عرض مشاركة واحدة
قديم 07-13-2006, 11:54 AM   #7
سالم علي الجرو
شخصيات هامه
 
الصورة الرمزية سالم علي الجرو

افتراضي

إطلعت على الموضوع في موقع آخر مثبت أيضا ، وشاركت مشاركة متواضعة ، وهي:

شكرا للأخت مايسة ، وبودّي لو نتجرّد من الفرضيّات أو الإستنتاجات ، فالموضوع تاريخي ، لا يمكن تناوله بهذه المزاجية والكيفية في الطّرح.
أربع وأربعون عاما مضت بعد رحيل أئمة اليمن [ 1962 ] ، ألا تكفي هذه لمحو الموروث السيئ لعهد الظلام كما يسميه البعض؟ . إن أغلب المتحاورين الآن تقل أعمارهم عن أربعين سنة ، فلا أرى حكمة وتروّ في تحميل آخرين خطايانا ، إلا إذا قصدنا لبس النظّارة السوداء .
كان الإمام يخصص يوما في الأسبوع للإستماع مباشرة إلى شكاوى الناس ، ومنهم امرأة شكت ابن عمها في مرتبة شيخ فأتى به الإمام واقتصّ منه. المستشرقون الذين زاروا صنعاء وصفوا الإمام بالتخلف إلا أنهم أجمعوا على نقل حقيقة من داخل قصوره إن وجدت قصور ، وهي: أن نساءه يخطن ثياب الجند .
خلال هذه الأعوام استقلت بلدان كثيرة وهاهي في نعيم .
العهد الإنجلوسلاطيني:
من أسوأ العهود في اليمن من حيث ارتباطه بالإستعمار البريطاني ، ومن أفضل عهود اليمن من حيث معيشة الإنسان وأمنه واستقراره ، ولا أريد أن أبالغ هنا ، ويكفي أن نورد عدد القتلى والضّحايا وقيمة الممتلكات التي أهدرت في العهد الإنجلوسلاطيني وفي العهد الذي أتى بعده ، ناهيك عن التأثيرات السيئة في البنية الإجتماعية .
لا شأن للمغتربين بسوء السمعة إن وجدت ، فلقد عادوا أطباء ، ومنهم في جراحة الأعصاب على المستوى الدولي . عادوا رجال أعمال ، ولمع اسم نسيم اليمني في المصارعة الدوليّة والحبل على الجرار......... بعد أن خلّدوا صفات الصدق والأمانة والتفاني في العمل في بلدان المهجر .
إذن من أين أتت السّمعة؟.
أربع وأربعون سنة من ممارسات ـ كما هي ـ هي المسئولة عن سمعة البلاد السعيدة .
سأختصر لكم تقرير ورد في جريدة [ الأمان ] البيروتية ، العدد: الحادي عشر ، تاريخ: 13 نيسان 1979م ، بعنوان: ( ماذا وراء حرب اليمنيين؟)
( فاجأت الأحداث الدامية على الساحة اليمنية الأمة العربية.. وأحدثت هزّة عميقة وخاصة في البلاد المجاورة لليمنيين ) أيّ سمعة ستنشأ هنا؟
( وفجأة انحسر طوفان الدم وأقلعت السماء عن امطار الأرض بنيرانها من طائرات الميج الحديثة 21 وبلعت الأرض أشلاء الشهداء من سكان البيضاء وقعطبة وحريب ودمث.. وتعانق قابيل وهابيل..وتشبّث القاتل بأخيه المقتول...... ) ما هي الصورة التي سترتسم في مخيلة من عاصر هذه الأحداث ، وأيّ من عشاق البلاد السعيدة سيمتدح اليمن كصورة زاهية في التاريخ المعاصر؟
( يعاني الوضع الداخلي من اهتراء السلطة وجهاز الحكم وتفكك الجيش والشعب بين ولاءات مختلفة من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار)
( هناك رأي عام غير راضٍ عن الدولة عموما بسبب تفشّي المحسوبيات والفساد والرشوة والغلاء الفاحش.... ) . هذا عام 1979م ولكم أن تقدروا حجم التراكمات بعد 79 إلى اليوم على هكذا حال .
أين تأثير الأئمة والعهد الإنجلوسلاطيني والمغتربين؟ أم أنها بعد أربع وأربعون سنة في شطر وتسع وثلاثون في شطر آخر ، وهي المدة التي جعلت من جنوب أفريقيا ومن كوريا وماليزيا دولا عملاقة ، جاءت صورة مخيبة للآمال نبحث عن شمّاعات لنلقي باللوم عليها . ما هكذا يجب أن نخاطب جيلا من الشباب غابت عنه حقائق في التاريخ . التاريخ أمانة .
لن أتطرق إلى مآسي ما كان يعرف بالشطر الجنوبي سابقا من قتل وحروب ، وها هي مدينة عدن الرّابضة بجروحها شاهدة .
لن أتطرق إلى ما يدور الآن ، فلدى كلّ إنسان في الداخل أو الخارج الصورة الواضحة التي تؤلمنا ، والتي رأى البعض أنها من مسئولية وزارة الإعلام .
عملت وزار الإعلام ما في وسعها ، ولكن الصورة والتلميع شيء والواقع شيء آخر .
أعجب كثير من أقلام تتلون ، وهي ذات الأقلام المسئولة عن التوثيق والتدوين للتاريخ .
شكرا جزيلا أحبّتي .

التعديل الأخير تم بواسطة سالم علي الجرو ; 07-13-2006 الساعة 12:04 PM
  رد مع اقتباس