبضه !! ... ونساق خلـف الركـب !! . ولعل (فوبيا تحريك الشارع) ، هي التي تكتنف جهود عظيمة مشكورة كالمجلس الأهلي مؤخراً ، الذي على ما يظهر يتهيب النزول لمخاطبة الشارع .. ولو في صورة اللقاءات الشعبية ، ويتشيع لفكرة تدقيق الحسابات !! ، وهي فكرة ربما تعود إلى كون هذا العمل الكريم ، لا يستمد حركته .. إلا بناءً على معادلات سياسية أخرى . وهذه لعمري هي خطيئة أي عمل اجتماعي أو سياسي يراهن على معطيات لا يصنعها . ولا أدري حقيقة أي فعل اجتماعي أو ثقافي أو سياسي هذا الذي ينعزل عن المجتمع .. ولا يهبط بين صفوف الجماهير المتعبة قدراً حياً يقودها ، وعلى وقع هديرها يقطف الاستحقاقات ؟؟ على اعتبار أن أي فكرة إصلاحية ، لا معنى لها دون أتباع يؤمنون بها .. وبالطبع يضحون من اجلها .. وغير هذا مجرد اصطفاف شكلي يسير في فلك (المناطق الخضراء) .. وانتصارات ( النيتو ثوار) !! . وحتى لا نضيع في فضاء النقد الخاطئ كما هو حالنا دائماً ، يمكن القول ، أن افتقار المجتمع الحضرمي إلى رمز أو رموز ذات ثقل اجتماعي وتاريخ نظيف ، في أدبياتها التضحية لأجل صالح المجتمع الذي تنحدر منه ، كما هو شأن أي قضية أو حتى فكرة ترنو للحياة ، مسألة غاية في الخطورة . خصوصاً ونحن على مشارف تسويات سياسية .. وعتبات موائد التقاسم ، وأي جهود لا تراعي تسارع الأحداث .. وفارقه اللحظة الراهنة ، وتبقى مفصولة عن الجماهير ، هي في الحقيقة مجرد أسماء شخصية مؤطره حزبياً أو فكرياً ، لا تريد أن تمتلك أداة ضغط ، يمكنها التفاوض مع نتاج المنتصر القادم .. إن كان ثمة منتصر !! ، أو القيام بمهمة عظيمة تتمثل في إمساك زمام المحافظة الحضرمية المسالمة ، وتجنيبها ويلات الصراع المحتدم . وأقولها صريحةً ... أي عمل لا يرمي لهذا ، أو يعتنقه هدفاً ويعاف مجالسة الجماهير لا يمكنه مبارحـة خانة اللاحضور ، ولن نجني منه مستقبلاً سـوى مشكلة (المناضل السابق) !! ، والتي لعبت في وجدان وكيان المجتمع العربي برمته الأفاعيل !! . ونشير أخيراً ... إلى أنه ليس فيما ذكرناه ، أي إساءة لأي أشخاص .. أو انتقاص أي عمل نخبوي . لكن عتابي أخوي ، ينحصر في إقصاء الفعاليات الشعبية .. وعدم توسيع المشاركة .. واستمراء جو البيانات . ولا يفوتنا أن نهمس وكلنا يستعد للوثوب إلى مرحلة جديدة ، قائلين أن أبرز جريمة للنظام المحتضر هي مكافئة سكوت غالبية نخبنا !! ، ولم يكن أي (مسبع مربع) منهم ، سوى (شيال) في (مترو) النهب والسطو وإهدار المال العام ، وهؤلاء يشكلون طابوراً يجعل عملية الوصول إلى أعراض (الصحة السياسية) مسألة ليست بالهينة ، وهذا بدوره يملي على المجلس الأهلي مهام جسيمة ، تتعاظم مع مرور الأيام ، في صدارتها امتلاك شارع يزحف لحظة الاستحقاق صوب أهداف لم تستوعبها لغة الطاولة المستديرة . |
الساعة الآن 06:20 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir