عرض مشاركة واحدة
قديم 08-28-2006, 12:13 AM   #22
شيخ القبايل.
حال قيادي

افتراضي

مازلنا نحلق مع مسرور في عالم الرومانسية والسرور ، وهو ( يحلل ويصنف رائعة حداد بن حسن ) الى مراتب ودرجات ، مستعينا بقراءة نقدية لم يشأ ان يبخل علينا بالاشارة اليها .

واكثر مايسرنا ، حالة السمو والسرور والابتهاج التي تغمر ( مسرورنا ) اليوم ، بعد ان هرب من اجواء السياسة والاستحماق . والغصص التي ( ترتقط و تلتكد ) في الحلاقيم ، وتمنعنا من التنفس والاطمئنان .

الى عالم الرومانسية والحب ، وهو عالم غير مستوحد ، وغير انفصالي ، بل انساني رفيف رحب ، بلا آماد .

ملاحظته التالية من عنده وليست من عنديات الناقد الذي اقتبس منه الكلام والفكرة :


اقتباس :
إنتماء أغلب شعراء الغزل في مجتمعنا إلى أسر هاشمية محافظة ...
وهل للتنشئة دور يذكر في تحرر البعض من ربقة قيودها والإنطلاق نحو عالم الرومانسية والخيال بقول الشعر وخاصة الغنائي منه ؟

اولا جل الاسر الحضرمية ، وبالاخص ، الهاشمية هي اسر محافظة ، ولو انه استعاض بقوله : الاسر الهاشمية الغنية المترفة لكان اقرب للصفة الحاصلة .
ولم يكن حداد بن حسن في كل اشعاره وافكاره رهين التنشئة قط ، وهو الشاعر والمفكر المتحرر من كل قيود الحضارم وعاداتهم وخجلهم وخشيتهم ، فلم يكن حداد في اي يوم يضع لما يقال وزنا وحسبانا . وقد ترك في كل ماقاله من شعر او رأي جدلا فيه لم يتوقف حتى اليوم .

ثانيا الهاشميون في حضرموت اشتهروا بسلطانهم الكامل على الناس ، وكل تصرفاتهم واقوالهم تطل من ذلك المنطلق ( المستعلي ) ، لذا فكانوا هم ارباب العلم والتاليف ولهم الحظوة الخالصة في اشهار افكارهم ومعتقداتهم ، بينما لايحظى الاخرون الا بالقليل من الشهرة والقدرة . خاصة في الزمان المتاخر من ازمان السلطنات الذاهبة قبل الثورة والجمهورية .

فكلام مسرور ان اغلب الرومانسيين والمحبين الحضارم هم من الاشراف قول فيه نظر قاصر وعجز ظاهر . فهناك الكثير من الشعر الغنائي لسواهم ، وجل الشعر الغنائي هو غزل وبوح مرمز او صريح للحب بكل معانيه وصفاته . قاله الهاشميون وقاله غير الهاشميين ، وما جلسات الطرب والدان التي تجمع الاشتات والاتراب واصحاب الملكة و المكانة والجلساء والندماء من مختلف الطبقات الا دليل كاف على ما اقول .

الا ان الهاشميين في الغالب ، اثبتوا مقالاتهم ، ونشروا دواوينهم ، بينما تحدث الاخرون في لحظات ثم ذهبت الايام بما قالوه ، وربما حفظه وتناقله الناقلون ، او لم يحفظ ، في الحال الاغلب .

وكمثال : جميعنا يعرف ان عمر بلفقيه الشبامي رحمه الله كان من ارق الناس شعرا في الغزل ، لكن جل ما قاله غير محفوظ ، او نسب لسواه ، او ادرج ضمن اغنيات نسبت للرجل الاشهر الذي شارك في جلسة الدان ..... وهكذا ، حيث كانت الاسر الراقية في شبام ترى في قول الشعر عيبا ولسان حالهم يقول :

ولولا الشعر بالعلماء يزري * لكنت اليوم اشعر من لبيد

ومثل هذا هو من حجمته النشأة والخجل والقيود والاغلال الاجتماعية لا مثل حداد بن حسن رحمه الله .

مثل اخر : كنا قد اوردنا قصاصات ( بالسقيفة ) من شعر الشيخ احمد بن عمر باذيب رحمه الله ، والد الشاعر سالم بن احمد ( غريب الدار ) تنم عن موهبة شعرية فائقة الجمال بديعة الصور . وكان الحديث عنه وهو الذي يبث مايكتبه من شعر بين أقرانه حتى اذا ذهبت المناسبة وانطفأ الحال .... مزق ما كتبه غيرآبه بحفظه . ونفس القول يكاد ينطبق على الابن الشاعر الذي لم ( يفرض ) نفسه ، على واقع الشعر الغزلي الغنائي في حضرموت ولم يختلط بالاوساط التي تساعد على اشهاره ، تزهدا او ترفعا عما يحدث للكاتب من امتهان ( احيانا ) من قبل المقتدرين على الظهور وهم ذوو وفاض خال من الاخلاص للادب او فهم له ... الا ان هذا لايجلب لهم عذرا في عدم الاندفاع بما لديهم بين الناس بكل جسارة وثقة ... وهو زهد وقناعة عرفت في اهل شبام ... الاقل رغبة في حب الظهور والاعجاب بالذات .


وثالثا : الشاعر احمد بن عمر شماخ رحمه الله ، والذي كانت قصائده الفصيحة قوية بما يخول العالمين أن يختاروا ما كتبه ليرصعوا به منارة الجامع الاشهر في حضرموت ( جامع هارون ) بشبام .
وكثير من اشعار الدان التي قالها ، ضمت ونسبت الى اخرين ؟، حينما قام ذوو الباع الاقل في استتباع الاشعار ايام نشاط وزارة الثقافة في توثيق التراث الشعبي وجمعه .

هذه امثلة بسيطة مما حولنا .. وقد تتكشف الايام عن مخطوطات جمه نخص منها بالذكر ما كان يجمعه ويوثقه الرجل الصالح ( علي بالربيعة ) رحمه الله ، والذي هو بحق مؤرخ مهتم وموثق معروف .. لم يضع القلم من يده ناظرا في الاحوال وساردا لها . واتمنى ان يتمكن احفاده من ايفائه حقه في التكريم كاملا بنشر اعماله وتنظيم مكتبته الرائعة .

وكل ماقلته ليس متواردا عند اهل المتابعة والقراءة لسبب بسيط وهو ان كل الدراسات والنظرات والبحوث تجاهلت المتابعة السماعية اولم تتوثق منها او تتعمق فيها ، واكتفت بالنتاج الحاصل من مطبوع او مخطوط .. بخلاف الطريقة الاروع التي سار عليها المستشرق سارجنت مثلا .. حيث جمع في كتابه من التراث السماعي الكثير والكثير .

هذه تداعيات كلام عابر وطموحات قصرت عنها هممنا ... فلعل محبي التراث الحضرمي يهدوننا من جديدهم ومتابعاتهم مايشفي الغليل ويسقي الضمآن .


(( ملاحظة اخيرة عابرة حول البحث عن معنى لفظة ( شمق ) .. ليعذرني اخي مسرور لاهتمامي بهذه الجزئية البسيطة ... الا انني احب الاهتمام بمعاني الفاظ اللهجة في حضرموت .. وقد جرى حديث في سمر الخميس عن لفظتي ( شمض ) و ( شمق )

( شمض ) ، لانقول شمض .. ولكن نقول شامض وشامضة .. وهي الطعم الحامض الشديد
( شمق ) هو الطعم الحامض المستحب .. ( حامض حلو ) .. والمراة الشمقة .. هي الحلوة حلاوة مقبولة دون ان تكون باهرة الحسن .. بالاضافة الى معنى الشمق الذي اوردناه .. وهو احمرار الخدين وتوردهما توردا طبيعيا .
على الاقل هذا مايؤكده في لهجتهم ال شبام .


وتحياتي للاخ مسرور الذي ابهجنا بحديثه ودراساته .
التوقيع :
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

التعديل الأخير تم بواسطة شيخ القبايل. ; 08-28-2006 الساعة 12:19 AM
  رد مع اقتباس