مشرف سقيفة الأخبار السياسيه
|
[size=4] 12 -
أمل يافعي
من الشيخ لبوزة إلى الشيخ شحتور ( بقلم : أمل يافعي ) يافع حركة التاريخ تتحرك في اتجاه الحرية والاستقلال واسترداد الكرامة الوطنية , وما عاد بإمكان القوى الاستعمارية ان تقمع الشعوب بالحديد والنار ,ففلسفة حقوق الإنسان وحق الشعوب في تقرير مصيرها أصبحت واقع حي ومستجاب . لقد أصبحت شعارا وواقع تتبناه الجماعة الدولية بأسرها . ان الشعارات الزائفة للنظام اليمني وتسمياتها المختلفة من الأبدية والحتمية وعودة بعض أجزاء الأصل والخطاب القومي وأحيانا بالطابع الإسلامي السياسي المتشدد ومحاربة الخارجين عن الوحدة التي عمدة بالدم وبها انتهكت كل المحرمات البشرية على أبناء اليمن الجنوبي .
خرج الجنوبيين بعد الصبر والمعاناة لتعبير عن حقهم بشتى أنواع العمل السلمي من خلال المطالبات المستمرة والاحتجاج والاعتصامات وشرح القضية عبر الجامعات والمحافل الدولية من بروكسل الى واشنطن الى لندن وخلال 13 عام بعد الحرب كانت النكبة الكبرى بعدم تضامن ابناء الشمال مع أخوانهم في الجنوب . وعدم الجدية في التغيير لحال أفضل وعدم الخوض بالقضايا المصيرية والحرية التي لابد لها من ثمن . وهناك ثقافة الموروث والانكسار التي صاحبة الشماليين خلال حكم استمر لأكثر من 1200 عام من حكم طائفة معينة على الحكم .
رغم قيام جمهورية أخذت ذات الطابع مع التغيير السلالي إلى القبلي الأسري وفي الآونة الأخيرة استطاع الجنوبيين من التخلص من الأثر الماضي الضيق ونبد الصراعات الماضية والخروج على النمط السطحي للولاء للشخصية والحزب والقبيلة والشلة إلى الشروع بالتحرر ومن اجل الأرض والكرامة والشرف . وبمشاركة شعبية عارمة وبمختلف أطياف العمل السياسي والاجتماعي والقبيلي ، ويلعب الجيل الجديد الدور البارز والاهم في عملية التحديث والمصالحة والتسامح ، هذا الدور المميز الشبابي أذهل الجميع في حبة وولاة للوطن , الذي حاول الحكم المتسلط في الشمال من تغيير المعتقد والتاريخ وسلب الهوية . جيل أكثر صلابة وقادر على إحداث الحدث وصنع التاريخ وتقرير مصيره ومستقبلة ومستقبل الأرض والدولة . ويأتي الدور الأخر والتي حاولت القوى الشمالية
المتسلطة تغذيته وشق الصف وخاصة بين مختلف أبناء الشعب الجنوبي الواحد باستغلال الأحداث الدموية السابقة والثارات والنزاعات – حيث نراء بمقدمة الصفوف أبناء العمل الوطني والمشايخ وأبناء السلاطين وأبناء القبائل والمجتمع المتمدن في عدن وكل المحافظات الجنوبية _ ولعب الآباء والإخوة في الجيش والأمن والجامعات دور جبار من حيث الاعتصام والمظاهرات وبوثيرة عالية وعمل جماعي منظم مستمر على مدار أكثر من أربعة أشهر – وخلايا التسامح والتصالح في كل المدن الجنوبية . عام 2004 كان العامل الحاسم والأول في تقرير المصير وبداية الخطوات نحو ذلك وهذا بفضل التكاتف والعمل الكبير في التجمع الديمقراطي الجنوبي " تاج " الذي اخرج القضية الجنوبية إلى النور والمطالبة بالعمل السلمي من اجل تقرير المصير الجنوبي وتحث كل القوانين والتشريعات على حق اي شعب بتقرير مصيره . في 12/12/1972 صدر عن الجمعية العامة قرار مهم برقم 2955 حول حق الشعوب في تقرير المصير والحرية والاستقلال وشرعية نضالها بكل الوسائل المتاحة لها والمنسجمة مع ميثاق الأمم
المتحدة. وبقرارها رقم 3070 الصادر في 30/11/1973 طلبت من جميع الدول الأعضاء الاعتراف بحق الشعوب في تقرير مصيرها واستقلالها وتقديم الدعم المادي والمعنوي وجميع أنواع المساعدات للشعوب التي تناضل من أجل هذا الهدف. وقد درجت الجمعية العامة منذ ذلك على تأكيد هذه المبادئ في جميع قراراتها المعنونة تحت «الإعمال العالمي لحق الشعوب في تقرير مصيرها ومنح الاستقلال للبلدان والشعوب المستعمرة والاحترام العالمي لحقوق الإنسان». وفي غضون ذلك وقعت في 1 آب 1975 ثلاث وثلاثون دولة أوربية بالإضافة إلى الولايات المتحدة الأمريكية في هلسنكي «الاتفاقية النهائية التي أسفر عنها مؤتمر الأمن والتعاون في أوربة. وقد تضمن القسم الأول منها إعلاناً عن المبادئ التي ينبغي أن توجه علاقات الدول المشتركة, فدعا إلى الأخذ بعشرة مبادئ توجيهية وصفت بأنها غاية في الأهمية وأن الواجب يقضي تطبيقها بلا تحفظ. وقد نص المبدأ الثامن منها على حق تقرير المصير». كما وسعت الأمم المتحدة من نطاق تطبيق تقرير المصير وجعلته أحد حقوق الإنسان
الأساسية من ناحية وحقاً اقتصادياً من ناحية أخرى. ففي 16/12/1966 أقرّت الجمعية العامة العهدين الدوليين covenants اللذين أعدتهما لجنة حقوق الإنسان بناء على طلب الجمعية, وتتعلق الاتفاقية الأولى بالحقوق المدنية والسياسية وقد صارت نافذة المفعول بدءاً من 23 آذار 1976 في حين تتناول الثانية الحقوق الاقتصادية والاجتماعية وقد صارت نافذة المفعول بدءاً من 3/1/1976. وقد تناولت المادة الأولى من كلتا الاتفاقيتين حق تقرير المصير بنص موحّد هو ما يلي: «تملك جميع الشعوب حق تقرير مصيرها وتملك بمقتضى هذا الحق حرية تقرير مركزها السياسي وحرية تأمين نمائها الاقتصادي والاجتماعي والثقافي». هذه الحقيقة في تحقيق الهدف السامي بعيدا عن التاريخ والأسماء والتبعيات المختلفة من الادعاء باليمن الواحد وفي أقصى المدد التاريخية الحديثة لم يكن اليمن موحد على اقل تقدير بأكثر من حكم الأتراك على اليمن الشمالي وحكم البريطانيين على الجنوب ،
هذه المدة التاريخية الكبيرة التي تتعدى مئات السنيين , تغيرت فيها الدول والإمبراطوريات والتاريخ والزمن . فالأرض واحدة والأب واحد والخالق واحد أيضا . وشهد العالم ظهور دول جديدة ومجتمعات بشرية متعددة وهجرات كبيرة وظهرت دول أصبحت تقود العالم وانهارت دول كانت تحكم العالم وشهد العالم عدة حروب كانت ضحاياه تتعدى المائة مليون شخص في القرن العشرين فقط ، وانهارت وحدات وتحالفات حسب الزمن والمصلحة الاقتصادية البحثة وتقديرات القوة وإخفاقها وزمن الإيديولوجيات الاشتراكية والرأسمالية الى الوصول الى الوقت الحالي والتي مازالت الكثير من الدول تنال استقلالها وتقرير مصيرها . فقد فشل دعاة الوحدة القومية لان الشعارات كانت اكبر من الطموح الحقيقي –وانتصر دعاة التقدم الاقتصادي والوحدة المشتركة في المصالح رغم اختلاف الحضارات واللغة ، وهنا يترجم الشيخ شحتور تلك المعانات والعمل المتواصل والمظاهرات والاعتصامات الى شرارة أولى
للثورة والاستقلال من اجل تقرير مصير شعب – وهنا يعود التاريخ نفسه ، فالأمس ومن جبال ردفان الأبية انطلقت الشرارة الأولى للاستقلال والعمل الثوري والوطني من قبل الشهيد الشيخ راجح بن غالب لبوزة والتي توجت بالاستقلال الأول – وانطلاقة المحفد ستكون النتيجة الحتمية للاستقلال الثاني للجنوب حتى في حالة فشل التمرد او انتكاسته – فقد أعطى الشيخ شحتور القائد الثائر الانطلاقة الحقيقية لأبناء الجنوب للتحرر – والعمل المشترك في جميع المدن والمحافظات لانطلاقة الثورات والعصيان المدني حتى نيل الحرية ورفع كرامة المواطن الجنوبي .
--------------------------------------------------------------------------------
13 -
اليوم يومك ...يا جنوب
قد يكثر الجدل حول طبيعة الخطوة التي قام بها القائد العسكري الجنوبي سيعد الشحتور... فمنهم من يصفه بقائد التمرد... وذاك يصف ماقام به بانه على نهج الحوثيين بصعده... وانه حوثي الجنوب القادم... والثالث.. يسخر من ذلك التصرف ويصفه بالمغامر... ورابع يعتبر ماقام به الشحتور هو ماكان يجب ان يقوم به أي رجل اخر في الجنوب...ومهما كانت التصورات والتصنيفات التي تعتبر جاهزة لدى السلطه واتباعها... واولائك الخانعون والخاضعون والداسون رؤوسهم في الرمال...فانهم اليوم كشفوا على حقيقتهم وظهرت اقنعتهم البلاستيكية المقيته التي يظهرون بها دائماً... فعندما نطالع سالم صالح محمد وياسين نعمان وهيثم وقيادات اشتراكية هي سبب نكستنا.. وقيادات جنوبية امثال نائب الرئيس ووزير الدفاع وقيادات جنوبية.. فانهم اصبحوا مثل ورق اللعب الان..
كما هم سابقاً.. فلا سالم صالح محمد ولا غيره هو ممثل ليافع ولم يعترف او يعترف به احد.. ولا غيره يستطيع ان يدعي انه يمثل الجنوب..عبدربه منصور هادي ..وليس هناك مجوراً يمثل الجنوب.. فقط هم يمثلون الوجه السيئ فقط للجنوب.. وحتى الجزب الاشتراكي اليمني الذي يسيطر عليه الشماليين هو حزب مهمش على ورق الا من بعض القيادات الوطنية المخلصه فيه ولكنها لاتستطيع عمل شيء الا الصراخ فقط.. من هنا ربما نقول ان عهد الصراخ والتباكي والتشاكي.. قد انتهى.. بظهور القائد الشحتور... فلم يجرواء احد من داخل الوطن قبل الشحتور ان قام بما قام به... وهنا قد يتسائل البعض هل هذا العمل هو عمل فرد ومجموعه من اليائسين يبحثون عن مصالح ذاتيه...
واظهار ذلك للتوصل مع السلطه لتحقيق اغراضهم.. ربما قد يكون مصاب بقصر النظر من يضع هذا الامر بزاوية المصالح الفردية.. الشحتور اعلن ووضح ذلك وقطع الشك باليقين... وقطع على كل المنافقين والبائعين والخاضعين ذلك.. ومنحهم فرصه ان يصححوا من انفسهم ويتجاهلوا الماضي وعفى الله عما سلف... ويعودوا الى صفوف الشعب الجنوبي ويدافعوا عنه وعن ذلك الوطن الذي قدم لهم الكثير... اليوم هي فرصه نادرة لن تتكرر لاحد من اوئك الجنوبيين ان يعلنوا موقفهم الواضح من الان... اما ان يكونوا في صف القائد سعيد الشحتور... واما ان يكونوا ضد شعبهم وضد الجنوب.... اليوم وغدا ستتحرك الثورة الشعبية في الجنوب... ستاتيك ايها الشحتور.. رجال يافع وشبابها الذين سيهزون الارض ويحرقونها تحت اقدام المحتلين... سياتيك ردفان الثورة ليشعلها نار في جسد المحتل.. سياتيك ابطال الضالع صانعي ابجدية النصر الجنوبية...
ياتيك اليوم ايها القائد الشحتور ابناء لحج وطور الباحة وعدن.. يايتك رجال شبوه الاشداء والبواسل.. رجال الشهامة والشجاعه.. ياتيك صوت النداء القادم من ابين وزنجبار ومودية ولودر وكل انحاء ابين.. ياتيك هولاء الابطال.. ممن يستطيع النضال ويحمل السلاح في وجه المحتل..اليوم سيلتحم الجنوب كما كان جنوب العز والكرامه لايقبل المحتل ولا يقبل ان يسلب من حريته وكرامته ويعبث بترابه الوطني بقايا الفرس والاتراك وقطاع الطرق من المارقين في نظام استبدادي محتل... ياتيك ابناء حضرموت والمهرة ملبين النداء ... نعم للجنوب... حرا ابياً...وهنا يحق لك ان تفخر ايها البطل.. ان معك ابطال ورجال سيلبون النداء... فهو ليس نداء شحتور بل نداء الواجب نداء الوطن نداء الحق نداء الكرامة... -فعندما تسقط اتفاقيات الوحده التي قامت عليها في 22 مايو وتتحول الى وحده موحشه وكئيبة فهنا كلنا سعيد شحتور.. -
وعندما تحتل ارضنا وتستباح ويعبث بها العابثون ينشرون الفساد ويصنعون نظام الظلم والاستبداد فلن نقبل الا ان نكون سعيد شحتور - عندما يتعامل النظام مع الجنوبي بالتهميش والاستبعاد والاذلال وهو صاحب الارض ومالكها فليس هناك مجال اخر الا ان تكون سعيد شحتور - عندما يكون القانون هو من يظلمك...وييكون القاضي ضدك....ويتحوا الباطل إلى حق والحق إلى باطل. فانت مؤكد..سوف تلبي نداء الشحتور -عندما يكون الرئيس هو الفاسد... وهو الكاذب وهو المنافق. وهو رئيس للسرق ونظام من المافيا.. فلن تقبل به ولن ترضى الا ان تكون شحتورياً -عندما يقتل اخوانك وابنائك وابائك.. ويمارس ضدك التجويع والاذلال في كل شيء..
فلن تقبل هذا وستكون سعيد شحتور -عندما تكون جنوبياً مخلصا فلا تقبل الا ان تكون سعيد شحتور... فليس هناك مجال الان الا ان يتحقق العدل .. ويرفع الظلم.. وتنتشر الحرية... وتعاد الارض... وكل هذا لن ياتي الا برحيل المحتل.. وسقوط الاقنعة الجنوبية الزائفة في قصور صنعاء... ولن يتحقق الا بوحده الجنوب...فلن نقبل بعد اليوم اي من الناعقين والمدعين بالدفاع عن الجنوب ومصالحه وهم الذين باعوا الوطن وسلموه للاوباش.. والمحتلين.... لن نقبل الا ان نكون سعيد شحتور وعليهم ان يعلنوا الولاء للجنوب.. وينظموا تحت راية الشحتور فليس هناك راية بالجنوب الا راية التحرير.. وسيتحول الجنوب كله إلى صورة جديده اسمها سعيد الشحتور.. [email protected]
--------------------------------------------------------------------------------
14 -
رحم الله أيام التشطير في زمن خ
الدكتور فارس سالم الشقاع ) الإعلان الرسمي لقيام الوحدة في 22 مايو 1990م, بين جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية والجمهورية العربية اليمنية, هذا اليوم هو اليوم الذي خدعنا فيه, بسبب جهل وسذاجة القيادة الجنوبية, وسلمنا أو بعنا أرضنا وشعبنا ودولتنا وتاريخ مجدنا بالنصب, الى نظام وحدوي غير مجيد, توج بكمين تاريخي للجنوب بإعلان الحرب في 27 أبريل 1994م, ولم يبق منه سوى القشرة والتطريز البروتوكولي, بعد أن تم محو المحتويات والمضامين حتى آخر قطرة, بالضم والإلحاق للجنوب, للأم (الحنون) الشمال.. ليصبح هذا اليوم مجرد عادة للاحتفالات والاستعراضات للانجاز الوحدوي لاحتلال الجنوب,
يصغي المواطنين الجنوبيين الى خطاب الانتقام السنوي, المصفى من شوائب العدل والحرية والكرامة لأبناء الجنوب. وعلى مدى (17) عاماً, ها نحن اليوم نقول رحم الله حقبة التشطير وتغمدها بواسع رحمته, وأدخلها فسيح جناته, آمين يارب العالمين.. ولعل خير ما نستطيع أن نقوله اليوم ونحن أمام هذه الذكرى, في محاولة أن نستعيد هذا الحدث, لنرى حقاً أن كنا نستطيع توصيف ظروفنا وأحوالنا, بأنه يكفي أن نوصف كجنوبي انفصالي حتى تنتزع عنه صفة الإنسان, فمنذ 7/7/1994م وأجهزة النظام الأمنية والعسكرية الشمالية تحاول أن تعودنا على الإذلال والاحتقار على غرار ما يعمل به على الضفة الأخرى, في هذا الزمن وهو زمن خرق المحرمات والمقدسات والزحف على البطون وقلة النبل والمبادئ..
أن إعلان الوحدة في 22مايو 1990م, ما لبث الأمر أن أعلن الحرب واشتعال فتيلها.. حرب جسدت أكبر عملية سطو عرفها التاريخ اليمني الشمالي والعربي في القرن العشرين, لا يوازي ذلك السطو سوى السطو على أرض فلسطين, لان هذه الحرب لم تكتف يسرق الأرض وتسريح الجيش الجنوبي من الخدمة العسكرية العاملة, ومن ثم تسريح عمال وموظفي دولة الجنوب فحسب, بل أنها أبعد من ذلك, فقد زورت حقائق الجغرافيا والتاريخ القريب والبعيد, لتصبح القوة هي المقياس بعدد الفيد والغنائم المنهوبة من أرض الجنوب, وقياس العدل بمدى منسوب التعسف والقمع والقتل والجرائم الذي يفيض على الفائض. وفوق هذا وذاك, يطلب منا فخامة الرئيس المشير علي عبد الله صالح, الالتزام بالوحدة (المباركة) بحد السيف,
وإلا السلاح جاهز وهو تصنيفنا بالردة والانفصال, رغم أن ذخيرة هذا السلاح رائحتها نتنة, أشد من رائحة طعام (باجعران), الذي يكسب رزقه بتدرجه بمؤخرته الى مستودعه الخاص لمجابهة صروف الزمن, فخامة الرئيس يطلب منا, أن نقدم كرامتنا قرباناً لكي يقتنع ويصفح عنا وبنيتنا السليمة والسلمية, كي يقبل وجودنا على أرضنا مقابل عدم تخويننا, وربما يتقي الله فينا ويتكرم علينا ببعض العطاءات المشهور بها, على أن نلقي بعمائمنا وكوافينا, ونحمل البخور العدني والفل اللحجي وبضعة بنادق (للتهجير) من أبين وشبوة ونرقص أمامه, وذلك لرد الاعتبار للشيخ عبد الله بن حسين الأحمر, عندما ألقى ( بشاله ) أمام الأخ علي سالم البيض كوسيط, وقال له يومها (البيض) لفلف سامانك..
ولم بقبل.. وتكون واحدة بواحدة والبادئ هو الرابح. وفي الوقت نفسه, علينا أن نستمر بالرقص يومياً كي يمنحنا من بركاته وصدقاته شهادات حسن السيرة والسلوك في وطننا, الان البلد تحولت الى ملكية خاصة به. أن 22 مايو 1990م, هو تاريخ الاستهتار والاستعمار للجنوب وضياعه وضياع أبنائه.. وهو بالتالي المأزق الوجداني الإنساني في زمنا هذا, الذي دخله الجنوب بعد حرب صيف 1994م, ولم تترك الأجهزة العسكرية والأمنية الشمالية عيناً الا وأدمعتها, ولا قلباً الا وكسرته.. فالشماليون هم الوحدويون, ونحن الخونة الانفصاليين..., وهم الإسلاميون ونحن الخوارج... وهم العروبة ونحن من حارة (حافة) حسين المشهورة بالصومال والهنود. اليوم في ظل الثورة الإعلامية الرقمية, لازال السطو على وعينا وذاكرتنا الجمعية.. لازال النظام يواصل أعمال تزييف الحقائق ونحن نشاهد ذلك صباحاً ومساءً..
يزور حقيقة عدوانيته على الجنوب وأهله, في حين يصورنا نحن بالمارقين.. نحن نعرف أن بعض الدول الأوربية والعربية تدعم النظام ورئيسه, وتزين له الأمور, تارة بالانتخابات وتارة بالديمقراطية في صحراء الديكتاتورية.. بينما نحن نقول لو حدثت الف انتخابات رئاسية وتشريعية, لم ولن تقدم ولا تأخر في الأمر شيء, فهي انتخابات الشمال ولا تعنينا لا من قريب أو بعيد, كما أن إصرار الرئيس ونظامه بوصف نظام صنعاء بواحة الديمقراطية في اليمن.. نقول مرحباً نحن موافقين بهذا الوصف, فقط لنا مطلب وحيد وهو الموافقة على تشكيل لجنة لتقصي الحقائق من الأمم المتحدة والجامعة العربية, لزيارة الجنوب ولتقصي الحقائق هناك, على شرط واحد وهو عدم لقاء هذه اللجنة مع رموز النظام أو مع المستوطنين الجدد (الشماليين), وإنما يتم ذلك مع المواطنين الجنوبيين الأصليين
( أصحاب الأرض ) لسماع أفكارهم وأرائهم حول الوحدة, هل بقبل الرئيس؟ أذا لم يقبل اليوم سيأتي الوقت اللازم الذي يقبل فيه بذلك. النظام يفرك أحذيته على رقابنا وأجسادنا, ومن ثم ينبش قبور الشهداء ويعامل الجنوبي في وطنه, وكأنه (أجرب) من أجل أن تطأطئ رؤوسنا له.. أنه مسخرة لا بعدها ولن يقرأ في تاريخ الشعوب العربية عن سرقة الأرض والتاريخ الا في فلسطين والجنوب العربي.. بئس وحدة بشكلها الراهن, وبئس واقعها.. نحن ندرك من هي الأطراف المحلية التي فتحت الأبواب وهيأت للشماليين سرقة الأرض والتاريخ, أنهم الطابور الخامس ومن تحالف معهم من الجنوبيين. وفي هذه الذكرى السابعة عشر, يبرز عامل على درجة كبيرة من الأهمية, هذا العامل تكوّن وتشكل في وهج الأحقاد والكراهية,
التي يكنها النظام لنا, ويمارسها عسكره على الأرض, هذا العامل الجديد هو العمل على عدم التفريط في الحقوق الوطنية والتاريخية للجنوب, من خلال تكريس اللقاءات لتعزيز الذاكرة والرؤية وعدم تصديق السردية الشمالية الخرافية عن الوحدة في 22 مايو 1990م, هذه انتهت بحرب صيف 1994م, ليصبح الإعلان عن الوحدة مجرد عادة سنوية في أطار الاحتفالات لتبرير جريمة تسهيل عملية السطو. قضية الجنوب إنسانية عادلة, وستبقى كذلك!! والقيادات الجنوبية التي فشلت في دراسة التاريخ, وفشلت في قيادة البلد, تنازلت عن قضية الجنوب, في سبيل مصالحها الشخصية وامتيازاتها.. لن تلغي حقيقة كون الجنوب مظلوم وضحية.. وأبناء الجنوب لن يعدموا, قابضين على الجمر.. رجال صناديد, لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم, حتى يأتي أمر الله, وهم سيظلون صامدون.. نعم أبناء الجنوب لن يعدموا أوفياء لعهد الله والوطن والشعب والذاكرة والوعي والتاريخ والحقيقة. حقيقة أن الجنوب أرض محتلة باسم الوحدة حتى يكتب الله الفرج, فالأمور سوف تأخذ وقتها وكل من له نبي يصلي عليه. أبوظبي/ الإمارات
--------------------------------------------------------------------------------
يتبع]
|