إلى اللحظة يلاحقني السؤال:
هل نحن شعب مغضوب عليه؟
نتحدّث عن منتديات ويتخيّل لك أنك ستفارق الشارع لتروح عن نفس مهمومة وتغذّي عقل شارد فإذا أنت في شارع آخر ، ملوّث تتمنّى أن تنفذ بجلدك . هرولة من سوق القصيد العذب ، من المنهل الزلال إلى سوق يذكرنا بعزير... هرولة من القمة إلى الدرجات السفلى ومن السمو إلى الابتذال .
قرأنا عن عصر الانحطاط ، ولكن ليس كهذا العصر: عصر الابتذال: سبّ ، شتم ، قذع ، قذف .
تكتب يا شيخنا عن العفّة وتسرق عمامة خطيب المسجد . أين نحن؟ ومن نحن؟ . هل نحن أمّة تجمع بين الكفر والإيمان؟ لا ، لا والله ، فهل فردنا من طبقة الخواص وطبقة السوقة في آن واحد؟ لا ، لا والله . إذن من نحن؟ ، وأين نحن؟. أبو محجن الثقفي طلع من السجن ليقاتل ثم عاد إلى سجنه وأقلامنا لا تكتب إلا عند حلول الظلام ولا تدري عن صاحبها وإذا سألت عنه قيل:
غير موجود ، وإن سألت عن اسمه أملوك حروف لإسم مبهم: [ كعهيص ].
أين نحن؟
نحن في بلد آمن بالرسالة برسالة ، وما من أحد إلا واغتسل بمياه زمزم تبركا ، فهل تساوى ماء زمزم مع مياه شلالات نياجرا؟ ، وهل تساوت حنجرة المؤذن في ديارنا مع ذاك .... في الأوبرا؟.
لن أصمت بعد الآن ، وأقولها بملء فمي:
كفّوا عن الابتذال وإلا لهربت نحو الجبال ، فليس في الوقت متسع للتسكّع والتشرد في شوارعكم الملوّثة.
لا أرغب في صديق يتحدث من وراء الحجاب وصديقة تحادثني ضاحكة. صديقة أحس بدفء كلمتها وحرارة يدها في ثوبها الفضفاض الذي أكسبها المهابة والجلال ، صلّت معي في الغرفة المجاورة وسمعتها تقرأ آية الكرسي ، وصديق يكويني من بعيد ... من وراء الحجاب في هيئة رثّة لا مهابة له ولا وقار لا أدري أين صلّى؟.
ليس إنشاء يا مسرور ، إنها ألسنة لهب تحرق مخضرم يتعذّب لأنه رأى بأم عينه أم تبكي ، أو تدرون لماذا؟ ولو سألتموني لم بصق ابنها في وجهها سأجيبكم:
لا أدري ، ولكن اسألوا مدارسكم ومنتدياتكم وشيوخكم الكبار.
من استعمار إلى استعمار نعدّها بالقرون
ومن حمار إلى حمار نعدّها ساعات وأيّام
فهل نحن شعب مغضوب عليه؟