عرض مشاركة واحدة
قديم 01-12-2007, 10:03 PM   #32
سالم علي الجرو
شخصيات هامه
 
الصورة الرمزية سالم علي الجرو

افتراضي

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة القاضي
الحقيقة لم يشفني ردك يا أبا لطفي وأحسست أنك كمن يريد الهروب من حقائق تتحدث بالأرقام ، أو كمن يريد دفن رأسه في التراب ، نعم عزيزي ليس خافيا على كل ذي لب ما هي خسائر العراق والأمة العربية المادية والمعنوية أبان حكم صدام وما بعد الغزو الأمريكي ، أستطيع أن أسميها بفترة الكوارث على الأمة التي لم تأتي بأي فائدة تذكر غير الشعارات الفارغة وزيادة بل وشحن العصبيات القومية والحزبية والطائفية على حساب تطور الشعوب ونموها وازدهارها .
ربما كنت تعتقد أنني في موضوعي السابق من المؤيدين للغزو الأمريكي على العراق 00 لا يا عزيزي كلامي كان واضحا ومفهوما بأن كارثة الغزو الأمريكي في المنطقة وليس العراق فحسب كان نتيجة أخطأ سياسية قاتلة لم يحسب لها المهيب حساب وربما خيل له أن باستطاعته هزيمة الجيوش الجرارة التي تجمعت في الخليج بكل إمكاناتها وقوتها كي تخرجه من الكويت بعد أن أعطيت له الكثير من الفرص وحفظ ماء الوجه وبوساطة الكثير من زملاءه العرب وحتى الشرفاء من خارج النطاق العربي، بل وقد خدع كل الشعوب العربية ونحن منهم عندما كان يعدنا بحرق كل الغزاة على أسوار بغداد 00 وقد كان كلاما كبيرا جدا يوحي لنا أن المقاومة على أقل تقدير ستكون شرسة وسيكون الجيش العراقي الجيش الذي لا يقهر حسبما كان يردده علينا في خطاباته الفسفورية، والحقيقة كانت غير ذلك تماما، فكما أن شعبه قد فقد الثقة به ولم يقف معه، رأينا بأن جيشه الجرار والذي صرف عليه مبالغ لا تعد ولا تحصى أيضا تخلى عنه في أحلك اللحظات وبسرعة مذهله لم نكن نتوقعها أبداً،
عزيزي حسب إحصائيات ذكرتها قنوات فضائية عربية وأجنبية بأن خسائر العراق فقط خلال حكم المهيب صدام حسين بلغت (920) تسعمائة وعشرون مليار دولار أرجو تقسيمها على دخل العراق السنوي من النفط حتى ترى كم من السنين أضاعه العراق من دخله وثروته، هذا غير الخسائر البشرية التي لا تزال في العد التصاعدي كل شارقة شمس، ناهيك عن ما خسرته الكثير من الدول العربية من نتائج هذه السياسات الغير مسئوله. فأين المرتبة الأولى من حيث الرعاية الصحية التي ذكرت وأين العلماء الذين ذكرتهم، وإن كنت تذكر خطابي فقد أشرت لك في سؤالي الذي لم تجاوبني عليه حيث تساءلت وهل ما قدمه لنا استطاع الحفاظ عليه أو حمايته من الدمار؟ وقد ينطبق هنا قول الشاعر:
متى يبلغ البنيان يوما تمامه* إذا كنت تبني وغيرك يهدم

وحتى شعبه في أيام حكمه كان يتكون من ثلاث جماعات لا رابع لها
- ماسحي أحذية النظام
- لا أرى لا أسمع لا أتكلم
- ثم الذي هداه الله إلى طريق الهروب من العذاب
وما عدا ذلك.. خضوع كامل أو قمع وتنكيل..
وأرجع وأقول أن مشهد الإعدام (الهمجي) ليس لائقا بكل المقاييس بل أنه مستفزاً إلى درجة جعلت خصوم صدام يقشعرون مما شاهدوه، ولكنه قد جعل لنفسه عند رحيله مشهداً رسمه ليخرج من المسرح السياسي بالشكل الذي أراد. ونحن نظل نقول أننا نسبق منظمة هيومن رايتس بالتنديد بهذه الطريقة أو المسرحية التي حوكم بها صدام حسين وإعدامه بعد ذلك. وربما كان هذا تطهير للرجل عند رحيله ومقابلة ربه وهو الآن في ذمة الله وهو الحكم العدل، ولكن تظل مآسي الشعب العراقي والتركة المأساوية والمستقبل الغير بين لهذا البلد العربي العظيم بأرضه وشعبه وثرواته

كيف لمغلول أن يشفيك من غليل؟.
الكل يشكو ، فأحد غلّت يداه وأحد تكمم فاه وثالث مسجّى جثمان على قارعة الطريق ورابع يطحنه الفقر وخامس مشرد... الخ القائمة التي تطول يوم بعد يوم.
سيّدي القاضي: إن محاكمة أول رئيس عربي بالطريقة إيّاها التي حوكم بها صدّام هي محاكمة للتاريخ وفي التاريخ مشروعين لا ثالث لهما ، سجلا البشرى وسجلا الفظائع.
من البشرى: النهوض العربي المقاوم لأطماع الاستعمار ولهذا النهوض رموزه ومنهم صدّام حسين . إذن هذا مشروع له تضحياته. فهل أنت ـ عزيزي القاضي ـ مع أو ضد هذا المشروع؟.
إن المقاومة تشير بالضرورة إلى احتلال أو هجوم أو غزو أو هيمنة في المقابل ، وبهذا تحدد المشروع الثاني. فهل أنت ـ عزيزي القاضي ـ مع أو ضد هذه المشروع . لن تخرجك الرحلة عن السياق التاريخي.
نعود إلى الفظائع والجرائم كما سمّيتها ، ولنركز على الرمز صدام حسين ، فمنها الفظيع حقا ومنها الأفظع. تعددت مسارات المشروع الأول ، وأخذت طريق المحاور فقتل البعض البعض.
خطيئة كبرى قتل المعارضين المسالمين العزل.
جريمة كبرى إشعال الحروب التي لا طائل منها غير سفك الدماء والدمار.
خطيئة كبرى تهجير المواطنين أو نفيهم إلى خارج البلاد التي لا يمكن لأي رمز أن يزايد عليهم فيدعي أنه أحق بالمواطنة منهم إلا عندما يساومون على بيع الوطن..
جريمة كبرى غزو الكويت واحتلاله.
خطيئة حرق الأموال في مشروع خاسر أو إرضاء لنزوة.
***
فظائع وجرائم المشروع الآخر:
محمية وغير قابلة للمحاكمة ويكفي ـ سيدي ـ أن تراجع قرارات الأمم المتحدة المتعلقة بالأذى الإسرائيلي ، ويكفي أن تسمع بأن المحاكمة والمساءلة لا تنطبق على جنود الاحتلال .
بشرى هذا المشروع: [ حقوق الإنسان ] ، ومن منا يجهل هذه الخدعة؟ ـ [ حقوق الأقليات ] ، ومن منا لا يزال في غيبوبة فلا يدرك أن وراء مثل هذا الإدعاء فتنة ـ [ نشر الديمقراطية ] ، ومن منا يصدق هذا الزيف والتضيل؟ . أما ماهية هذه الفظائع والجرائم فلا أخالك تجهلها ـ سيدي ـ ويكفي أن تضاعف إلى ما شئت خطايا وجرائم رموز المشروع الأول ، لعلك بعد هذا تقترب من تصوير جرائم أصحاب المشروع الثاني.
خاطبتك ـ سيدي ـ من الآخر باعتبار أن الجميع استوعب التاريخ الدموي لقوى الشر ، فالحلال بيّن والحرام بيّن.
بيت الشعر الذي أورته جميل جدا:
متى يبلغ البنيان يوم تمامه === إذا كنت تبنيه وغيرك يهدمٌ
وكنت أردده وأنا في بلاد سعيدة غير أن بيت شعر آخر أرددّه اليوم وأنا في بلاد شقية :
لا نسب اليوم ولا خلّة === اتسع الخرق على الرّاقع
ولكن الأمل يتجدد ، فلست من المتشائمين بالمطلق ، فكلما نظرت إلى وجوه قادة نجلّهم شعرت بأن الوطن يشغلهم ، ومن يشغله الوطن تشغله الرعية ، ولا شيء يحتاج إليه الجميع غير الثقة المتبادله كل من موقعه . وإنّا لما تأتي به السنون لمرتقبون.
  رد مع اقتباس