12-20-2006, 11:59 PM
|
#3
|
حال قيادي

|
هل عرفت ماذا يريدان منك حين التقيت بهما أول مرة؟
- لا.. لم أعرف ولم أسألهما عن ذلك ولكن فقط عرفتهما بمكان اقامتي في عدن وطوال الطريق من المكان الذي التقيت بهما فيه امام دكان التاجر في عدن وحتى وصولنا الى امام الفندق الذي كنت أنزل فيه في عدن كان الحديث بيننا يدور حول السؤال عن أحوال صنعاء وتجار صنعاء وأوضاع وأحوال اليهود هناك، وبعد ان عرف الرجلان بمكان اقامتي ودعاني واخبراني بأنهما سوف يزورانني في اليوم الثاني..! وكانا مهتمين بالتأكيد على أن أكون في انتظارهما في اليوم الثاني.. وحددا الموعد للقاء!.
< حين التقيت بهما ماذا طرحا عليك؟
- اصبر لا تستعجل علي - هكذا رد علي العم أحمد القريطي - ثم واصل حديثه قائلا: حين وصل التاجران اليهوديان الى مقر اقامتي في عدن كان معهما أشخاص آخرون، حيث عرفت انهما مندوبو من الجمعية اليهودية في عدن ويعملون لصالح الوكالة اليهودية، وخلال الحديث معهم اخبروني انهم يريدون ان يرحلوا اليهود اليمنيين الموجودين في معظم المناطق والقرى اليمنية الى اسرائيل وانهم اختاروني لمساعدتهم في انجاز هذه المهمة مقابل اتعاب مالية اتحصل عليها، كما اخبروني انهم سبق وان استعانوا بوكيل الإمام أحمد في لواء الحديدة التاجر الجبلي وكذا لجأوا لعدد من الشخصيات المقربة من الإمام أحمد حميد الدين حتى تقوم بإقناعه برغبة الوكالة اليهودية في ترحيل يهود اليمن الى اسرائيل.. لكن جميع تلك المحاولات فشلت..؟!.
أنا بالذات
< لماذا تم اختيارك للقيام بهذا العمل.. خاصة وأن مندوبي الوكالة اليهودية كما قلت قد اخبروك ان جهودهم لتحقيق ذلك قد فشلت؟
- علمت من الشخصين اللذين التقيت بهما في السوق انهما اخبروا مسؤولي الجمعية اليهودية في عدن وكذا مندوبي الوكالة اليهودية انهم قد وجدوا الشخص المناسب والمطلوب الذي يمكن ان يساعد الجمعية والوكالة في تسهيل عملية ترحيل اليهود اليمنيين الى اسرائيل، حيث طلب منهما احضاري لمقابلة مسؤولي الجمعية ومندوبي الوكالة اليهودية وكنت لا أعرف الغرض من ذلك حتى التقيت بهم كما انني عرفت وقتها سبب إلحاح التاجرين اليهوديين على معرفة مقر اقامتي في عدن بل وإصرارهما على ان يرافقاني الى مقر إقامتي حتى يعرفانه جيداً بعدما سبق وأن ذكرته عن قصة لقائي بهما في أحد أسواق عدن.
هكذا كانت البداية
< وماذا دار في اللقاء الذي جمعك بمسؤولي الجمعية اليهودية في عدن وممثلي الوكالة اليهودية؟
- طلبوا مني ان أساعدهم في ترحيل الموجودين من اليهود اليمنيين الى اسرائيل وكذا الاتصال بهم وتجميعهم من مختلف المناطق والقرى التي يتواجدون فيها، وتولى عملية نقلهم الى عدن وقد أكد لي مسؤولو الجمعية الوكالة انهم سيتكفلون بدفع جميع النفقات المالية والمصاريف اللازمة لذلك.
< وماذا كان ردك..؟
- وافقت لكني اشترطت ان يتم ذلك بعد حصولي على موافقة الإمام أحمد حميد الدين، والذي وافق على ذلك وعلى قيامي بالمهمة وعين لي حراسة من الجنود.
موافقة الإمام
< كيف حصلت على موافقة الإمام أحمد؟
- بعد الاتفاق الذي تم بيني وبين مسؤولي الجمعية اليهودية وممثلي الوكالة اليهودية أرسلت برقية الى الإمام أحمد أطلعه فيها على ما تم وما دار بيني وبين اليهود في عدن وكان نص البرقية «مولانا أمير المؤمنين أيدكم الله - لقد اتفقت مع الجمعية اليهودية في عدن على إخراج من تبقى من اليهود في اليمن.. هل يأذن لي أمير المؤمنين».
حيث جاءني الرد من الإمام في برقية وكان نص البرقية المرسلة هو «بعد وصولكم وتوكل على الله».
وكان الإمام أحمد يريد بذلك أن أصل إليه الى تعز - وبالفعل غادرت عدن وتوجهت الى لواء تعز كما كان يسمى آنذاك.. وكنت قد أحضرت هدية للإمام أحمد من عدن..!
< ماذا دار بينكم وما الذي أخبرت الإمام أحمد به حين التقيت به؟
- اطلعت الإمام على تفاصيل اللقاء الذي تم في عدن وما تم الاتفاق عليه مع الجمعية والوكالة اليهودية فقال لي توكل على الله وحين طلبت منه معونة - يعني دعما - أمر بتعيين جنود لمرافقتي كحراسة، كما تم اعلام نوابه في مختلف المناطق بمهمتي وأمرهم بتقديم العون والمساعدة لي لإنجازها.
بداية المهمة
< بعد لقائك بالإمام احمد وحصولك على موافقته ماذا كانت خطوتك التالية؟
- باشرت العمل في إنجاز المهمة حيث قمت بالانتقال وزيارة مختلف المناطق والقرى في اليمن التي اعرف أن فيها يهوداً يمنيين حيث كنت التقي بهم وأطلعهم على رسائل من الجمعية اليهودية تشير الى تكليفي بترحيلهم الى اسرائيل وكذا موافقة الإمام على ذلك وفي كل منطقة كنت أشرف بالكامل على ترتيب اجراءات سفرهم من قراهم ومناطقهم ونقلهم منها الى عدن!.
< ما هي هذه الاجراءات وطبيعتها؟
- كنت أتولى مسؤولية انهاء الالتزامات التي كانت على اليهودي وأشرف على بيع منازلهم وأموالهم ومتابعة قضائهم للديون التي عليهم لغيرهم من أبناء القرى والمناطق من المسلمين وكذا تحصيل ما هو لهم من الديون لدى غيرهم وبعد انتهاء ذلك كنت أرتب لمسألة نقلهم الى عدن وسفرهم إليها من خلال توفير وسائل النقل لهم ومحطات الإقامة خلال سفرهم الى عدن في المناطق التي كنا نتوقف فيها لأن السفر في ذلك الوقت كان صعباً فلم تكن توجد طرق مسفلتة أو سيارات نقل الأمر الذي كان يجعلني ارتب محطات السفر وفقاً لمعرفتي بالمسافة بين كل منطقة أنقل منها اليهود والأيام التي تستغرقها رحلة ايصالهم الى عدن.
|
|
|
|
|