عرض مشاركة واحدة
قديم 11-12-2003, 08:06 AM   #5
هدهد سليمان
حال نشيط

افتراضي وما يأتونك بمثلٍ إلا جأناك بالحق وأحسن تفسيرا

بسم الله الرحمن الرحيم
أما بعد :
فمن باب قوله تعالى : (( وكذلك نبين الآيات ولتستبين سبيل المجرمين ))
وقول النبي صلى الله علية وسلم : (( الدين النصيحة ... )) الحديث .
وقول بعض السلف : (( التكلم في أهل البدع جهاد في سبيل الله )) .

الرجل قد أعترف مسبق _ الله يهديه مما هو فيه _ أنه ليس بعالم ولا طالب علم بل في مما يدل على انه في مرتبة العوام .. ثم تراه _ الله يهديه مما هو فيه _ الآن يتكلم ولا أدري كيف رأى نفسه !!!! .

وأظن أيضا أن قلمه قد خانه هذا المرة أيضا ً ... لقد نصحته لكن لا أدري ما به ؟؟؟!!!!!!!!!!! .

أقـــــــــــــــــــــول :
أولاً : التوسل المشروع وهو أنواع :
1- التوسل بالأيمان بالله تعالى : قال تعالى : (( ربنا إننا سمعنا منادي ينادي للأيمان أن امنوا بربكم فآمنا ربنا فغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار )) . ولعدم الإطالة نكتفي بالدليل الواحد .
2- التوسل بتوحيد الله تعالى : قال تعالى : (( فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك أني كنت من الظالمين )) .
3- التوسل بأسماء الله وصفاته : قال تعالى : (( ولله الأسماء الحسنى فدعوه بها )) . وقوله في الصفات : (( وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين )) .
4- التوسل بالأعمال الصالحة : والدليل قصة أصحاب الغار .
5- التوسل بدعاء الأحياء الصالحين الحاضرين : قال تعالى : (( ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله ... )) الآية .
فلا أدري من أين جعل _ جمال _ النوع ...
ثانياً : التوسل الممنوع ( المحرم ) : وهو أنواع :
1- التوسل بالأموات , وطلب الحاجات منهم , والإستعانه بهم , ودعائهم من غير الله كقولك : يا جيلاني أغثني , يا رسول الله المدد وغيره .. ) كما هو واقع اليوم عند بعض المسلمين , ويسمونه توسلاً وليس كذلك . لأن التوسل هو الطلب من الله بواسطة مشروعة كالأيمان بالله وغيرها وقد تقدم الكلام عليها , أما دعاء الأموات فهو إعراض عن الله , وهو من الشرك الأكبر .
قال تعالى : (( ولا تدع من دون الله مالا ينفعك ولا يضرك .. )) الآية . والإشراك بالله يعد من الكبائر كما في الحديث .
2- التوسل بجاه النبي صلى الله علية وسلم : كقولك (( يا رب بجاه محمد اشفني )) ففيه نظر :
أ?- لأن الصحابة رضي الله عنهم أجمعين لم يفعلوه . والله يقول : (( ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل ( المؤمنين ) نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا )) الآيات . فجعل الله إتباع الصحابة الذين أثنى عليهم وشهد لهم بالأيمان_ بعد مشاقة الرسول صلى الله علية وسلم من التولِّي عن الحق وعدم قبوله . فتنبه !
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمة الله تعالى في كتابه : ( القاعدة الجليلة ) : { أما حديث : (( توسلوا بجاهي فأن جاهي عند الله عظيم )) . فهو باطل لا أصل له في كتب الحديث .
هنا همسه : لماذا يلجأ أعداء السنة للكذب على النبي صلى الله علية وسلم لنصرة باطلهم ؟؟!!!! . ألا يدل على ضلالهم ؟ مع أنه قد صح عنه صلى الله علية وسلم في الأحاديث المتواترة : (( من كذب علي متعمداً فليتبؤ مقعده من النار )) .
مع أنا جاه النبي صلى الله علية وسلم أعظم من جاه جميع الرسل ولكن جاه المخلوق عند الله الخالق ليس كجاه المخلوق عند المخلوق فإنه لا يشفع عند الله إلا بإذنه , لكن المخلوق يشفع عند المخلوق بغير إذنه , فهو شريك له في حصول المطلوب , والله تعالى لا شريك له . قال تعلى : (( قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض .... )) الآية .
وهذا التوسل بدعة ليس بشرك لأنه طلب من الله , لكن بتوسل غير مشروع , ولأنه يؤدي إلى شرك .
3- التوسل بحق النبي صلى الله علية وسلم والأولياء :
أ- لا يجوز لأنه لم ينقل عن أحد من الصحابة أنه قاله .
ب- وقد كره أبو حنيفة وصاحباه أن يقول الرجل : أسألك بحق فلان ؟ أو بحق أنبيائك ورسلك , أو بحق البيت الحرام , ونحو ذلك إذ ليس لأحد على الله حق . { شرح الإحياء } .
4- طلب الدعاء من الرسول صلى الله علية وسلم بعد موته :
كقوله : يا رسول الله ادع لي . فهذا غير جائز لما يلي :
أ?- لأن الصحابة رضي الله عنهم لم يطلبوه ولم يفعلوا ذلك .
ب?- ولأن عمر رضي الله عنه لم يطلب الدعاء من النبي صلى الله علية وسلم _ مع قدرته على ذلك _ بل طلبه من عمُّه العباس وهو حي . (أي الدعاء) .
لأن عمر يعلم قوله صلى الله علية وسلم : (( إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث : صدقه جارية , أو علم ينتفع به , أو ولد صالح يدعوا له )) . رواه مسلم .
ج- معروف عند المسلم أن النبي صلى الله علية وسلم ما من خير إلا وحثنا عليه وما من شر إلا وحذرنا منه . فلو كان هذا خير لحثنا علية ورغبنا فيه , ولم يحصل من ذلك شي . أما حديث الأعمى فسيأتي الكلام علية أن شاء الله ..

ملاحظات :
الأولى : جمال قال :....
الثانية : لو قال قائل : لماذا دائما تذكرون عن الرد على المنحرف فعل الصحابة ؟ سوى كان في الفعل أو عدمه ؟
أقول : لأن :
1- معروف أن الصحابة هم أشد الناس حباً للنبي صلى الله علية وسلم , وأشد أتباعا له فلو كان خير وحق لفعلوه و لكانوا أسبق الناس إلية .
2- ولأن الله جعل أتباع الصحابة بعد أتباع النبي صلى الله علية وسلم طريق النجاة , قال تعالى : (( ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا )) . وقد شهد لهم بالأيمان في هذه الآية . وقوله تعالى : (( فإن امنوا بمثل ما ءامنتم به فقد اهتدوا )) والخطاب للصحابة رضي الله عنهم . فإن قال قائل : هذه الآية خرجت في اليهود . أقول : نعم , لكن القاعدة المعروفة عن أهل العلم : {العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب }. فلو أتبع الخلفي السلفي إلا يكون الخلفي قد أصاب الحق ؟؟؟ بلا والله .
ومما تقدم يتبين و يتضح التوسل الجائز والتوسل الغير جائز, هذا لأبين ما قاله جمال _ لجهله أو لتجاهله _ حين قال : وقد أجازه جمهور العلماء وسائر المسلمين من أهل السنة والجماعة , ولديهم عليه من الأدلة النقلية المتعاضدة نكتفي منها ( بحديث الأعمى ) من حيث أنه المحور الأكبر في هذا الباب وعليه يدور النقاش . ولي وقفه اخرى يا جمال عند هذه العبارة .
.... وللكلام بقية ........
التوقيع :
كل العلوم سوى القرآن مشغلة **إلا الحديث وإلا الفقة في الدينِ
العلم ما كان فيه قال حدثنا ** وما سوى ذلك وسواس الشياطينِ

[img]http://www.dawateislami.net/general/devotions/99names/A-bigview.asp?img=20[img]
  رد مع اقتباس