12-21-2006, 12:10 AM
|
#6
|
حال قيادي

|
العودة للإسلام
< اطلقت بعد ذلك من السجن بعد ان عدت للاسلام كما اشترط الامام اليس ذلك؟
- عاد العم احمد للضحك ليخبرني عن شرط الامام وكيف اطلق من السجن .. حيث قال! بعد ان سجنت استعنت ببعض الاشخاص للتوسط لي لدى الامام حتى يطلق سراحي لكنه اشترط لذلك ان »اسلم« واعتنق الاسلام - لأني كماذكرت له في البرقية بأني بعد اسلام يهود أنس قد اصبحت يهودياً - وبعد ايام عادت الواسطة الى الامام واخبروه بأن القريطي قد «اسلم» وتراجع عن «التهود» فأمر باطلاق سراحي من السجن..، حيث بقيت اياماً بعدها ثم ذهبت للسلام على الامام حيث علمت منه انه امر بسجني لانه كاد ان يموت من الضحك عندما قرأ البرقية التي ارسلتها له بسبب انحشار الطعام في حلقه.
قلت لي انك تحملت خسارة مالية كبيرة بسبب امتناع يهود انس عن الهجرة لاسرائىل - نعم - لاني كنت اتكفل بالنفقات المالية كاملة وعندما اوصل اليهود الى عدن كنت استلم من الوكالة اليهودية تكاليف خسارتي وكذا مقابل عدد من أوصلتهم الى عدن من اليهود..!
لم اجد صعوبة
< خلال قيامك بهذه المهمة لم تجد صعوبة في اخراج اليهود اليمنيين وايصالهم الى عدن؟
- لا - ولكن الامر لا يخلو من ذلك حيث كنت اقوم بدفع رسوم مقابل السماح لهم بالخروج من بعض المناطق والسلطنات اليمنية في الجنوب - اثناء فترة الاحتلال البريطاني بجنوب اليمن في سلطنة لحج وسلطنة الضالع والتي لم توافق بالسماح لليهود بالمرور منها الى عدن الا بعد دفع رسوم مغادرة، مثلهم كغيرهم من المتوجهين الى عدن - حين كانت تلك السلطنات لديها نظامها الاداري والسياسي الخاص بها وان كانت تحت الوصاية والحماية الاستعمارية لسلطات الاحتلال البريطاني الذي كان محتلاً لجنوب اليمن وقتها.
< اليهود كانوا يبيعون منازلهم وممتلكاتهم قبل ان يتم تهجيرهم.. سؤالي عم احمد كيف كانت تتم عملية نقل اموالهم الى عدن؟
- بواسطتي - حيث كنت اقوم بأخذ الاموال التي تخصهم من بيع اراضيهم ومنازلهم واثاثهم وكل ما كانوا يمتلكونه في اليمن وقاموا ببيعه واحتفظ به لدي وأقوم بـ «تغفيره» تهريبه واخفائه بطرق ووسائل عديدة حتى أوصلهم الى عدن - وفي عدن كنت أعلم مسؤولي الجمعية والوكالة اليهودية هناك بأن من احضرتهم لا يملكون شيئاً وانهم فقراء معدمون، وبعد ذلك أقوم بارجاع الأموال والذهب والفضة التي كنت قد تسلمتها من اليهود في اليمن قبل ايصالهم الى عدن!؟
مصيرهم مجهول
< ما سبب ذلك؟
- عندما كان اليهود الذين قمت بترحيلهم يغادرون مناطقهم كانوا يصارحوني انهم يخافون من ما يمكن ان يواجههم في اسرائيل، ولانهم كانوا يثقون بي فقد سلموا لي كل أموالهم وطلبوا ان احتفظ بها وان لا اكشف عنها للوكالة والجمعية اليهودية لانهم كانوا خائفين ان يتم مصادرتها واخذها منهم، ولكني الآن وبعد مرور كل هذه السنوات اعتقد انهم كانوا لا يريدون ان يدفعوا تكاليف سفرهم الى اسرائيل والتي ظنوا ان الوكالة اليهودية سوف تجبرهم على دفعها ولذا عمدوا الى اخفاء أموالهم لدي وحرصوا على جعلي لا اكشف عنها والادعاء بانهم فقراء معدمون لا يملكون شيئا «اليهودي يهودي ولو أعطاك زناره» قالها العم أحمد القريطي ثم ضحك.
< عم أحمد.. مهمتك في ترحيل اليهود الى اسرائيل كم استمرت؟
- لم اعد اذكر، لكن بدأت بعد مقتل الامام يحيى حميد الدين - قتل عام 1948- يمكن بعده بسنة أو اكثر شوية، وقد استمرت عاماً وعدة أشهر.
< كيف كانت تتم عملية التواصل بينك والجمعية اليهودية في عدن خلال الفترات التي كنت فيها تقوم بتجميع اليهود اليمنيين من مناطقهم؟
- عن طريق رسائل كنت اتلقاها من الجمعية التي كانت ترسلها اليّ عبر أشخاص وجميع تلك الرسائل تتضمن السؤال عن ما انجزته في هذه المنطقة وتلك وكم عدد اليهود الذين سأنقلهم الى عدن ومواعيد وصولهم كما كانت الوكالة والجمعية توجه رسائل لليهود تطلب منهم ان يثقوا بي وان يسلموني أموالهم وما لديهم من مصوغات ذهبية وفضية والاشياء الثمينة!!.
< هل تحتفظ ببعض من هذه الرسائل؟
- للأسف، لاني لم أكن أدري ان تلك الرسائل ستكون مهمة فيما بعد فلم احتفظ بها.
لم يعترض أحد
< ماذا عن رد فعل المواطنين المسلمين تجاه رحيل اليهود من المناطق التي كانوا فيها - وتجاهك أنت - هل لقيت مضايقة منهم؟
- لم يحدث لي أي مضايقة من اليمنيين المسلمين وكان رد فعلهم تجاه مغادرة اليهود عادية وانما كانوا يتساءلون الى اين سيذهب اليهود وعندما يعلمون انهم مهاجرين الى اسرائيل كانوا لا يعلقون على شيء وكان سؤالهم عن وجهة رحيل اليهود لمجرد العلم واشباع الفضول فقط.
ومنذ ذلك الوقت فإن عدم تعرضي للمضايقة يعود لأن الجميع كان يعرف ان ما أقوم به هو بموافقة الإمام والذي عين لي حراسة وجنوداً لمرافقتي وكنت مسؤولا عليهم ويأتمرون بأمري.
عن القريطي
< قلت ان الجميع كانوا يعرفونك ويعرفون ما تقوم به من مهمة - ولذلك لم تتعرض لأي مضايقة من أحد طوال فترة المهمة؟
- نعم.. فقد كان الجميع سواء مسؤولي المناطق ونواب الامام فيها أو المواطنين المسلمين يعرفون ان التاجر القريطي هو من يقوم بترحيل اليهود الى خارج اليمن - حتى ان بعض النساء في محافظة إب كن يرددن اشعاراً واغاني عن ما اقوم به وعن اليهود فقد كانت النساء يرددن اغاني تقول: «سوق السويق حلف ما يدخله يهودي الا شافعي وزيدي والقريطي نادس الجعودي».
وسوق السويق هو سوق اسبوعي يقام في محافظة إب كل يوم سبت وهو اليوم الذي يمتنع فيه اليهود عادة عن القيام بأي عمل أو نشاط وفقاً لديانتهم حيث يعتبرون يوم السبت يوم اجازة.. وللعلم فقد كان يتواجد في المنطقة التي يقام فيها سوق السويق الاسبوعي الكثير من اليهود اليمنيين والذين يتجاوز عددهم عدة آلاف.
اليهودي اللص
< كما اخبرتني فقد بدأت مهمتك بعد مقتل الامام يحيى بعام وعدة أشهر - ويعني ذلك انك بدأت هذه المهمة أواخر العام 1959م سألني عم أحمد من كان قبلك قد اشرف وقام بمهمة ترحيل اليهود اليمنيين الى اسرائيل خلال سنوات عقد الاربعينيات من القرن الماضي وقبل مقتل الامام يحيى عام 1948م هل تعرف عن ذلك؟
- نعم.. الذي كلف باخراج اليهود وترحيلهم الى اسرائيل وقبل الاعلان عن قيام دولة اسرائيل عام 1948م - كان تاجر يهودي من صنعاء وقام بالمهمة بموافقة من الامام يحيى حميد الدين.. لكنه قام بسرقة اموال ومصوغات ذهبية اخذها من اليهود الذي قام بترحيلهم الى عدن قبل ان يتوجهوا الى اسرائيل وكان غالبيتهم من تجار صنعاء اليهود ثم اختفى في محافظة إب عدة سنوات الى ان سلمته الى الوكالة اليهودية والجمعية في عدن بعد ذلك.
< ماذا تقصد بأنك سلمته؟
- سأحكي لك - أصبر لا تستعجل - قالها العم أحمد القريطي لي وبدأ في رواية كيف تمكن من العثور على التاجر اليهودي الذي قام بمهمة ترحيل يهود صنعاء الى اسرائيل واختفى لسنوات، بعد ان قام بسرقة اموالهم ومصوغاتهم الذهبية وتفاصيل تسليمه لمسؤولي الجمعية والوكالة اليهودية في عدن حيث قال:
- عندما التقيت بمسؤولي الجمعية اليهودية في عدن وممثلي الوكالة - وكنا في احد الاجتماعات بعد ان وافقت على القيام بالمهمة - كان حاضراً معنا مندوب من الوكالة جاء من لندن الى عدن لهذا الغرض وهو التعرف بي ومناقشة ومعرفة كيف سأقوم بالمهمة.. اثناء ذلك دخل عصفور الى الغرفة التي كنا مجتمعين فيها فبادر اليهودي البريطاني بالتصفيق للطائر وحدث من كان معنا باللغة الانجليزية وانا لا اعرف الانجليزية - بان من سيحضر الطائر هو انا - وكان يقصد التاجر اليهودي الذي قام بتحويل اليهود الى اسرائيل في عهد الامام يحيى وقام بسرقتهم. كما اخبرهم ان من سينجح في مهمة ترحيل بقية يهود اليمن الذين كانوا ما زالوا فيها؟
< كيف عرفت بما تحدث به الرجل..!!
- سألت اليهوديين اللذين التقيت بهما في السوق عن ماذا يتحدث الرجل.. فاخبرت انه قال لهم كذا وكذا - وسألوني هل استطيع القيام بذلك واحضار التاجر اليهودي الصفاتي اليهم - فأجبت نعم استطيع ولم أكن اعلم وقتها ان غرضهم من احضاره اليهم يعود الى ما قام به من سرقة من قام بترحيلهم من يهود صفاء حيث اخبروني ان اهتمامهم به يعود الى انه من علماء الدين اليهودي الكبار، فعرفت عندها انهم يكذبون علي فقد كنت أعرفه من قبل وأعرف انه تاجر من تجار صفاء اليهود كالتي تعاملت معه في أعمال تجارية قبل أن يختفي ويذهب الى محافظة إب بعد أن سرق أموال يهود صفاء الدين رحلهم الى اسرائيل..!!؟
كذبوا علي
< علمت بكذبهم فهل صارحتهم بذلك..!؟
- نعم قلت لهم أنا أعرف الرجل فليس «عيلوم» رجل دين بالعبرية كما تقولون.. وغرضكم من احضاره اليكم غير ذلك فماصور فاخبروني بغرضهم الحقيقي ووعدوني بان احصل علي مكافأة كبيرة منهم اذا احضرته اليهم- وبالفعل وبعد أسابيع كنت قد أوصلته اليهم بعد احضاره من محافظة إب وكنت فدعوته بان أحميه وبأنه لن يتعرض لأي أذى أو سوء منهم.
|
|
|
|
|