[مايسه]

منذ ان اقلتنا الطائرة صباح الاربعاء 29 مايو من العاصمة صنعاء الى العاصمة التجارية والاقتصادية عــدن .. ولهيب الشوق يزداد حراره وحماسا للقاء المليحــه بعد فراق طويل ومرير مع الغربــة دام اكثر من خمسة شهور في اطول رحلة سفر بداءت من القارة الافريقية / جمهوريات اثيوبيا وكينيا ومن ثم الى القارة الاوربية فرنسا حيث استقر بنا المقام في لعاصمة باريس لاكثر من اربعه شهور كذلك في طريق عودتي لارض الوطن عرجنا على المملكة العربية السعودية جده .. مكه .. الرياض.. ومن ابرز الاحداث في الرحلة مشاركتنا لابناءالجالية اليمنية في كينيا افراحهم بعيد الاضحى المبارك وفي فرنسا كان فرصة ان نشارك الشعب الفرنسي عرسة الديمقراطي لانتخاب رئيس للبلاد .. وفي السعودية كانت فرصة رائعه بان نؤدي مناسك العمره مع والدتي الحبيبة وزيارتي لعدد من الصديقات في مدينتي جده والرياض.. على كل حال تلك السطور العريضة لبعض مجريات السفر وحديثنا عن العوده الذي عبر عنها في قصيدته المغناه الفنان عبدالله الخنبشي لما قال : شوقي لارض الوطن شوق الطفل للام فارقتها مغصوب.. غصب السفر بالفعل .... خمسة شهور بخمسة سنوات عجاف .. غربه وكربه ..وعذاب .. وكأنني اقراءدوواين الشعراءعن الغربه والاشتياق للوطن .. وعدن لها النصيب الاكبر من قصائد الشوق ..... يامروح بلادك ليل والشمس غابت ... وياطيار بالله عجل بالمسير شمسان ذا بعده على قلبي عسير ... على الهجر مصبر انا اشوف يوم سنه عن جنة الدنيا .. هواها كل فن .. ياطايرة طيري على بندر عدن .. ياسلالالالالالام ... وهذا ماعيشناه بالفعل اثناءرحلة العوده ولما اقتربنا من البندر مااجملها من لحظات اعجز عن وصفها ومنذ ان اقتربنا من اجؤا عــدن ويتم الاعلان للمسافرين بربط الاحزمه استعدادا للهبوط في مطار عدن الدولي .. شعرت وكأن قلبي يريد ان يخرج من القفص الصدري من شدة خفقانه المتسارعه .. وبعد ان اخذت الطائرة تدريجيا وضع الهبوط انهمرت على خداي دموع الفرح بلقاءالاحبة والاهل واهل الدار .. اطلعت على المدينة من الشرفة ولكن الدموع حرمتني من المشاهده ... ماأن شاهدت بعض معالم عــــدن .. جبل شمسان .. صيرة .. شارع ( مدرم) المعلا .الرئيس .. جزيرة العمال كم هي مشاهد رائعه ... اغلى من اللؤلؤالمنثور هذة هي عـــــــدن .. ونحط الرحال في مطار عدن الدولي .. بخور مكسر هذا المطار الذي لايسر وضعه عدو ولاصديق جراء الاهمال والتهميش لدوره كميناءجوي لمدينة تجارية وعظيمه اطلقوا عليها ظلما وبهتنا العاصمة التجارية والاقتصادية الحره .. مطار دولي على يافطه اكل على عليها الدهر وشرب تزين واجهة المبنى العتيد الذي وضعت اساسياته حكومة اتحاد الجنوب العربي قبل الاستقلال وخضع للترميمات من الحكومات المتعاقبه منذ 67م الى يومنا .. صدقت يالملهم علي امان الذي وصفت عدن بخاطرتك الرائعه بقولك: سمعنا من سنين وسنين ...... عدن يامنطقة حره ورددنا الشعار مرات .... وصفقنا مية مره ... ولاميناء موعود .. فية مركب ولازورق .... وطال الصبر وماءالبحر.. تجرعنا ياحسرة .. لاتسئلوني لماذا .. واسئلوا المتشدقين بالوطنية ..... مطار عدن فيوضع مزري حسب التصنيفات مطار محلي من الدرجه الثانية حيث تم تقليص الرحلات المعتمده من خلالها بين المحفظات واما الدولية فرحلتان في الاسبوع لجده وابوظبي .. اهمية مطار عدن .. يعد هذا المطار اقدم مطار في الجزيرة العربية وكانت اول شركة استخدمته هي شركة باهارون للطيران المدني وهناك العديد من الوثائق التى تؤكد على عراقة مطار عدن ودورة في الملاحه العالمية في المنطقة العربيه في عهد حكومة الاتحاد من الاربيعينيات الى 65م وكان تحت ادارة الشيخ محمد بن فريد العولقي الذي عمل مديرؤا لمصلحة الطيران واشغال السفن الملاحية ومن ثم تم تعيينه وزيرا للخارجه في حكومة الاتحاد ... ومنذ ذلك العصر لم تعمل الحكومات المتعاقبه منذ الاستقلال الى اليوم على اي تطوير للمطار عدا الترميمات بعد كل دورة حرب كان اخرها الجولة الاخيرة من حرب 94م بفعل صواريخ الشرعية التى هدمت عدد من البنايات .. كم اسعدني جدا جدا الترحيب الحار الذي قوبنا به من ابناءعدن البسطاءالذين توافدوا الى منزلي زرافاتا ووحدانا مهنئيننا بسلامة العوده طوال الثلاثه الايام الماضية لم اجد الفرصة للجلوس امام شاشة الكمبيوتر هذا هو مجتمعنا تلاحم ووحده اجتماعية محبة من قلوب بيضاءطاهره ... وهكذا هي عدن واهلها ما ان تطاء قدمك لهذة المدينة حتى تشعر انها تلفك بالبهجه وتغمرك بدف وأمان .. وبتلقائية تفتح ذراعيها وتدعوك للانطلاق في امكنتها وحواريها ومع البخور يتصاعد الحلم صوب افاق مترامية وفي عدن اذا مامنحت نفسك فرصة لاكتشاف مكنونات نفسك ستجد انك موطنا صالحا .. الشيخ عثمان يتسلل بهدؤ الى الوقار ..... كريتر .. يضج نشوة .. والتواهي يحاور جمال البحر .. والمعلا .. يفصح عن نضالات شعب ارغم المستعمر على الرحيل تاركا امكنه كان قد اعدها للبقاءطويلا .. ساحل ابين حكاية اخري لمعاني الانزلاق في الذات والتحليق في بهو التأمل الفسيح انها عدن شعلة امل الوطن مدينة عظيمه سجلت انصع صفحات المجد الخالد للارض والانسان عدن هي الثغر وهي القلب النابض لهذا البلد الكبير اليمــــــــــــــــن السعيد . وابناءعدن الطيبون تشرق على محياهم ابتسامات الترحيب والكرم للزائر القادم حين يطل عليهم لايدخرون لفضاء جميلا الا ويغرقوك به ويبدون استعدادهم لمساعدتك والاجتهاد الى ارشادك الى بغيتك وبصدق تفصح عن ملامحهم ولغتهم الخالية من النخيط والجلافه معهم لن تشعر بغير الامان والاطمئنان وفيحضرات هذا الشعب تجود باللحظات بالافراح وتعد الابتسامه سيدة الموقف .. هذة هي عـــــــــــــــــدن