03-10-2007, 10:21 PM
|
#2
|
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه
|
*هل نستشف من كلامك أن باجمال هو من حال دون تشكيل حكومي جديد؟
-بالتأكيد، فإبطال تشكيل الحكومة يعني أن باجمال وربما قطاع واسع داخل المؤتمر أو ربما شخصيات قيادية كثيرة اعترضت على التشكيل، أو على تغيير رئيس الحكومة.. الصراع داخل الحزب الحاكم واضح، إذا تتبعت صحفهم ومواقعهم ستدرك أن المؤتمر يتكلم بأكثر من صوت.
*لماذا لا يكون هذا التعدد في الأصوات دليل حيوية؟
-لا أعتقد أنه نوع من الحيوية لأنه في الأخير إذا كان الخلاف حول تشكيل حكومة، وأنت بحاجة إلى إعادة تشكيل الحكومة حتى أنك تبدأ في تنفيذ إصلاحات شاملة فهذه إشكالية، فالخلاف الآن حول الإصلاحات، حول الأشياء الأساسية التي ينبغي أن ينفذوها، الخلاف في جزء من أبعاده خلاف حول تنفيذ برنامج الرئيس طالما وأنت بحاجة إلى أن تعيد الهيكلة أو تغير في القيادات حتى تبدأ في التنفيذ، فأصبح الخلاف هذا عائقاً للحركة والعمل.
*تتحدث عن الأخ باجمال وكأنه يمثل مركز قوة داخل المؤتمر في حين أنه جرى حديث واسع أثناء وبعد مؤتمر المؤتمر أن الرئيس هو من فرض باجمال لشغل هذا المنصب؟
-أعتقد أن قواعد اللعبة تغيرت الآن، لأنه في الانتخابات الأخيرة الرئيس نزل ومعه الكثير من القيادات التي نزلت كشريك له وليست تابع، فبالتالي الانتخابات خلقت نوعاً جديداً من التفكير داخل الحزب الحاكم، وهو أنه صار هناك كثير من القيادات تعتقد أنها شريك للرئيس بما حدث في سبتمبر 2006م، ولن يستطيع الرئيس من اليوم فصاعداً أن يتخذ قرارات استراتيجية مثل تشكيل حكومة جديدة أو اختيار رئيس وزراء بدون أن يشاور اللجنة العامة على الأقل.المستقبل يحتاج رئيس وزراء يكون شريكاً لا موظفاً لدى الرئيس
*حرب في صعدة، وحرب بين سنحان وآل عواض، وحديث عن وجود جثث ومقابر جماعية.. ما سر هذا التداعي الخطير؟
-أعتقد أن هذه الحوادث تعد هي الأخرى جزءاً من نتائج الحراك الذي حدث أثناء الانتخابات، والخوف هو أن يتسع نطاق هذه الأحداث ويضعف النظام أكثر فأكثر، والسر في وجود هذه الأحداث كلها هو ضعف النظام العام، أو ضعف لدى الدولة وبالتالي فالشيخ الفاشق يمكن يعمل أي شيء والشيخ/ محمد أحمد منصور ممكن يعمل أي شيء، ونقرأ اليوم في وكالات الأنباء الدولية عن محمد أحمد منصور كما لو كان زعيم حرب في جنوب الصومال وليس عبارة عن مواطن داخل الجمهورية اليمنية، وأعتقد أن الوضع من هذه الناحية مقلق.. ضعف النظام العام أو ضعف قدرة الدولة على الحسم، أو عدم قدرة الرئيس على إخضاع هؤلاء الناس للقانون لكونهم شركاءه في السلطة أمر يبعث على القلق؟
*هل الانتخابات سيئة إلى هذا الحد بحيث أنها تخلق وتتسبب في كل هذه الأوضاع؟
-طبيعي، لأن الانتخابات كانت عبارة عن دعاية وأنت في أثناء هذه الانتخابات تخرج عيوب وأخطاء الطرف المنافس لك، وأعتقد أن خروج أخطاء الرئيس وعيوبه، والنقد الذي تعرضت له سياساته قد أفقده جزءاً كبيراً من الشرعية في عيون أصحابه والملتفين حوله.
*أليس هذا جزء من هدف الدعاية الانتخابية في كل الدول الديمقراطية؟
-هو جزء من هدف الدعاية، لكن السؤال هو هل يحتمل وضعنا السياسي في اليمن أننا نتنافس على كرسي الرئاسة.*
وما المانع من ذلك؟
-لأن السلطة عندنا –كما تعرف- مركبة بطريقة معينة، فالرئيس وأصحابه يمسكون بكل مفاصل الدولة ويعتقدوا أن الشعب اليمني بأكمله عبارة عن ناس وظيفتهم التصفيق لهم.
*لكن الحزب الحاكم أعلن في أكثر من مناسبة أنه استكمل البناء المؤسسي للدولة؟
-المستقبل في الأخير هو الذي سيحسم، إذا استطاع المؤتمر أن ينفذ ولو حتى 40% من وعوده في برنامجه الانتخابي، فسيكون هذا إنجازاً كبيراً له، لكن كما قلت لك الزمان يمر، والظروف تزداد سوءاً، ونحن اليوم نعيش حالة حرب والبلاد لا تحتمل مثل هذه الحرب لأنها تضعفها أكثر فأكثر، والمستثمرون بقراءتهم للأخبار والأنباء القادمة من اليمن لن يأتوا، والمانحون لن يبدؤوا في تقديم دعمهم طالما وأنت عاجز عن تشكيل حكومة وطالما أنت مشغول بالحرب، ما يجعل مستقبل اليمن مخيفاً، مالم يتخذ الحزب الحاكم فعلاً خطوات جادة لإصلاح البلاد ومحاربة الفساد، فالفساد هو عدو الحزب الحاكم رقم واحد.
*ما الخطوات التي يتوجب على الحزب الحاكم القيام بها في سبيل تغيير هذه الصورة القاتمة ومؤشرات المستقبل المخيف كما قلت؟
-أول خطوة هي اختيار رئيس وزراء يثق به الشعب، رئيس وزراء لديه رؤية اقتصادية، رئيس وزراء مستقل وليس تابع، رئيس وزراء شريك في السلطة وليس موظفاً لدى رأس السلطة.
*لكنك قلت إن استشعار قيادة المؤتمر بأنهم شركاء للرئيس، أمر أضعف الرئيس.. فلماذا تدعو إذاً للشراكة في السلطة؟
-أكيد تلك الشراكة أضعفته، لكن أنا الآن أتحدث عن شراكة ربط كل شيء بالرئيس يجعل البلد معرضاً للانهيار في أي لحظة
دستورية وقانونية، أتكلم عن رئيس وزراء لا يستمد اختصاصه من الرئيس ولا من حزب حاكم، وإنما يستمد اختصاصاته، من الدستور ومن القانون ومن رؤيته الاستراتيجية لإصلاح البلاد، أنا لا أتكلم عن أن يكون رئيس وزراء يعمل ما يشاء، لا، أنا أتكلم عن رئيس وزراء يفهم العملية السياسية، ويفهم أين الفاعلون السياسيون ويحشد الدعم لسياساته، لا أن يكون رئيس وزراء يتخذ قراراته اليوم لينقضها الرئيس غدا، كما حدث مع باجمال في أكثر من مناسبة.
*والخطوة الثانية؟
-الخطوة الثانية وهذه خطوة بدونها لن يصلح أي شيء- وهي أن يتم تعيين كبار المسؤولين في الدولة وفقاً للكفاءة، وليس وفقاً للقرابة والمصاهرة والحزبية والمناطقية والمذهبية، وغيرها من المعايير التي طبقت خلال أربعين سنة في تاريخ اليمن، لن يصلح حال البلاد ما لم يتم اختيار الناس للمناصب وفقاً لكفاءاتهم وقدراتهم، وهذا هو مبدأ المواطنة المتساوية، وما لم يتم إعمال هذا المبدأ فإن اليمن تظل في خطر،لا يمكن أن تعطى مناصب الدولة كلها لأصحاب سنحان، الشعب اليمني لن يقبل في الأخير.
*المشكلة أن معيار الكفاءة يمكن أن يتعدد ويختلف من شخص لآخر؟
-يبقى الشعب هو الحكم فمن يرضى عنه وعن كفاءته وقدراته فليعين، لا أن يعين الشخص الذي لا قاعدة له ولا يريده أحد، هذه هي القاعدة.
*د. عبد الله من يتابع كتاباتك وحواراتك يرى أنك معارض أكثر من المعارضة فيما أنت تقول أنك مستقل كيف نفهم ذلك؟
-أعتقد أنني أحاول تقديم رؤى للسلطة والمعارضة على حد سواء أنا أعتبر نفسي مستقلاً لأني لست طالب سلطة، لا أريد أن أتعين وزيراً ، ولا أطمح أن أصل إلى السلطة بأي طريقة، فلذلك معارضتي تختلف عن معارضة شخص آخر داخل حزب، الأحزاب متهمة بأنها تعارض لأنها تريد الوصول إلى السلطة، لكن الفرد يعارض لأنه يريد إصلاح البلاد، أنا أعتقد أني أعارض لأن لدي رغبة في أن تصلح أحوال البلاد بغض النظر عنمن يحكم.
*يعني أنت معارض لكن بنكهة خاصة؟
-أنا لا أريد أن أدعي شيئاً قد لا ينطبق، لكن أنا أعتبر نفسي مصلح، داعية إصلاح أكثر من كوني معارض، وأعتقد أنك لو تابعت خطابي ستجد أنني لا أتحرج في نقد المعارضة، وإن كنت أخاف عندما أنقد المعارضة من إضعافها أكثر فأكثر وبالتالي من التأثير على مصلحة البلاد.عهد علي عبد الله صالح هو عهد العائلات لا المؤسسات
*هل المعارضة ضعيفة لدرجة تجعلها غير قادرة على تحمل النقد؟
-هناك كثيرون ينقدون المعارضة، وهناك توجه داخل الرأي العام غير مواتي للمعارضة بالمرة، وهناك دعاية مضادة للمعارضة تصفها بما ليس فيها وتحاول إضعافها، ولذلك –ولأني أشعر أن هناك من يقرأ لي- فلا أريد أن أوصل الناس الذين يقرؤون لي الفكرة الخطأ، وهي أن المعارضة خلاص لا دور لها، وينبغي أن نيأس منها، وإنما نريد أن نعطي الناس أملاً في المستقبل، وأملاً في التغيير وبأن هناك قوتين في المجتمع وليس قوة واحدة مستبدة، مستأثرة بخيرات البلاد.
*كثيراً ما يتحدث المعارضون السياسيون عن انهيار وشيك للنظام، ويعززون أقوالهم بالتقارير الدولية، بينما النظام هو النظام بل ربما يزداد قوة كيف تفسر هذه المسألة؟
-أنا معك، فيما قلت، لكن أعود وأقول إن ضعف النظام وقابليته للانهيار قد تكون هي المشكلة الجوهرية في هذا الكلام، بمعنى أنه مالم يكن هناك ضمانات لثبوت النظام وررسوخه واستقراره سنظل دائماً نتحدث عن انهياره، لأنه طالما النظام معرض للانهيار وبهذه الهشاشة، وطالما لديك حرب قبلية في جنوب صنعاء فطبيعي أنك تتحدث عن انهيار النظام.
*ما هي هذه الضمانات التي تتحدث عنها؟ ضمانات استقرار وثبات النظام؟
-ضمانات ثبات واستقرار النظام هي أولاً المواطنة المتساوية، بحيث يعامل الدكتور عبد الله الفقيه كما يعامل الدكتور السياني من سنحان، أو يعامل الدكتور الفلاني من إب أو من تعز أو من أي منطقة أخرى، هذه هي الضمانة، شعور الناس بأن هذه بلدهم وهم شركاء فيها، وأنها ليست ملكاً لفئة معينة وصية على الشعب اليمني أو مستأثرة أو مستبدة بالسلطة. الضمانة الثانية هي المؤسسية وتوزيع السلطة بين مؤسسات الدولة، ربط كل شيء برئيس الجمهورية أمر يجعل البلد قابلة للانهيار في أي لحظة، لو حدث للرئيس –لا سمح الله- أي شيء في أي لحظة أنا أؤكد لك أننا سندخل في نفق مظلم.
*يعني أنت مصر على أنه لا مؤسسية؟
-نعم، عندما نذكر عهد علي عبد الله صالح سنذكر بأنه عهد غابت فيه المؤسسية تماماً، وظهرت فيه سلطة الأحزاب والعائلات.
*ما الطريقة التي يدار بها الحكم إذا؟
- يدار الحكم بطريقة فردية، لأنه ما الذي يمنع وزارة الداخلية من إيقاف حرب في جنوب صنعاء بين قبيلتين إحداهما قبيلة الرئيس والأخرى قبيلة من البيضاء.
*ما قصة هذه الحرب؟
- يقال إن جماعة من أصحاب الرئيس أو من قبيلته قتلوا طفلاً من قبيلة بني عواض في البيضاء، الشعب اليمني كله يتحدث أن ناساً من قبيلة الرئيس يقومون بقتل الناس ولا يخضعون لا لقانون ولا لمحاكمة، وأنا شخصياً أقرأ الكثير وأتحرج من الكلام في هذا الموضوع لأنه يهز الوحدة الوطنية.
لكن أنا أدعو الرئيس أن يخضع أصحابه وأن يتعلم من صدام حسين عندما حكم على ابنه بالإعدام حتى يعطي الناس المثل أن كل الناس خاضعون للقانون.الحزب الحاكم يراهن على الضعفاء والأقل كفاءة
أنا أقول إن الرئيس يجب أن يعمل على تحقيق المواطنة المتساوية وبالتالي تعيينه لأقاربه وأبناء قريته وأبناء منطقته على حساب أبناء الشعب اليمني وعلى حساب الكفاءات وعلى حساب التمثيل السياسي اليمني فيه خطورة كبيرة على الرئيس أولاً وعلى قبيلته ثانياً وعلى منطقتهم وعلى الامتيازات التي يتمتعون بها وعلى قصورهم وثرواتهم.
*من أين قد يأتي هذا الخطر؟
-يأتي هذا الخطر من زيادة عدد الناقمين داخل المجتمع اليمني.
* ما الذي أقلقك في الخطاب الذي رافق الحرب بين آل عواض وسنحان؟
-ما أقلقني هو إشارة قبيلة بني عواض إلى أنهم سيطبقون قانون البلاد الحقيقي وهو قانون الثأر وأخذ حقهم بالقوة، وهذا في الواقع ينسف كل مكونات الدولة ويكشف هشاشة الوضع بشكل عام أتمنى احتواء هذه المسائل قبل أن تظهر للإعلام، وأن يخضع القتلة للقانون.
يتبع
|
|
|
|
|