عرض مشاركة واحدة
قديم 11-04-2006, 05:08 PM   #2
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي

ووصفها الهمداني أيضا في كتابه المشهور ( صفة جزيرة العرب ) بما يلي: شبام مدينة في حضرموت وسوق الجميع قصبة حضرموت، وقد تحدث عنها كثيرا المؤرخان ياقوت الحموي والقزويني، ومن ملوكها المشهورين قيسبة بن كلثوم السكوني الكندي المولود بشبام عام 6 قبل ميلاد الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) والمتوفي العام 37 هجرية، وكان قائدا عسكريا شارك في فتح مصر العام 20 هجرية.



أسماؤها



لكل مدينة من مدن حضرموت عدة اسماء تدل على حقب تاريخية مرت بها او ملوك حكموها او منجات اشتهرت بها، ومن هذا المنطلق فقد أطلق على مدينة شبام أكثر من عشرة أسماء فهي بالإضافة إلى شبام، بيحم، الصفراء، العاليه، البلاد، مدينة حضرموت، ام الجهه، الوالده، الزرافه، الدمنه، وام القصور العوالي، ناطحات السحاب، منهاتن الشرق الى غيرها من الاسماء والصفات التي اطلقت عليها لجمالها وطيب هوائها ودماثة أخلاق ساكنيها..



سكانها ومنتجاتها قديما وحديثا.



لم يسكنها غير العرب القحطانيون في الازمنه القديمه الى القرن السادس والسابع الهجري حيث خالطهم من العدنانيين جماعه من الساده العلويون وبعض من قريش فكان ساكنوها من قبيلة حضرموت التي تنسب الى حضرموت بن سبأ الاصغر من حمير بن سبأ وقبيلة الصدف وهو مالك بن مرتع بن معاويه بن عفير بن كندي من كهلان في سبأ وقبيلة السكون وهو السكن بن اشرس بن كندي وبعض قبيلة تجيب السكونيه، ثم جاورتهم بها قبيلة كنده وكنده هو ثور بن مرتع بن معاويه بن عفير بن كندي اخو الصدف بن مرتع..



وفي القرن الاول الهجري نزلت بها جماعه من الازد من بني مازن من كهلان بن سبأ ثم خالطهم في الازمنه المتأخره بعض قبيلة يافع من ذي رعين الحميريه وطوائف من همدان الكهلانيه وقضاعه الحميريه واغلب سكناهم ضواحي المدينه والقرى المحيطه بها.. وجميع طبقات المجتمع هم من هذه القبائل التي ذكرنا وانما اصبح التمييز الطبقي عند غلبة الجهل وتقلبات الدول وضياع الأنساب



اشتهرت المدينه وساكنوها بالتجاره والزراعه فكما اسلفنا كانت ملتقى القوافل وفي عصور متأخرة كانت مركزا تجاريا حتى ان البعض اسماها بورصة حضرموت لأن الاسعار تزيد وتنقص حسبما هو جار في شبام ويتأثر بذلك جميع وادي حضرموت اما غلاتها الزراعيه فكانت قبل اجتياح السيول لها وللوادي عموما هي الكروم ــ الأعناب ــ بأنواعها والتين وبعض الفواكه وتكثر بها زراعة النخيل والحبوب من القمح والذرة البيضاء والصفراء اما في الوقت الحاضر فلا يوجد بها غير النخيل والقمح والذره وبعض أنواع البقوليات والخضروات..



طريقة بنائها الفريد



بنيت المدينة على الطراز القديم، إذ أن شوارعها ضيقة ملتوية لكن موقعها الذي اختير لبنـاء ( أقدم ناطحات سحاب ) في العالم اختير مركزا دفاعيا لمدينة حصينة.



مدينة المدن اليمنية وأكثرها شموخا، كانت ولازالت عنوان لقدرة العامل اليمني على الابداع وعبقرية البناء الذي مازال حتى وقتنا الراهن مميزا في العمارة، ان بيوت ومنازل المدينة المختلفة المبنية من اللبن ترتفع بشكل مثير للإعجاب، ويترواح سمك جدران الدور الأرضي للمنزل الحضرمي في شبام بين مترين وثلاثة امتار، لكن هذا السمك يتناقص نحو الأعلى حتى الحافة العليا للبيت، وعادة ما تطلى المنطقة العليا من المنزل بطبقة كبيرة من الجير الأبيض ( النورة ).



الدور السياسي



اعتبرت مدينة شبام منذ القدم العاصمة السياسية والاقتصادية لوادي حضرموت بل ولحضرموت كلها، وتقول مصادر التاريخ انه عندما اعتنق الحضارم الدين الإسلامي في العام العاشر الهجري أرسل الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) زياد بن لبيد البياضي ليكون عاملا له على حضرموت واتخذ شبام مقرا له لإقامته متنقلا بينها وبين مدينة العلم المعروفة في حضرموت، وهي مدينة تريم.



وقد انطلقت من هذه المدينة ثورة عبدالله بن يحيى الكندي العام 128 هجرية ضد الحكم الاموي واستمرت منطلقا وقاعدة لمقاومة الحكم العباسي بحضرموت، وانتشر فيها آنذاك المذهب الاباضي ومركزه الرئيسي شبام الذي انتهى في القرن السادس الهجري.



وذكر الطيب ابو مخرمة في القلادة انها مقر وعاصمة لدولة بني آل دغار بن أحمد من عام 64 هجرية الى عام 504 هجرية، استولى آل يماني بن الاعلم عليها واتخذوها عاصمة لهم حتى 616 هجرية، ثم استولى عليها ابن مهدي واستمرت شبام عاصمة سياسية لوادي حضرموت حتى العام 928 هجرية، حيث اصبحت سيئون العاصمة السياسية لحضرموت من قبل السلطان بدر بوطويرق الكثيري، لكنها ظلت عاصمة تجارية واقتصادية، حيث كانت منذ إنشائها مركزًا تجارياً هاماً تنطلق منها القوافل التجارية الى الحجاز والعراق براً وعبر مينا بئر علي والشحر الى الهند والصين، واهم المواد المصدرة البخور و اللبان والمر لاستخدامه في المعابد الوثنية في ذلك الوقت.


يتبع
  رد مع اقتباس