عرض مشاركة واحدة
قديم 06-13-2007, 06:01 PM   #5
مولى جــوجه
حال جديد

افتراضي

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبوعوض الشبامي
.

عودتكم في ظلال دوحة هذه السقيفة الشبامية أن أنقل لكم من بطون مخطوطات وكتب التراث الحضرمية قطوفا مختارة من مجاني ورياض الشعر الحضرمي بشقيه الفصيح والعامي ، وجميل التواصل معكم لأن ذلك يعطي هذه السقائف الشبامية خصوصيتها وميزتها دون المنتديات الحضرمية الأخرى ، فتراثنا الحضرمي الغني لا زال في مجاهل النسيان ...!!
وقبل البدء تعلمت حكمة تقول ( لا ترجم إلا الأشجار المثمرة ) ...! و,اخرى تقول ( الأشجار تموت واقفة ) !!!!!!

وإليكم شخصية موضوعنا...

هو الشيخ أحمد بن عمر بن سالم باذيب كانت ولادته في مدينة شبام حوالي سنة 1211هـ.
أما طفولته المبكرة فقد كانت مصبوغة بصبغة علمية ، وتوزعت حياته في شبابه بين شبام والحوطة وذي صبح وسيئون ، والمسيلة ، وتريم ، ينهل من منابع العلم والتعلم على يدي كبار علماء زمانه ، ومن شيوخه الذين تتلمذ على ايديهم السيد لعلامة علي بن عبدالرحمن بن سميط والعلامة ، السيد محمد بن احمد الحبشي ، والعلامة السيد علي بن عمر السقاف ، والسيد عبدالله بن عمر بن يحي ، والعلامة السيد الحسن بن صالح البحر ، والشيخ العلامة عبدالله بن سعد ابن سمير ، والعلامة الشيخ عبدالله بن احمد باسويدان ، وكثيرون ممن تتلمذ على ايديهم وانتهل من علمهم حتى تشرب من آثارهم.
وفي عام 1250هـجرية سافر الى الشحر ومنها شد العزم الى أرض الحجاز لأداء المنسكين قبل ان يهاجر الى مدن شرق آسيا فكانت ارض الملايو ( جاوه وسنغفوره ) مقصده ومستقره ، وتنقل بين مدنها واستقر به المقام في سنغفوره، واقتصر مقامه في سنغفوره على الاشتغال بالتجارة والتدريس وقيامه في ما بعد بوظيفة القضاء وامامة مسجد السيد عمر باهارون ورعايته للرباط الملحق بالمسجد، ومن دافع غيرته على الاسلام يقال انه نظم قصيدة نونية هجائية في المستعمر الغربي وخاصة البريطاني ، فكان لها الأثر عليه ، حتى قيل حينها انه مات مسموما بعد تلك القصيدة ، ويعد ضحية من ضحايا الشعر والكلمة المعبرة التي تقف في وجه المستعمر، وكانت وفاته حوالي سنة 1280هـ ودفن بمقبرة فكتوريا بجهة مسجد السلطان الشهير بسنغفوره، وتوفى رحمه الله وترك من وراءه ديوان فيه من القصائد الطوال والقصيرة وجمع بين الصوفيات والمدائح والمراثي والاجتماعيات وغير ذلك .

من قصائده نقف في هذه الصفحة مع هذه القصيدة الرائعة التي تجمع صورا شعرية متكاملة ورائعة تعبر عن ثراء شاعرنا اللغوي وقدرته الفائقة في التعامل مع اللغة والتنقيب في اعماق مناجم المفرادت وشوارد الكلم وقدرته البلاغية في رسمه بالكلمات لوحة بانوراما طويلة يتنقل المتمعن فيها من صورة جميلة رائعة الى صورة اجمل منها مترابطة متناغمة ومتناسقة تحافظ على بنيتها الموسيقية ووحدتها الموضوعية يقول في مقدمة القصيدة:




ما للعواذل اولعوا بعتابي= فكأنما لم يكفهم ما اصاب
او لم يرعهم ما اقاسي دائما= او لم يكونوا ينظرون لما بي
تبّت يدا من لايرق لعاشق= اضناه بعد منازل الأحباب
يبكي أساً بمدامع محمرة= تحكي انهار العارض السكاب
يمسي يرجع في الظلام حنينه= ترجيع مرضعة العشار الناب
وضلوعه طورا تأن وتارة= تعلو نحيب المستهام الصابي
وفؤاده تركته نيران الجوا= متفتنا بلهيبها اللهاب


بعد مقدمة هذه القصيدة التي تعتصر صبابة و لوعة من قلب مسستهام ومشتاق ، تتوالى الصور وترتقي الى فضاءات رحبة من الوصف الرائع ، نقف معه على وصف محاسن وجمال تلك المحبوبة كما رسمها الشاعر الشيخ احمد باذيب بكلماته فبدأ مخاطبا العاذل بأن يكف عن عذله ولومه فإن ذلك العذل لم يزده سوى حبا وصبابة فمهما اقصر العاذل في قوله أو أطنب ، فإن الشاعر لا يزيد سوى تصميما في حبه:



ياعاذلي لا وردك خلني= اخطي فمن خطائي رأيت صواب
هيجت ما عندي وزدت صبابتي=اضعافها مذ جئتني بعتاب
أطمعت أن اصغي اليك مسامعي= إن الهوى عمّا تريد لآبي
اقصر وأطنب لا تراعني سوى= التصميم في الإقصار والإطناب
أتلومونني واللوم لوم كله= في حب من ملك لباب لبابي


ثم نتنقل مع شاعرنا باذيب نحو صورة المحبوبة كما رسمها شاعرنا ، فهي الانسية الحسناء ، والحورية في نفسها وانفاسها ، فمن جمال حسن وجهها ونوره الوضاح تخجل الشمس أن تبدي على أحد ، ويشبه شعرها الفاحم بالسواد كأنه ليل ولكنها لم تسترته بالنقاب، . وأما خدها فليس هناك من مقارنة أو وجهه شبه بينه وبين الورد ، فالورد نفسه يحاكي حمرة خدها ، وتأمل أيها القارئ هذا التشبيه الرائع للعيون ( كالنرجس ) الملتصقة في تلك لأهداب السوداء ، والمعروف عن زهور النرجس البيضاء الجميلة تفتحها في المساء وكثير من الشعراء من تغزل ( بعيون النرجس ) أما ثغرها فقد جمع بين الشهد ( الريق ) والمرجان ويقصد به ( الشفتين ) الحمراء والدر ( اسنانها البيضاء ) وحتى لا أفسد على القارئ شرح الصور الرائعة أتركه مع قراءة النص واستلهام الصور والأخيلة الشعرية الجميلة وهي تتدافع من ثنايا هذه الأبيات الرائعة.


إنسية في حسنها حورية= في نفسها أبقت علي البواب
الشمس ما تبدّى اسرة وجهها= والليل ما سترته تحت نقاب
والورد ما يحكيه قاني خدها= والنرجس الملصوق في الأهداب
والشهد والمرجان والدر التقت= في الريق والشفتين والانياب
والجيد جيد غزالة وحشية= تختال في أودية وشعاب
والقرط مرتعد كقلب محبها=يوم الركاب تأهبت لذهاب
والصدر أنهده البلوغ فزاده= حسنا وأردف حسنه بكعاب


ويتواصل شاعرنا الشيخ احمد باذيب في وصف مفاتن وتقاطيع جسم التي هام فؤاده في حبها ، ومعه تتزاحم الصور الجميلة في أخيلتنا ، والتي جاء بها في مطلع هذه القصيدة الطويلة التي تتجاوز ابياتها سبعين بيتا ثم يتخلص من مقدمته الغزلية حين قال :


عطف اللسان عن اذكارك فأكتفت= نفسي به عن مطعم وشراب
وهواك اقعدني عن الكرم الذي= يسعون في تحصيله اصحابي
يتبادرون في الدروس صباحهم= ورواحهم في العلم والآداب
يروون عن خير الزمان وفتيته= شيخ الشيوخ العالم الأوّاب
بدر الكمال أبي السعود محمد= ليث الغريف الكهمس الوثاب


و( الكهمس ) من اسماء الأسد ،، .. وحتى نلتقي مع كهمس الشعر الشيخ الجليل أحمد عمر باذيب نستودعكم مع حافظ الودائع.
.


أبوعوض الشبامي..

اذا كان الشيخ احمد باذيب كهمس الشعر عمنا بوعوض كهمس السقيفه ههههه
كلام رائع بالمره وقصيده جميله وشرح وافي مفروض يثبت ويعلق على راس السقيفه هاذي المواضيع الجميله نتفقدها في السقيفه ما هو الخرطان الفاضيه والقيل والقال والأقاويل واقتفا عيوب الناس
شكرا لبوعوض الشبامي
  رد مع اقتباس