01-03-2007, 01:07 AM
|
#14
|
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه
|
ولهذا لم يهنأ الرئيس الأميركي جورج بوش عندما قدم الى مرشد الجمهورية الإسلامية رأس صدام حسين قربانا له، والى إيران والذي ثبت بأنه عميلا مخلصا لإيران، وقبل أن يهزأ بنا أحدهم نجيبه ( فالرئيس بوش ليس بالضرورة أن يكون عميلا مباشرا الى إيران، بل هو عميلا الى إسرائيل التي منحها العراق وثرواته وموقعه الإستراتيجي و دون أن تطلق رصاصة واحدة ودون أن تخسر شيئا، ومن خلال دماء أبناء الشعب الأميركي والدول المتحالفة خدمة لإسرائيل.. وبما أن المشروع الإسرائيلي شريكا فاعلا للمشروع الإيراني في العراق والمنطقة، أي أنهما مشروعان متخادمان ومتلاصقان بصمغ كراهيتهما للعراقيين بشكل خاص، وللعرب والعروبة بشكل عام، وكذلك للمشروع القومي، وبهذا أصبح الرئيس بوش عميلا مزدوجا الى إسرائيل وإيران) فها هو الرئيس الأميركي يناقض نفسه بنفسه عندما يقدم رأس الرئيس صدام حسين هدية ( ضحيّة العيد) الى إيران التي هي قطب من أقطاب محور الشر ، وبلسان وترتيب الرئيس بوش نفسه!!.
لماذا تم تنفيذ الإعدام في صباح العيد ..؟
فلو عدنا الى تاريخ السياسة الفارسية، فلقد كانوا يطلقون على الفرس عبارة ( ثعالب السياسة) وهم الوارثين الحقيقيين للسياسة اليهودية، فأينما يتحرك المشروع اليهودي والإسرائيلي في العالم ستجدون هناك المشروع الأيراني بجواره، وكأنه الظل له وفي جميع الأوقات والأزمان، وخصوصا في الجغرافية العربية، لهذا فإن توقيت إعدام الرئيس العراقي صدام حسين جاء بتوقيت فارسي صهيوني من أجل تجسيد عملية تقسيم العراق تماما، أي أن هذا اليوم سيكون إحتفالا سنويا للشيعة الذين يوالون إيران في العراق وفي الداخل الإيراني، وكذلك هو إحتفالا سنويا في الكويت وإسرائيل ولا داعي لذكر العبارة التي يطلقونها قديما على الكويت، وبعض رجالات الكويت الفاعلين، ففرض الحداد على الجانب السني والوطني الشيعي في يوم العيد مقابل الفرح عند الجانب الشيعي الذي يوالي إيران له تداعيات نفسية ومذهبية وسياسية في المستقبل، أي هو تجسيد للمشروع الطائفي، ولتقسيم العراق، فلقد قسّم إعدام صدام حسين العراق الى ( جنوب يهزج، ووسط حزين، وشمال يترقب ومبتسم)، لهذا جاء التوقيت خبيثا للغاية، فبما أن هدفه إهانة العالم الإسلامي والعربي عندما تم إختيار يوم العيد لتنفيذ الإعدام ، وكذلك هو إهانة المشروع العروبي والقومي عندما أصروا على إعدام الرئيس صدام حسين.
ولكن هل يعتقد الرئيس بوش بأن القضية أنتهت وسوف يرتاح داخل العراق ، فإن كان يعتقد ذلك فهذا دليل على سذاجة هذا الرجل، فالمقاومة العراقية بصدد التوسع، بل توسعت من اليوم الذي أعدم به صدام حسين ، ولقد بدأت الإجتماعات منذ ليلة أمس برسم إستراتيجية جديدة، وعلى ضوء التوسع في هيكليتها ورجالها وإنتماء العدد الهائل من أفراد والجيش العراقي لها في هذين اليومين، إضافة لبعض شيوخ القبائل الذين أرسلوا إشارات للمطالبة بالثأر لإعدام الرئيس صدام وإن من وحّد هذه الأصوات والنيات هو شموخ الرئيس صدام، والهدية التي قدمها للشعب العراقي عندما عبر بصموده وثباته عن الإنسان العراقي الحقيقي، فقال للعالم ومن خلال ذلك الشموخ ( هذا العراقي الذي تعرفونه ..يتقدم نحو الموت شامخا) وليس هؤلاء الذين يحجون الببيت الأبيض وطهران على كل صغيرة وكبيرة، فإن هؤلاء دخلاء وسيرحلون حتما..
المالكي أنتهى سياسا.. ومقتدى الصدر سينتهي نهائيا ..!
أما بالنسبة لتوقيع نوري المالكي على إعدام الرئيس صدام حسين وهروب الرئيس جلال الطالباني من هذه المهمة فلقد دل على سذاجة الرجل سياسيا، فهو وقّع في لحظة توقيعه على إعدام صدام حسين على إنهاء مستقبله السياسي تماما وبترتيب أميركي إيراني،حيث إنتهت صلاحيته ولن ينفعه التوقيع الذي جاء من أجل إستمالة السيد مقتدى الصدر وجيش المهدي والتيار الصدري ليكون قويا بهم إتجاه الخصوم السياسيين ، وأن التيار الصدري ومقتدى الصدر طالب ويطالب بإعدام الرئيس صدام حسين كون الأخير متهم بمقتل آية الله محمد صادق الصدر، ولكن لو فكر مقتدى الصدر جيدا، وقرأ التاريخ سيعرف بأن الذي تخلص من أبيه هم الإنجليز وإيران وبرغبة من السيستاني ورجالات أيران في المرجعية الشيعية، وليس صدام حسين، وبهذا نجحت إيران بإتهام التيار الصدري ومقتدى الصدر، وتخليص المجلس الأعلى ومنظمة بدر من تهمة ما يحصل في الشارع العراقي من إجرام وتهديد وتهجير وأغتيال في صفوف رجالات وضباط وعلماء العراق، وما حصل أثناء عملية الإعدام من خلال الصلوات بلكنة إيرانية و الهتاف المتشنجع من المجموعة التي كانت حاضرة و بلكنة إيرانية ضد الرئيس صدام حسين أثناء عملية الإعدام ،والإصرار على ذكر مقتدى الصدر كي يجعلوه خصما لقبيلة صدام حسين ولحزب البعث، وحينها سيتخلصون من مقتدى الصدر بحجة أنها ردة فعل من عشيرة الرئيس صدام ومن البعثيين، وحينها ستطوى عائلة الصدر للأبد مثلما يعتقدون بأنهم إستطاعوا طي صفحة وعائلة صدام حسين ،وبذلك سيرتاح السيستاني من الشوكة الصدرية، وهكذا سيتبخر التيار الصدر من الساحة السياسية، وهذا ماتريده أيران والإحتلال الأميركي ، وبنفس الوقت عرفوا كيف يغرروا بالمالكي كي يوقع على إعدام الرئيس صدام وهو التوقيع على أنهاء مستقبلة السياسي وربما حتى حياته من قبلهم ،ولم يوقعه خادمهم عادل عبد المهدي الذي سيستلم قريبا رئاسة الحكومة بدلا من المالكي ، وبدعم الخارجية الأميركية وإيران وستكون هناك حصة جيدة من نصيب أياد علاوي للتمويه ولإستمالة البعثيين نحو الحكم ،لأن أياد علاوي كان بعثيا كبيرا، وكذلك عادل عبد المهدي فكان بعثيا هو الآخر وفي الحرس القومي، ثم أصبح شيوعيا ثم أنتقل يساريا ثم ماويا بعدها أصبح إسلاميا على الطريقة الإيرانية، ثم إنتقل بعد إحتلال العراق ليكون إسلاميا أميركيا ،ولا ندري ماذا سيكون بعد ذلك!!!.
ماذا سيحدث في الأيام المقبلة..!
نحن نعتقد ومن خلال التحليل لمجريات الأمور ولسيناريوهات الأطراف المتصارعة في العراق، فإن هناك أجندة تمتلكها القوى المؤثرة في العراق لما بعد إعدام صدام حسين ، ولمن لا يعرف فأن القوى الفاعلة في العراق هي ( الأميركية ومعها البريطانية، الإيرانية ، الإسرائيلية، الكويتية ، المرجعية الشيعية السيستانية، التركيبات السياسية في المنطقة الخضراء)، لهذا نعتقد بأن الهجمات الإنتحارية والتفجيرية سوف تزداد وفي داخل المدن الشيعية العامة كالأسواق والمدارس والساحات والكراجات العامة لخلق إنطباع بأنها ردود فعل من البعثيين والسنة العراقيين، وسوف يكون الرد بإتجاه الأطراف السنية هي الإغتيالات في صفوف الساسة ورجال الدين السنة ، وسوف تنتشر قوات أميركية في الشوارع بحجة الفصل بين الفرقاء، وتجسيد الحرب الطائفية عند ذلك ستقوم إيران ومن خلال الحلفاء لها داخل العراق بتفجير عدد من المراقد المقدسة للشيعة ،وذلك من أجل نقل قسما منها الى إيران والى الجنوب العراقي لتكون بنوكا إضافية لرجالات إيران في العراق، أما القسم الباقي قيتم عزله بسياج ويتحول الى محميّات دينية الغرض منها دويلات صغيرة تكون بمثابة بنوك ومكافأة الى رجال الدين الذين قدموا الخدمات الى الإحتلال والى إيران في العراق، وبذلك ستقوم خلايا الأحزاب الشيعية التي توالي إيران بالرد على المزارات السنية في العاصمة بغداد من أجل نسفها تماما، وإجبار السنة على نقلها من بغداد، وهكذا سيتم تفجير المساجد المهمة مثل مسجد هيئة علماء المسلمين، وكل هذا تمهيدا للمعركة الكبرى في بغداد من أجل تفريسها بلسان عربي، وعند ذلك يتم التقسيم الحقيقي للعراق، ومن ثم توزيع القواعد الأميركية بشكل دائم .. ولكن كل هذا يعتمد على قوة وصلابة المقاومة العراقية، فعندما تأخذ زمام الأمور بشكل أوسع، فسيكون العراق بألف خير ،وأن شاء الله سيكون ذلك بعون الله وبسواعد شرفاء العراق.
كاتب ومحلل سياسي
مركز البحوث والمعلومات ــ أوربا
مأرب برس - لندن – خاص - سمير عبيد
الثلاثاء 02 يناير-كانون الثاني 2007
|
|
|
|
|