اقتباس :
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة counselor
|
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الجواب على سؤال الاخ masterkey
قال العلامة البربهاري رحمة الله (إذا رأيت الرجل من أهل السنّة رديء الطريق والمذهب، فاسقا فاجرا صاحب معاصي وضالا وهو على السنة، فاصحبه، واجلس معه، فانه ليس يضرك معصيته، واذا رايت الرجل مجتهدا في العبادة متقشفا محترقا بالعبادة صاحب هوى، فلا تجالسه، ولا تقعد معه، ولا تسمع كلامه، ولاتمشي معه في الطريق، فإني لا آمن أن تستحلي طريقته، فتهلك معه ).
أولاً: جاء هذا النص في سياق كلامه عن أهل البدع والأهواء من الفرق الضالة والعقائد الفاسده كالروافض والجهمية والمعتزلة .
ثانيا: إن أعتقاد أهل السنة والجماعة يختلف عن أعتقاد الروافض وعن إعتقاد الجهمية وعن إعتقاد المعتزلة وغيرهم من أهل الفرق الضالة ذات العقائد المنحرفة والفاسدة .
ثالثا: قد يرتكب الرجل المعاصي والمنكرات ويكون بذلك فاسقا فاجرا ولكنه في نفس الوقت يعتقد إعتقاد أهل السنة والجماعة فهو بذلك صاحب عقيدة صحيحة سليمة لا يخشى منها .
رابعا: أن فساد العقيده ليس بسبب إرتكاب المعاصي والمنكرات ولكن لفساد الإعتقاد، فإن الرجل قد يكون فاسق فاجر وصاحب عقيده فاسدة أيضا وقد يكون عابدا متعبدا لايفارق المسجد ولكنه صاحب عقيدة فاسدة قد تضرك مجالسته لما لديه من معتقدات ضاله خبيثة.
وبذلك يتضح أن إرتكاب المعاصي والمنكرات والفسق والفجور لا يقتضي فساد العقيدة كما ان لزوم المسجد وكثرة العبادة لاتقتضي سلامة الاعتقاد.
والله من وراء القصد،،،،،،،
|
أشكرك أخي وأرحب بك ..
بغض النظر عن إختلافي الجوهري معك حول معظم ماطرحته إلا أنه يبقى أن اشيد بمداخلتك وحوارك المنضبط فليت غيرك يستفيد مما فعلت .. ولكي أبيّن لك أسباب إختلافي الجوهري معك حول معظم ما قلت أخي دعني اقتبس عبارتك التالية :
اقتباس :
|
وبذلك يتضح أن إرتكاب المعاصي والمنكرات والفسق والفجور لا يقتضي فساد العقيدة كما ان لزوم المسجد وكثرة العبادة لاتقتضي سلامة الاعتقاد.
|
ما قلته في هذه العبارة خطأ ظاهر ومبين كيف ؟؟ ديننا يأمرنا بعدم مصاحبة جلساء السوء ويوصينا بالبعد عنهم .. بل أن ذلك يعتبر من مقتضيات العقل والمنطق أيضا .. إذ لايوجد عاقل صاحب فطرة سليمة يود ويرغب أن يجالس الفجرة والفسقة .. والبربهاري رحمه الله دفعه تعصّبه وغلوّه .. بأن يوصينا بالجلوس مع الفاسق والضال والفاجر وصاحب المعاصي .. مخالفا مخالفة واضحة وصريحة لما أمرنا به ديننا وماتتقتضيه الفطرة السليمة والعقل والمنطق ) ..
وبما أنك زعمت بأن إرتكاب المعاصي والمنكرات والفسق والفجور .. لايقتضي فساد العقيدة .. فأقول لك : الله أكبر .. بل أن الفسق والفجور وإتيان المعاصي والمنكرات هي من الأسباب المباشرة لفساد عقيدة المسلم .. ولو سألتك سؤالا مباشرا : لماذا أمرنا ديننا بعدم الجلوس مع جليس السوء وبعدم مصاحبة الأشرار وأهل المعاصي ؟؟ وما الحكمة من الحث والتحذير من جلساء السوء وعدم مصاحبتهم إذا كانت مصاحبته لاتضر المسلم ؟؟
فإذا كان الكاذب لاتضرك مصاحبته والجلوس معه .. وشارب الخمر لاتضرك مصاحبته والجلوس معه .. والزاني لاتضرك مصاحبته والجلوس معه .. وعاق الوالدين لاتضرك مصاحبته والجلوس معه .. فلماذا حذّرنا ديننا من مجالسة أولئك الاشرار ..
وهل سيضرك جلوسك في المسجد لذكر الله والإكثار من الإستغفار ؟؟ سبحان الله !!! ماهذا المنطق المقلوب الذي لايستقيم مع دين أو عقل أو منطق أو فطرة سليمة ..
عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير ..فحامل المسك إما أن يحذيك .. وإما أن تبتاع منه .. وإما أن تجد منه رائحة طيبة .. ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك .. وإما أن تجد منه رائحة خبيثة ) متفق عليه ..
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل) رواه أحمد وأبو داود والترمذي ..
فجليس السوء يدعوك إلى ترك الأوامر
كترك الصلاة والإستخفاف بها حتى تكون تارك صلاة مثله .. وترك صوم رمضان فهل ياأخي ترك الصلاة وترك الصوم يصلح الإعتقاد أم يفسده ؟؟ ويدعوك لإرتكاب الفواحش كالزنا واللواط فهل الزنا واللواط لايفسد العقيدة ؟؟ ويدعوك لشرب الخمر معه فهل شرب الخمر لايفسد العقيدة ؟؟ ويدعوك إلى السرقة وقول الكذب ونهش أعراض الناس وغيرها .. فهل هذا كله لايفسد العقيدة ؟؟ أريد منك إجابة صريحة ..
فإذا كان ترك الصلاة والصوم لايفسد الإعتقاد وشرب الخمر والزنا لايفسد العقيدة فما الذي سيفسدها ؟؟ إرتكاب المنكرات والمعاصي والفسق والفجور حذّرنا منها ديننا لأنها تفسد العقيدة للمسلم .. بل وربما يموت المرء على الكفر والعياذ بالله وتكتب له سوء الخاتمة إذا لازم المعاصي والمنكرات ..
وقد اشار القرآن الكثير في مواضع شتّى بأن على المسلم إتّباع سبيل الصالحين وترك جليس السوء ومصاحبته فقال تعالى : (وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً * يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلاً * لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولاً) ..
ماقاله البربهاري رحمه الله يخالف مخالفة صريحة وواضحة لما حثنا وأمرنا به ديننا .. بل يخالف العقل والمنطق والفطرة السليمة .. كان يمكن للبربهاري رحمه الله أن يقول وينصح بعدم مجالسة أصحاب البدع والأهواء ويبيّن لنا بأن مصاحبتهم مضرّة فنقول بأن مايقوله البربهاري حق .. ولكن أن يحثنا البربهاري ويزعم بأن معصية الفاجر والفاسق والضال لاتضر من يجالسه ..
فهذا زعم كاذب مبني على الغلو والخصومات المذهبية ولا علاقة لسنة رسول الله بذلك .. بل ويخالف ماجاء به القرآن الكريم صراحة وما نصحنا به نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وخالف الفطرة السليمة .. وما يقوله البربهاري هو دعوة للإستسهال والإستهانة بإرتكاب المعاصي والمنكرات .. فقد نجد يوما رجلا يقول : أنا من أهل السنّة والجماعة وعقيدتي اصح من عقيدة الروافض ولكني سأزني وساشرب الخمر وسأكذب ..
ولن يضرني ذلك لأن عقيدتي هي عقيدة أهل السنّة والجماعة .. والشيخ البربهاري قد قال لنا ذلك في كتابه شرح السنة .. عندها سنقول لهذا القائل :
أنت لست من أهل سنّة محمد صلى الله عليه وسلم .. فسنّة رسول الله صلى الله عليه وسلم تنهى عن ذلك كله ..
ولكنك أنت من أهل سنّة البربهاري رحمه الله ..
دمت بود
سلام