01-22-2007, 09:40 PM
|
#2
|
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه
|
[size=3][color=#4169E1]علاقتي بالرئيس علي عبدالله صالح مستمرة ولم تنقطع الاتصالات فيما بيننا، وإن كان البعض يحاول زرع الخلافات بين الحين والآخر، وبعد فوزه هنأته بنجاحه في الانتخابات الرئاسية ولعلكم تابعتم ذلك في أجهزة الإعلام الرسمية.
هل تحتاج البلاد برأيكم إلى حكومة وحدة وطنية تشارك فيها القوى السياسية في الداخل والخارج؟
- ما يتعلق بتشكيل حكومة وحدة وطنية فقد تحدثت عن ذلك قبل الانتخابات، أما الحديث اليوم عن تشكيل حكومة وحدة وطنية فأنا لا أريد التحدث نيابة عن الآخرين واعتقد أن قرار تشكيل أي حكومة هو بيد الرئيس علي عبدالله صالح.
ما المطلوب برأيكم للخروج باليمن من وضعها الاقتصادي الصعب، وهل تعتبر المؤتمرات الدولية لجمع الأموال هي الطريقة الأمثل لتحسين الاقتصاد اليمني؟
- المؤتمرات الدولية لن تحل مشاكل اليمن وحدها، فالحل أساساً بيد اليمنيين أنفسهم، ودور الآخرين مساعدتهم على تجاوز المعاناة والمشاكل التي يمر بها الشعب اليمني.
البعض يتحدث عن هذه المساعدات لتأهيل الشعب اليمني للانضمام إلى مجلس التعاون الخليجي، لكنني أعتقد أن المال وحده لا يكفي، وأن المطلوب هو إرادة وطنية يمنية لمعالجة مشاكل اليمن ومعاناة الشعب ومكافحة الفساد والفقر والإرهاب والاختطافات والثأر وتحقيق العدل والمساواة بين أبناء الشعب اليمني وإذا تطلب الأمر اتخاذ معالجات صارمة وحازمة فإن المواطن سيقف إلى جانب ذلك.
كيف تقيمون العلاقات بين اليمن ودول مجلس التعاون الخليجي، وهل اليمن مهيأة برأيكم لتصبح ضمن تكتل المجلس؟
- اليمن عمق استراتيجي لدول مجلس التعاون الخليجي ونحن في شبه الجزيرة العربية كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى، والشيء الطبيعي أن تصبح اليمن جزءاً من هذا التجمع، فالعصر هو عصر التكتلات والتجمعات في العالم.
وفي تقديري أن تأهيل اليمن ليس بالحصول على المال فقط وإنما بإحداث تغييرات واسعة وشاملة على المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
الخلاف مع صدام
شهدتم كما شاهد العالم إعدام الرئيس العراقي السابق صدام حسين، فكيف تنظرون إلى الحدث وتوابعه على استقرار الأوضاع في العراق؟
- لقد حز في نفسي المنظر الذي شاهدته لحظة الإعدام والصور الأخرى التي التقطها البعض أثناء عملية الإعدام وإثارة استفزاز العرب والمسلمين يوم عيد الأضحى واستقبال العام الجديد.
وقد انتقد بعض القادة العرب التوقيت للإعدام وليس عقوبة الإعدام نفسها، فيما وقف الاتحاد الأوروبي والفاتيكان وبعض الدول الأخرى ضد إعدامه خوفاً من أن يؤدي ذلك إلى إشعال نار الفتنة بين السنة والشيعة وأيضاً تصاعد العمليات ضد القوات الأجنبية في العراق ولما سينتج عنه من سلبيات على امن واستقرار المنطقة.
ماذا تتذكرون من علاقاتكم بصدام حسين كشخص ودولة عندما كنتم تحكمون جنوبي اليمن؟
- ارتبطت بعلاقات رسمية وشخصية بالرئيس صدام حسين منذ بداية عام 1970 واستمرت هذه العلاقات إلى عام 1980 وتأثرت العلاقة فيما بيننا بعد اغتيال عناصر من المخابرات العراقية في العام 1979 للأستاذ الجامعي العراقي توفيق رشدي أمام منزله في حي المنصورة بمدينة عدن في وضح النهار ولجأت بعدها إلى مبنى السفارة.
وأمام هذا المشهد الذي لم يسبق له مثيل وكرد فعل قامت مفرزة من رجال أمن الدولة اليمنيين باقتحام مبنى السفارة العراقية في خورمكسر واعتقال قتلة توفيق رشدي، وأدى ذلك إلى سوء العلاقات بين البلدين، ولم تأخذ في التحسن إلا في عام 1981 عندما اتفقنا أنا والرئيس صدام حسين خلال مؤتمر القمة الإسلامي في الطائف على فتح صفحة جديدة في علاقات البلدين الشقيقين.
صدام حسين كان يحلم بدور كبير في قيادة هذه الأمة العربية بعد أن غيب الموت الزعيم جمال عبدالناصر وكان يسعى إلى إقامة دولة قوية في جزيرة العرب وبلاد الشام، كخطوة على طريق تحرير فلسطين.
وأتذكر أنني نصحته في أحد اللقاءات في نهاية السبعينات بأن هذه المشاريع والطموحات غير واقعية وأنه من غير المسموح حتى الحديث عنها، وأن القوى الكبرى لن تسمح حتى بالتفكير بذلك.
وأتذكر أنه ضحك في حينها وقال لي إن الغرب لا يريد من منطقتنا إلا النفط ونحن مستعدون لبيعه له بأقل من السعر العالمي، وهناك تفاصيل كثيرة عن علاقتي بالرئيس صدام حسين ستنشر في مذكراتي.
في تقديرك ما الحل للأزمة القائمة في العراق؟
- في تقديري أن الحل يكمن في أن تتفق كافة الأطراف على وحدة العراق وتشكيل حكومة وحدة وطنية من كافة الأطراف والأطياف، ووضع جدول زمني لانسحاب القوات الأمريكية وقوات التحالف وإحلال قوات عربية محلها مؤقتاً حتى يستتب الأمن والاستقرار وبناء جيش وطني عراقي وحل المليشيات، وعودة كافة العناصر التي سرحت من الجيش والأمن والإدارة إلى أعمالهم ممن ليس لهم علاقة مباشرة بالجرائم التي ارتكبت بحق المواطن العراقي.
الهيمنة الأمريكية
كيف تنظرون إلى المشهد السياسي العالمي في الوقت الحاضر في ظل الهيمنة الأمريكية على العالم؟
- الإدارة الأمريكية تسببت في هذا الصراع الذي تمر به المنطقة كلها في كل من العراق وفلسطين ولبنان والقرن الإفريقي وجنوب السودان وأفغانستان، وهي بحاجة إلى مراجعة سياستها تجاه دول وشعوب هذه المنطقة بدلاً من الانحياز الأعمى ل”إسرائيل” التي أصبحت عبئاً على الشعب الأمريكي.
وقد قرأت في إحدى الصحف الأمريكية أن الإدارة الأمريكية صرفت في الحرب على العراق أكثر من 500 مليار دولار، ولو جرى توزيعها على الشعب العراقي لنال كل فرد منه 18700 دولار، ولو وزعت على الشعب الأمريكي لنال كل مواطن 1600 دولار ؛ فما جدوى استمرار هذه الحرب؟
أنا متأكد أن الذي سيحسم الأمر في النهاية بالعراق هو الشعب الأمريكي الذي يطالب اليوم بإدانة هذه السياسة وبالانسحاب من العراق بعد أن تسببت الإدارة والقيادة العسكرية الأمريكية في هذا الدمار الواسع في بلاد الرافدين وزرعوا الفتن فيه.
ولعل الحكماء في أمريكا وفي مقدمتهم جيمي كارتر وجيمس بيكر وهاملتون والديمقراطيون قد تنبهوا لهذا الخطر الذي يواجه أمريكا والشعب الأمريكي والجنود الأمريكيين الذين يموتون كل يوم فقد بلغ عدد الضحايا منهم أكثر من 3000 قتيل وأكثر من 22000 جريح منذ نهاية الحرب في العراق عام 2003.
كيف تبدو رؤيتكم للصراع في الشرق الأوسط، وما نظرتكم للسياسة الأمريكية تجاه سوريا، وهل يمكن باعتقادكم أن يأتي الدور على سوريا بعد العراق؟
- إن حل الصراع في الشرق الأوسط لا يمكن أن يكون إلا إذا تحقق السلام العادل والشامل في المنطقة، مما يعني استعادة الجولان وما تبقى من جنوب لبنان، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وكل هذه الأمور نصت عليها قرارات الشرعية الدولية.
أما السياسة الأمريكية تجاه سوريا فأعتقد أنها مرت بمرحلتين : الأولى بعد احتلال العراق وكانت تتجه نحو تصعيد الموقف مع سوريا وحتى التهديد باستخدام القوة، ولكن بعد الإخفاقات التي منيت بها الإدارة الأمريكية في العراق فقد خفت لهجة التهديدات، يضاف إلى ذلك فوز الديمقراطيين بالانتخابات التشريعية الأمريكية وموقفهم المختلف من المنطقة حتى إن كثيرين منهم يدعون للحوار مع سوريا، فالاتجاه العام اليوم هو نحو الحوار وليس الحرب.
يتبع
|
|
|
|
|