02-07-2007, 11:32 PM
|
#1
|
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه
|
حضرموت ..سياسيا وعلميامنذفجرالاءسلام حتى القرن العاشرالهجري
حضرموت ..سياسيا وعلميا
منذ فجر الإسلام حتى القرن العاشر الهجري
حضرموت ..سياسيا وعلميا
منذ فجر الإسلام حتى القرن العاشر الهجري
اتصلت حضرموت بحاضرة الإسلام الأولى – المدينة المنورة – في السنة التاسعة أو العاشرة للهجرة ، إذ دخل الحضارمة في دين الله أفواجا طواعية ، تحثهم نفوسهم المحبة للخير والسلام ، بعدما انتشر الإسلام في الجزيرة وطرق الأسماع ، فكان هذا أول اتصال بين الحضارم وبين رسول الله صلى الله عليه وأصحابه .واتصل الحضارم أيضا بصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم في حروب الردة ، حين وقفت بعض القبائل الحضرمية تدفعها الحمية في وجه عامل الخليفة زياد بن لبيد تمتنع عن أداء ما افترضه عليها الإسلام من الزكاة ، فأرسل إليها الخليفة أبو بكر الصديق رضي الله عنه ، جيشا من الصحابة ، والتقى الفريقان وكانت الغلبة لجيش الصحابة ، بعد استشهاد سبعين منهم. وكان لهذا الاتصال بين الحضرميين والصحابة من الرعيل الأول أكبر الأثر في تعميق الإيمان وغرس المبادئ والأخلاق الإسلامية ، كما أخذ جمهور منهم عن الصحابة بعض العلوم الإسلامية من تفسير وحديث وأحكام ، وتعلموا منهم دروسا في الجهاد والتضحية فانتشروا في جيوش الفتح حاملين أرواحهم بأطراف القنا ، مبشرين بالدين الجديد " مصحوبين بأسرهم وذراريهم ... هكذا نزحت قبائل حضرموت عن أوطانها الأصلية لغير رجعة ، فاستبدلوا لهم في البلدان الخصبة ، أهلا بأهل ، وجيرانا بجيران " وكانت هذه الرحلات عاملا سلبيا ، ترك أثره في بلاد حضرموت ، إذ شارك هؤلاء المهاجرون في بناء مجد لأنفسهم وللبلدان التي هاجروا اليها وتركوا بلادهم تدرج في الجهل والأمية ، إذ لم يتخلف عن المشاركة في الفتوحات إلا من دنت به همته ولم ير في نفسه الأهلية لذلك.
ومما زاد الهوة اتساعا أن حضرموت لم تحض باهتمام الولاة والخلفاء من بني أمية أو بني العباس إلا بما يتصل بالقضاء على حركات التمرد التي غالبا ما تنشأ بسبب
ما يعانيه الشعب من الجور وضنك المعيشة وأبرز حركة شهدتها حضرموت حركة عبد الله بن يحي الكندي الملقب بطالب الحق (128 هـ)..
وفي القرن الخامس الهجري انقسمت حضرموت إلى دويلات ثلاث :
1- دولة آل راشد بتريم (400 هـ - 700 هـ).
2- دولة آل الدغار بشبام (460 هـ - 605 هـ).
3- دولة آل فارس بالشحر (انتهت سنة 664 هـ)
ولم يكن الحال بأحسن من ذي قبل فقد " كان حبل الأمن بحضرموت مضطربا إلى حد بعيد ، وليس ذلك في الطرق والمفاوز فقط ، بل كان الخوف والرعب (موجودين) حتى بين سكان المدن الذين لا يفتأوون شاكي السلاح على جانب من الحيطة والحذر على أنفسهم وعلى بنيهم وأهليهم وأموالهم ... " وكان هذا المظهر ، أي حمل السلاح ، مظهرا اعتياديا لدى قبائل تلك الجهة ، حتى كان طلبة العلم يحضرون دروسهم متقلدي السيوف.
وفي هذه الأثناء برز اتجاه جديد انطوى على موقف من الأحداث التي تجري ، فقد اشتغلت طائفة من المجتمع الحضرمي بالعلم واقتصرت عليه وبخاصة علوم الفقه والحديث حتى سمي ذلك العصر (بعصر الفقهاء) وعرفت أسر
كاملة بذلك ، لقد حمل هذا الموقف مضمونا احتجاجا على العصر كما قال بشر الحافي عن سفيان الثوري في انقطاعه للعلم " بأن طلب العلم إنما يدل على الهرب من الدنيا ليس على حبها " بل لقد تجلى مظهر الهرب من الدنيا والسخط عليها ، في كسر السيف ووضع السلاح فيما بعد ، فقد تأزمت الأمور فدخل الغز( الأيوبيون) حضرموت ونكلوا بأهلها مع ما كانت تعانيه من القبائل النهدية في الناحية الغربية منها ، فقد تعدت تلك القبائل على أقوات الناس ، وكانت تتحالف بعضها مع بعض على هتك الأمن وسفك الدماء وقطع النخيل وإتلاف الزرع والإيقاع بمن تتوسم فيه مخايل الزعامة ، وكانت بحضرموت قبيلة الأشراف بني علوي ، تؤهلهم نسبتهم الشريفة ومكانتهم الاجتماعية لأن يكونوا المنافسين الأوائل على السلطة ، إلا أنهم رغبوا عن ذلك ووضعوا السلاح الذي يرمز في ذلك الوقت إلى النهب السلب والإجرام والثأر والانتقام ، وتبعهم كثير من مشائخ تلك الجهة، وحملت هذه القبائل على عاتقها النهضة العلمية لحضرموت فيما بعد ، وهم بهذا إنما جسدوا مبدءا صوفيا ذكره الكلاباذي وهو أنهم " لا يرون الخروج على الولاة بالسيف وإن كانوا ظلمة "بعد أن تعبوا من الصراعات الدائرة بين القبائل المتناحرة ، فاتجهوا اتجاها آخر ، إذ اشتغلوا بتربية المريدين والاهتمام بتخريج العلماء ونفع الناس في جوانب عديدة ، وسلوك طريق التصوف منهجا للحياة.
يتبع
|
|
|
|
|