الإمام محمد بن يحيى حميد الدّين
( 1250 ـ 1322هجرية / 1834 ت 1908م )
في مرحلة حرجة من تاريخ اليمن قاوم الأتراك في ظروف صعبة، فبين قوات نظامية مسلحة تسليحا جيّدا ، وبين اليمنيين المقاومين ، المسلّحين تسليحا بدائيّا ، كانت الحرب سجالا.
ولم تكن اليمن بمنأى عن الأطماع الأوروبية حيث تعرضت مراراً لغزو بريطاني وإيطالي .
في ذات الوقت اشتدّ التّنافس بين رموز الزّيديّة على تولّي منصب الإمامة ، مما سهّل المهمّة أمام العثمانيين في زحفهم المتكرر على اليمن . فكانوا أربعة ، كلّ منهم خرج داعيا لنفسه ولمبايعته ، وهم:
1 ـ محمد بن عبدالله الوزير في بلاد آنس .
2 ـ المحسن بن أحمد في بلاد كهلان .
3 ـ غالب بن محمد بن يحيى في بلاد تهامة .
4 ـ حسين بن محمد الهادي في حصن القرانع من بلاد الطّويلة .
الإسم والمولد:
هو المنصور بالله محمد بن يحيى بن محمد بن يحيى حميد الدّين ، من نسل القاسم محمد بن علي .
ولد بصنعاء سنة 1250هجرية / 1834م
نشأ في حجر والده السيد يحيى[ توفي سنة 1281هجرية ـ 1864م ] ، الذي كان السّاعد الأيمن للإمام عبدالله بن الحسن [ 1252 ـ 1256 هجرية / 1836 ـ 1840/م] .
الدّراسة والإجازة:
بعد أن حفظ القرآن وأجاد القراءة والكتابة ، أرسله والده إلى شيوخ عصره لدراسة العلوم النّقليّة والعقليّة ، حيث درس في شبابه علوما شملت: أصول الدّين وأصول الفقه واللغة والنّحو والتّفسير .
من العلماء الذين الذين درس عليهم:
1 ـ الشيخ أحمد بن عبدالرحمن المجاهد ، قارب الزّمخشري في التّفسير وترأس الإفتاء بصنعاء ، ومن مصنّقاته:[ نيل المنى في شرح أسماء الله الحسنى ـ البدر الساري ـ مقدمة في علم التّفسير سماها: ( بفتح الله الواحد على عبده أحمد المجاهد ) ]
2 ـ العلامة أحمد بن محمد الكبسي ، رئيس العلماء وشيخ الإسلام .
3 ـ محمد بن اسماعيل الكبسي .
4 ـ المؤرّخ والقاضي المحسن بن احمد صاحب المصنّف: [ النّفحات المسكيّة والإجازات السّنّيّة ] .
5 ـ العلامة حسن بن عبدالرحمن الأكوع .
6 ـ الإمام المتوكل على الله المحسن بن احمد محمد .
7 ـ العلامة قاسم بن حسين بن القاسم بن احمد .
8 ـ العلاّمة محمد بن أحمد العراسي .
ومن الذين أجازوه في جميع العلوم الإسلاميّة:
1 ـ الشيخ محمد بن اسماعيل عشيش ، العالم المحقق ، المفتي ، المدرس بجامع صنعاء .
2 ـ الشيخ محمد بن عبدالله الثّور بن محمد بن حسين الصّنعاني .
3 ـ الفقيه محمد بن اسماعيل الخمري الصّنعاني .
4 ـ العلاّمة الحسن بن عبدالوهاب بن الحسين بن يحيى الدّيلمي .
أجازه الشيخ العلامة: الحسن بن عبدالوهاب بن الحسين الدّيلمي:
بعد الدّيباجة القصيرة: [ ...... فقد ما قرأته وما سمعته ، واستجزته في سائر العلوم ، فمنها: كتب السّنّة الأمهات السّت ، وما عليها من شرح وتعليق ]
شروط الإجازة:
• إتمام الدراسة في المرحلة العالية في أصول الدين وأصول الفقه واللغة والنّحو والتفسير نظرياً .
• يتعرّض لاختبار المحيطين به من علماء ومتعلمين ، ويتعرض للجل والنقاش ، وبذلك التطبيق الدقيق أمام كم من جهابذة العلماء تتحدد الإجازة ، وتعني منحة الثقة بالرّواية والتّدريس والافتاء .
مظالم الأترك في اليمن:
1 ـ تعدّي الولاة على الرّعيّة باستيلائهم على منتجات الأهالي من الزّيت والعسل .
2 ـ مصادرتهم لتركات الموتى ومصادرة الخيول من أصحابها ، وسرقتها وبيعها .
3 ـ عدم إعطاء الوظائف لمستحقّيها ، بل للطامعين ، الداّفعين للمأمورين .
4 ـ عدم الإصغاء إلى شكاوى المتظلّمين ، والمتضررين من هكذا جور ، وإن بلغت الشكوى ، فإنها تبلغ بصيغة أخرى تكون وبالاً على الشّاكي .
5 ـ استبداد المأمورين وارتكابهم المعاصي والآثام .
6 ـ ظلم المأمورين في تضعيف الحاصلات ، وأخذ ضرائب زيادة عما قرره الشرع والنظام .
7 ـ إذا خرج القائمقام أو غيره من المأمورين لأيّ قضاء أو ناحية لأخذ الأعشار ، أخذها لنفسه وادّعى أن الأهالي لم يدفعوا شيئا ، فتأمر الحكومة بنهبهم وخراب بيوتهم وحرقها .
بلغ السيل الزّبى:
رأى المنصور بالله أن إعلان الخروج والثورة على الأتراك أصبح الوسيلة والغاية لتخليص اليمن من أسوأ عهد عرفته في التاريخ ، فكانت بداية مرحلة جديد من الكفاح المسلّح ضدّ الأتراك بقيادة المنصور بالله محمد بين يحيى حميد الدّين .
لم يستطع أحد تصور الكفاح القاسي ، المرير الذي قاده المنصور بالله لسنين عديدة ضد الأتراك إلا عندما ينظر إلى اليمن وطبيعتها ويدرس عن الإمكانيات الشحيحة والضعيفة التي كانت بأيدي المقاومين ، وما كان يقابلها من الطرف التركي . بالرغم من كلّ ذلك ، فإن الوالي التركي ، أحمد فيضي ، حدّث غداة رحيله من اليمن ، قال:[ الآن شخّصت الدّاء وعرفت الدّواء ، وما على السلطة العثمانيّة إلا أن تصالح الإمام محمد المنصور........ ] .