عرض مشاركة واحدة
قديم 02-08-2007, 12:41 AM   #7
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي

وبعد وفاة السلطان بدر أبو طويرق انقسم آل كثير على أنفسهم ودخلوا في صراع فيما بينهم، فانقسمت الدولة وأصبحت في يد العشائر اليافعية التي دخلت هي الأخرى في صراع فيما بينها مما اوجد ذريعة لبريطانيا للتدخل في شؤون حضرموت الداخلية وفرض حمايتها عليها.

لأسباب اقتصادية وسياسية وبدافع الدعوة إلى الله، هاجر عدد كبير من الحضارمة إلى مناطق مختلفة من العالم، من أهمها: الساحل الشرقي لإفريقيا، وجزر القمر ومدغشقر، وزنجبار، وجنوب شرقي آسيا في المنطقة الممتدة من الهند إلى الفلبين،فقد كان للحضارمة وجود مؤثر وصلات تجارية على طول الساحل الشرقي لأفريقيا من الصومال إلى موزمبيق قبل وصول الأوربيين. كما كان لهم وجود مؤثر في مدغشقر. وحكم علويون حضارمة جزر القمر قرون عدة.

لقد كانت لحضرموت اتصالات قديمة بالهند، واتسع نطاق تلك الاتصالات بعد الإسلام. وكان السادة والمتصوفة في طليعة المهاجرين الحضارمة إلى الهند في العصور الوسطى، إذ استقروا في المراكز التجارية والسياسية الكبرى في إقليم ( قوجرات ) مثل (احمد آباد ) و ( بارودا ) و ( بهاروشر ) و( سارت ). وأصبح للعلماء الحضارمة مكانة مهمة في بلاطات السلاطين المسلمين في الهند . وفي العصر الحديث اتجه الحضارمة إلى حيدر أباد لينتظم الكثير منهم في سلك الجندية عند حكومة النظام، حيث يتألف جيش عربي هناك معظمه من عرب حضرموت وما جاورها. وقد استمر ت أعدادهم في تزايد مطرد، فقد زاد عددهم في عام 1849م إلى خمسة آلاف في الجيش وحده، ومنه تغلغلوا في مجالات الحياة الأخرى في (حيدر اباد) حيث ازداد اشتغالهم بالتجارة وامتلاك العقارات وتسليف الأموال.



وفي جنوب شرقي آسيا، يرجح بعض المؤرخين وصول الحضارمة إلى هذه المنطقة إلى ما قبل القرن الثالث عشر الميلادي. حيث ساهموا في نشر الإسلام وكونوا لهم نفوذا اقتصاديا وسياسيا. ونجحوا في تأسيس سلطنات في بعض المناطق من الفليبين، وسومطرة، وجاوة، وسنغافورة، وماليزيا. وساهموا في مواجهة الغزو الأوربي الاستعماري للمنطقة، ومقاومة الاستعمار الهولندي منذ القرن السادس عشر إلى نهاية القرن التاسع عشر الميلادي.



وفي نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين اتسع نطاق الهجرة من حضرموت إلى تلك المناطق. فبلغ عددهم في عام 1895م (24410). وازداد هذا العدد في عام 1930م فبلغ (71335). وقد مار س هؤلاء المهاجرون أعمالا مختلفة أهمها التجارة، وكونوا لهم ثروات ضخمة. وأصبحت الأموال المرسلة من هذه المهاجر إلى حضرموت سببا في استمرار الحروب والصراعات السياسية والقبلية. وأسهمت في إقامة إمارات وسلطنات ومن أولئك الذين أسسوا أمارات بأموال وتمويل من جنوب شرقي آسيا، الثري عمر بن جعفر بن عيسى بن بدر الكثيري الذي عاد من جاوة عام 1815م وأسس له إمارة في شبام عام 1818م. كما أقام عمر بن عبدالله بن مقيص إمارة بأمواله التي جلبها من جاوة وبدعم من أثرياء السادة العلويين 1828م. وأبرز محاولة لتأسيس دولة ذات شأن بتمويل من جنوب شرقي آسيا، ما قامت به عائلة بن عبدات الثرية بتأسيس دولة لها في مدينة الغرفة بين عامي (1924- 1945م ). كما

أنشئت في المهجر جمعيات عدة أسهمت في زيادة الوعي السياسي والاجتماعي في حضرموت، إذ امتد نشاطها إلى أرض الوطن فأنشأوا المدارس والجمعيات الخيرية والثقافية.
صادق عمر مكنون
  رد مع اقتباس