المغفور له بإذن الله الشيخ / عبد الله الناخبي كان جوابا لكثير من التساؤلات و مرجعا لكثير من الإستفسارات و يستحق كل تقدير و احترام لعلمه و مكانته رحمه الله و أسكنه فسيح جناته نعم فقدت الامة مربيا وعالما . و لكن .... لعل هذا ديدننا فنحن نفتقد من مات و لا نعير الأحياء من رجالاتنا التفاتة فنرفع ساعة رحيله شعار ( أين البديل ؟) ثم لا نلبث أن نجد البديل أمامنا في جنازة أخرى محمولة على الأكتاف و نكرر ساعتها نفس التأسف و التندم و نفس الشعار ( رحل ! فأين البديل ؟) و لا نريد أن ندرك بأن العيب فينا ، فنحن نتجاهل البديل أحيانا و هو نصب أعيننا و أحيانا نجهله فعلا و أحيانا لا نرتاح لهذا البديل لأننا نختلف معه في الرأي ، أو نغالي في محبة بعضهم الى حد إلغاء الآخرين .
البديل موجود دائما و لكننا بالطبع لن نجد نسخة طبق الأصل و إلا فأين الإبداع ؟ و أين التنوع ؟ و ما معنى تطور الفكر الإنساني ؟ نعم.. نحزن لفقدهم ولكن التسرع في الحكم على مستقبل سوف يخلو من بديل ضرب من التخمين و من باب الحدس لا غير . كما و أن التباكي على من رحلوا لا يغير من الأمر شيئا ، فكم شيعنا من أفذاد و حضرموت حبلى بهم ألم نحزن على عصر مضى لفقدنا مؤرخين و أدباء و علماء أفذاذ و رفعنا نفس الشعار ( أين البديل ؟) فإذا حضرموت تهبنا صالح الحامد و الصبان و بامطرف و بافقيه و الشيخ الناخبي ألم نحزن لفقدنا بن زامل و خو علوي و أبوبكر بن شهاب فإذا الزمان يتحفنا بمستور حمادي و حداد بن حسن و خميس كندي و غيرهم و عند رحيلهم رفعنا نفس الشعار ( أين البديل ؟ )فإذا بالشعراء باعمر و المحضار و غيرهم كان العزاء.
أساتذتي .. نحن بحاجة الى حديث صريح مع الذات هل نحن نريد نسخا طبق الأصل لمن رحلوا لنضع أنفسنا ساعتئذ في زمن لا نخرج منه ؟ أم هو مجرد تعبير عن الصدمة و ردة فعل لفقدان الراحل ؟ أم أننا في الحقيقة نبحث عن أسماء لامعة جاهزة عندها ستكون أقلام صحفيينا مشرعة للكتابة عنهم ؟ أو حتى ربما يمارس البعض لعبة امتطاء الأكتاف ؟ حضرموت حبلى بالأفذاذ البديل بيننا نراهم و نقرأ أحيانا نتاجاتهم و لن يأتي من كوكب آخر هاهم شبابنا كم شحذوا قرائحهم ليتحفونا بإبداعاتهم و ما علينا إلا أن نهيء الظروف المواتية لهؤلاء كما هيئت لأولئك الظروف المواتية . و لا أعني أني أبرر مسبقا تأخر البديل و لا أقلل من شان من رحلوا فستظل أعمالهم شاهدة على مكانتهم و شعلة نستضيء بها في الليالي المظلمة . و سوف لا ننفك نشعر بوجودهم و لكن ... لعل الجميع يوافقني بأن الإمكانيات المحدودة لا تعطي في الغالب إلا نتائج محدودة
.
(