توسل النبي صلى الله عليه وسلم بحقه وحق ألانبياء
جاء في مناقب فاطمه بنت اسد أم علي بن ابي طالب أنها لما ماتت حفر رسول الله صلى الله عليه وسلم لحدها بيده واخرج ترابه بيده فلما فرغ دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فاضطجع فيه فقال : ( الله الذي يحي ويميت وهو حي لايموت اغفر لامي فاطمه بنت اسد ولقنها حجتها ووسع عليها مدخلها بحق نبيك والانبياء الذين من قبلي فإنك ارحم الراحمين, وكبر عليها اربع وادخلوها اللحد هو والعباس وابوبكر الصديق رضي الله عنهم )) رواه الطبراني في الكبير والاوسط . .. وفيه روح بن الصلاح وثقه ابن حبان والحاكم وابو حاتم . وابو حاتم من الطبقه التي قال فيها الذهبي اذا وثق احدهم شخص فعض على قوله بناجذيك))
التوسل والتبرك بقبور الأنبياء و الصالحين عند علماء الاسلام على ممر القرون
قال الحافظ ابوبكر ابن المقرى في مسند اصبهان كنت انا والطبراني و ابو الشيخ في مدينه النبي صلى الله عليه وسلم فضاق بنا الوقت فوصلنا ذلك اليوم فلما كان وقت العشاء اتيت الى القبر الشريف وقلت يارسول الله الجوع الجوع فقال لي الطبراني اجلس فاما ان يكون الرزق او الموت فقمت انا وابو الشيخ فحضر الباب علوي ففتحنا له فاذا معه غلامان بزنبلين فيها شي كثير فقال ياقوم شكوتم الى النبي صلى الله عليه وسلم فاني رايته يامرني بحمل شي اليكم .
فهؤلء ثلاثه من كبار حفاظ السنه وعلمائها وهم الحافظ ابن المقرى والحافظ الطبراني والحافظ ابو الشيخ
وذكرها الامام ابن الجوزي في كتابه الوفاء بتعريف فضائل المصطفى و نقل مثلها الحافظ السخاوي في القول البديع .
وفي طبقات ابن سعد قال كذلك ثبت ان بلال مرغ خديه على عتبات الحجره النبويه باكيا بين يدي الصحابه رضي الله عنهم يوم عاد من الشام الى المدينه
وفي خلاصه الوفا للسيد السمهودي مانصه : وعن اسماعيل التيمي قال في ذلك فقال كان ابن المنكدر يصيبه الصمات فكان يقوم فيضع خده على قبر النبي صلى الله عليه وسلم فعوتب انه يستشفي بقبر النبي صلى الله عليه وسلم .
وقال الحافظ القسطلاني في المواهب اللدنيه : وينبغي لزائر ان يكثر من الدعاء والتضرع والاستغاثه والتشفغ والتوسل به صلى الله عليه وسلم فجدير بمن استشفع به ان يشفعه الله تعالى فيه
وقد نقل الحافظ العراقي في فتح المتعال بسنده ان الامام احمد بن حنبل اجاز تقبيل قبر النبي صلى الله عليه وسلموفي الحكايات المنثوره الحدث الحافظ الضيا المقدسي للامام ان الحافظ عبد الغني المقدسي الحنبلي اصيب بدمل اعجزه علاجه فمسح به قبر الامام احمد بن حنبل تبركا فبرىْ .
وفي شرح الشفاء للإمامين الشهاب الخفاجي وملا علي قاري يقول وقبر الإمام الجليل ابن فورك بنيسابور يزار ويستجاب عنده الدعاء
وفي تاريخ الامام الحافظ الخطيب البغدادي حيث روى بسنده ان الإمام الشافعي كان يتبرك بزياره قبر الإمام ابي حنيفه مده اقامته بالعراق
وقال ابن حجر كذلك في الخيرات الحسان : إن الإمام الشافعي كان يتوسل بالامام أبي حنيفة يجيء الى ضريحه يزوره ويسلم عليه .
وذكر ذلك المحدث عبدالله بن صديق ألغماري وهم من ائمه الشافعية
روي عن الربيع بن سليمان قال حججنا مع الشافعي فما ارتقى جبلا ولا هبط واديا الا وهو يبكي وينشد
ال الــنبي ذريـعـتي **** وهموا إليه وسيلتي
ارجو بأن أعطى غدا **** بيد اليمين صحيفتي
ديوان الشافعي
* واخرج ابن عساكر في تاريخ دمشق عن الربيع بن سليمان قال ( إن الشافعي رحمه الله تعالى خرج الى مصر فقال : لي ياربيع خد كتابي هذا فامض به وسلمه الى ابي عبدا لله ( احمد بن حنبل ) واتني بالجواب , قال الربيع : فدخلت بغداد ومعي الكتاب فصادفت احمد بن حنبل في صلاة الصبح , فلما أنفتل من المحراب سلمت اليه الكتاب وقلت له: هذا كتاب أخيك الشافعي من مصر فقال لي احمد : نظرت فيه ؟ فقلت :لا فكسر الخاتم فقراء وتغرغرت عيناه فقلت له : ماذا فيه يا ابا عبدا لله ؟ فقال : يذكر فيه انه رأى النبي صلى الله عليه وسلم في النوم فقال له: ( اكتب الى ابي عبدالله فاقرأ عليه السلام , وقل له : إنك ستمتحن وتدعى الى خلق القران فلا تجبهم , فسيرفع الله لك علما إلى يوم ألقيامه ) قال الربيع : فقلت له : البشارة يا أبا عبدا لله فخلع احد قميصيه الذي يلي جلده فأعطانيه , لأخذت الجواب وخرجت الى مصر وسلمته الى الشافعي , فقال ما الذي أعطاك ؟ فقلت : قميصه , فقال الشافعي : ليس نفجعك به ولكن بُلهُ وادفع إلي الماء لأتبرك به)
وفي رواية : ( قال الإمام الشافعي رحمه الله تعالى : ( لا نبتاعه منك ولا نستهديه ولكن اغسله وجئنا بمائه , قال : فغسلته , فحملت ماءه اليه فتركته في قنينه , وكنت أراه في كل يوم يأخذ منه ويمسح على وجهه تبركاً باحمد بن حنبل )
اخرجه ابن الجوزي في مناقب احمد بن حنبل .