وفي كتاب المعيار لأبي العباس أحمد بن يحي الوانشريسي المالكي ما نصه : (( وسئل بعض القرويين عمن نذر زيارة قبر رجل صالح أو حي فأجاب : يلزمه ما نذر وإن أعمل فيه المطي . ابن عبد البر : كل عبادة أو زيارة أو رباط أو غير ذلك من الطاعة غير الصلاة فيلزمه الإتيان إليه ، وحديث : ( لا تُعمل المطي )) مخصوص بالصلاة ، وأما زيارة الأحياء من الإخوان والمشيخة ونذر ذلك والرباط ونحوه فلا خلاف في ذلك ، والسنة تهدي اليه من زيارة الأخ في الله والرباط في الأماكن التي يرابط بها وتوقف بعض الناس في زيارة القبور وءاثار الصالحين ، ولا يتوقف في ذلك لأنه من العبادات غير الصلاة ، ولأنه من باب الزيارة والتذكير لقوله صلى الله عليه وسلم (( زوروا القبور فإنها تذكركم الموت )) ، وكان صلى الله عليه وسلم يأتي حراء وهو بمكة ويأتي قباء وهو بالمدينة، والخير في اتباعه صلى الله عليه وسلم واقتفاء ءاثاره قولا وفعلاً لا سيما فيمن ظهرت الطاعة فيه )) اهـ.
وفي ضمن كلام الوانشريسي أن عمل المسلمين جرى على التبرك بزيارة القبور المباركة عكس عقيدة التيميين ، فتبين بذلك أنهم شاذون عن الأمة في نحلتهم المعروفة وهي محاربة التوسل بالرسول صلى الله عليه وسلم وغيره من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام والأولياء ومحاربة زيارة القبور بقصد التبرك ، وقد أسفر الصبح لذي عينين .
قَالَ إبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ : الدُّعَاءُ عِنْدَ قَبْرٍ مَعْرُوفٍ التِّرْيَاقُ الْمُجَرَّبُ
وقال شيخ القراء الامام الحافظ ابن الجزري في كتابه الحصن الحصين قال : ويتوسل الى الله سبحانه بانبيائه وبا الصالحين . وقال ايضا بستجابه الدعاء عند قبور الانبياء وقال وجرب استجابه الدعاء عند قبور الصالحين
*قال ابن الجوزي رحمه الله
عن اداب زيارة الحرم الابراهيمي الشريف في فلسطين , وذلك في كتابه " تاريخ بيت المقدس " ثم يدخل إلى قبر الخليل يستقبله من أي نواحيه شاء، ثم يسلم على النبي صلى الله عليه وسلم هذا وهو واقف، وذكر أن يضع يده على القبر وأن يعاتقه ويقف ويسلم كما يسلم على الحي بوقار وسكينة كان يشاهده صلى الله عليه وسلم ويستحب أن يكثر الدعاء عنده "
ثم يقول رحمه الله :
ويتوسل فما توسل به أحداً إلا إجابة الله تعالى، فإذا فرغ من ذلك يمضي إلى قبر سيدنا يعقوب ......... "
*قال العلامه ابن علان الصديقي في شرح الاذكا ر : لأن التوسل به سيره السلف الصالح الانبياء والاولياء وغيرهم
*وقال الإمام النووي في المجموع (ج8/274) كتاب صفة الحج، باب زيارة قبر الرسول صلى اللّه عليه وسلم: "ثم يرجع إلى موقفه الأول قُبالة وجه رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلّم (((ويتوسل به))) في حق نفسه ويستشفع به إلى ربه".
*ابن قدامة المقدسي يرى جواز التوسل
فلقد جاء في وصيته (ص 92 بتحقيق محمد أنيس مهرات ) ما يلي :
وإذا كانت لك حاجة إلى الله تعالى تريد طلبها منه فتوضأ ، فأحسن وضوءك ، واركع ركعتين ، وأثن على الله عز وجل ، وصلَ على النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم قل : لا إِلَهَ إِلاَّ الله الحَلِيمُ الكَريمُ، سُبحَانَ رَبِّ العَرشِ العَظيمِ الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالمِينِ، أَسأَلُكَ مُوجِبَاتِ رَحمَتِكَ وَعَزَائمَ مَغفِرَتِكَ وَالغَنيمَةَ مِنْ كُلِّ بِرٍّ، وَالسَّلامَةَ مِنْ كُلِّ إِثْمٍ، لا تَدَعْ لي ذَنباً إِلاَّ غَفَرْتَهْ وَلا هَمَّاً إِلاَّ فَرَّجْتَهْ، وَلا حَاجةً هِيَ لَكَ رِضاً إِلاَّ قَضَيتَهَا يَا أَرحَمَ الرَّاحمين وإن قلت : اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد صلى الله عليه وسلم نبي الرحمة يا محمد إني أتوجه بك إلى ربي فيقضي لي حاجتي،وتذكر حاجتك
وروي عن السلف أنهم كانوا يستنجحون حوائجهم بركعتين يصليهما ثم يقول : اللهم بك أستفتح وبك أستنجح ، وإليك بنبيك محمد صلى الله عليه وسلم أتوجه ، اللهم ذلل لي صعوبة أمري ، وسهل من الخير أكثر مما أرجو ، واصرف عني من الشر أكثر مما أخاف .
وكذلك في كتابه المغني في باب زياره قبر النبي .
هذا رأي ابن قدامة شيخ الحنابلة الذي قال فيه ابن تيمية : ما دخل الشام بعد الأوزاعي أفقه من الشيخ الموفقابن قدامة .
* وقال ابن حجر كذلك في الخيرات الحسان : إن الامام الشافعي كان يتوسل بالامام أبي حنيفة يجيء الى ضريحه يزوره ويسلم عليه ابن حجر رحمه الله في الجوهر المنظم : إن التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم حسن في كل حال .*قال صاحب كتاب : " شرح مختصر خلبل للخرشي [ وَأَمَّا التَّوَسُّلُ بِبَعْضِ مَخْلُوقَاتِهِ فَجَائِزٌ وَأَمَّا الْإِقْسَامُ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى فِي الدُّعَاءِ بِبَعْضِ مَخْلُوقَاتِهِ كَقَوْلِهِ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ اغْفِرْ لَنَا فَخَاصٌّ بِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ]
*قال الامام ابن الهمام : ويسأل الله حاجته متوسلا الى الله بحضرة نبيه صلى الله عليه وسلم , ويسأل النبي الشفاعة فيقول يا رسول الله أسألك الشفاعة يا رسول الله أتوسل بك الى الله .
*وقال الامام السخاوي رحمه الله في كتاب " التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة " : ".. والصلاة والسلام على سيد الخلق وأشرف مرسل، وعلى آله وصحبه وتابعيهم المندفع الكرب عن سائر من به، ثم بهم، ببركته توسل . "
وقال السخاوي أيضا في نفس الكتاب راويا عن أحدهم قوله : "
جرمي عظيم يا عفو وإنني**** بمحمد أرجو التمسح فيه
فيـه توسل آدم في دينه **** وقد اهتدى من يقتد بأبيه
و قال في خاتمة شرح ألفية العراقي في الحديث: ( سيدنا محمد سيد الأنام كلهم ((( ووسيلتنا ))) وسندنا وذخرنا في الشدائد والنوازل صلى اللّه عليه وسلم) .
*قال الواقدي في كتاب فتوح الشام راويا ما قال بعضهم : " اللهم إنا نتوسل بهذا النبي المصطفى والرسول المجتبى الذي توسل به آدم فأجبت دعوته وغفرت خطيئته "
*وفي كتاب الفتاوى الهندية (ج1/266) كتاب المناسك: باب: خاتمة في زيارة قبر النبي صلى اللّه عليه وسلم، بعد أن ذكر كيفية وءاداب زيارة قبر الرسول صلى اللّه عليه وسلم، ذكر الأدعية التي يقولها الزائر فقال: "ثم يقف (أي الزائر) عند رأسه صلى اللّه عليه وسلم كالأوّل ويقول: اللهم إنك قلت وقولك الحق: "وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُوا أَنفُسَهُمْ جَاءُوكَ .." الآية، وقد جئناك سامعين قولك طائعين أمرك، ((( مستشفعين بنبيك إليك ))).
*وفي خاتمة اللغويين الحافظ مرتضى الزبيدي الحنفي، قال في خاتمة "تاج العروس" داعياً: "ولا يكلنا إلى أنفسنا فيما نعمله وننويه (((بمحمد وءاله))) الكرام البررة".
*العالم العلامة الفيومي، قال في خاتمة كتابه "المصباح المنير" داعياً: "ونسأل الله حسن العاقبة في الدنيا والآخرة وأن ينفع به طالبه والناظر فيه وأن يعاملنا بما هو أهله ((( بمحمد وآله ))) الأطهار وأصحابه الأبرار".
*العلامة الفقيه عبد الغني الغنيمي الحنفي صاحب "اللباب في شرح الكتاب"، قال في خاتمة كتابه "شرح العقيدة الطحاوية" داعياً: "وصلِّ وسلم على سيدنا محمد فإنه ((( أقرب من يُتَوسل به إليك )))".
*إمام المحققين الشيخ ابن عابدين الحنفي، قال في مقدمة حاشيته على الدر المختار داعياً: "وإني أسأله تعالى ((( متوسلاً إليه بنبيه المكرم))) صلى الله عليه وسلم".
*الشيخ محمد علاء الدين ابن الشيخ ابن عابدين، قال في خاتمة تكملة حاشية والده داعياً: "كان الله له ولوالديه، وغفر له ولأولاده ولمشايخه ولمن له حق عليه ((( بجاه سيد الأنبياء والمرسلين )))".
*الإمام محمد الزرقاني المالكي، قال في خاتمة شرحه للموطأ داعياً: "وأسألك من فضلك (((متوسلاً إليك بأشرف رسلك))) أن تجعله (أي شرحه للموطأ) خالصاً لوجهك".
*المحدث إسماعيل بن محمد العجلوني الجراحي الشافعي، قال في كتابه "كشف الخفاء ومزيل الإلباس" (ج2/419) داعياً: "وَضعَ الله عنا سيئات أعمالنا بإفضاله الجاري، وختمها بالصالحات ((( بجاه محمد صلى الله عليه وسلم))) سيد السادات .
*وعزز أبوموسى النابغة الجعدي الصحابي الشاعر المعروف بسياط فأنشد كما في الاستيعاب :
فيا قبر النبي وصاحبيه ألا يا غوثنا لو تسمعونا ******* ألا صلى إلهكم عليكم ولا صلى على الأمراء فينا.
والنابغه وأبو موسى الاشعري من جلة الصحابة فلو كان في الاستغاثة حتى كراهه لما قال هذا وأقر ذلك .
*وجاء في كتب السير والمغازي اذ ذكروا ان شعار الصحابه والتابعين في قتالهم لمسيلمه كان ( وامحمداه وامحمداه )
*وما جاء عن الصحابي بلال بن الحرث في عام الرمادة إذ ذبح شاه فوجدها في غاية الهزال والضعف فصاح ( وامحمداه
وامحمداه )