عرض مشاركة واحدة
قديم 06-23-2007, 07:07 PM   #25
جمال العطاس
شخصيات هامه
 
الصورة الرمزية جمال العطاس


هواياتي :  الشعر والمواضيع الادبيه
جمال العطاس is on a distinguished road
جمال العطاس غير متواجد حالياً
افتراضي


طال الحديث والبحث عن معرفة هوية ابو عوض الشبامي . وخرج الموضوع عن سياقه الأساس وهو مناقشة كتاب ( قنيص الوعل في حضرموت ) للباحث عبدالرحمن بن جعفر بن عقيل . وللعودة إلى الموضوع الأساس . فالكاتب ابن عقيل صرف وقتا ثمينا وافرغ جهدا مضنيا في أمر لاطائل منه . وكان الأجدى به أن يصرف هذا الجهد والوقت في أمر محمود . خصوصا إذا علمنا بأن ( الإشتغال ) بالصيد وتتبعه أمر منهي عنه شرعا . ولا فائدة حقيقة في التوثيق لأمر مذموم !! صحيح ان الله تبارك وتعالى أحل لنا صيد البر فقال في محكم التنزيل . ( أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعاً لَكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ الْبَرِّ مَا دُمْتُمْ حُرُماً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ) . ولكن هذه الحلّية لم تطلق فهي مقيّدة . وقد وضع لنا الشارع الكريم هذا القيد وبيّنه لنا صلى الله عليه وسلم في قوله : ( من بدا جفا ومن تبع الصيد غفل ) رواه احمد . فالحرمة دخلت على هذا العمل من حيث إشتغال المسلم بالصيد والتفرّغ له . ومن المعلوم بأن في حضرموت يقيمون طقوسا خاصة لهذا العمل وينقطعون له اياما وليال في الجبال والبراري . وهذا هو الإشتغال والتتبّع المنهي عنه .

القناصة هي عادة جاهلية عرفها العرب وغيرهم قديما . ثم جاء الإسلام ليؤطرها ضمن إطار شرعي محدد فأحلها لنا ووضع لنا قيدا معروفا . وهو النهي عن مزاولة القناصة وصيد البر . فذم الإشتغال بها ووصف كل من يشتغل بها بانه من الغافلين . فما هي هذه الغفلة ؟؟ انها الغفلة عن ذكر الله وترك الصلوات في مواعيدها وحضور الجماعات وقيامها . خصوصا إذا علمنا بأن الذين يذهبون للصيد والإشتغال به يحاولون عدم التبذير في المياه حتى يكفيهم في ترحالهم وتنقلاتهم . فلا يستخدمونه الا في أغراض الشرب فقط . وتمر الايام والليال دون أن يتوضأ أحدهم أو يغتسل . فضلا عن جريهم من شعب إلى آخر ومن برّية لأخرى خلف الصيد وتعريض أنفسهم لخطر السقوط من المهاوي السحيقة . وهذا مما يجعلهم في غفلة عن ذكر الله تبارك وتعالى .

الا أن البعض يزعم بأن هذه العادة المنهي عنها شرعا والمخالفة للسنة المطهرة . هي من ضمن الموروثات التي يجب المحافظة عليها والعناية بها . بل اجهد البعض نفسه في التأصيل لهذه العادة الذميمة . فذهب ليؤرخ لها كما فعل عبدالرحمن بن جعفر بن عقيل وغيره . فلو أنهم صرفوا إهتماماتهم لأمر أجل وأكرم من ذلك لكانوا احسنوا الصنيع . ولكن جريهم خلف التقليد والانجرار خلف هذه المزاعم جعلهم يصرفون جهدهم ووقتهم للتأصيل في أمر لاطائل منه بل أنه مذموم شرعا . ومن القصائد الشهيرة التي وردت في ذم الإشتغال بالقناصة . وإظهار قول الشارع الكريم في النهي عن الاشتغال بها . قال الشاعر العلامة علي بن حسن العطاس قصيدته الشهيرة . التي بناها على الحديث الشريف : ( من بدا جفا ومن تبع الصيد غفل ) فقال رحمه الله :

ياقاسم ان المغازي ماقفاها ظفر = سوى اللعب والنجاسة والعناء والسهر
ولايوالي صفاها والرضا بالكدر = ومن تولّع بها شفه إستهج وإقتمر
تلهي عن الدين إن كانك بغيت الخبر = يفوت الانسان كم من شي وسل من خبر
يفوته الورد وإكثار الدعاء في السحر = يفوته العلم ذي فيه إجتهد بن حجر
يفوته الوقت كلّه يافتى مايسر = يفوته الدرس في الإرشاد والمختصر
تفوته ( الخمس ) مايحضر مع من حضر = يفوته الوتر ذي به يُتقى من سقر
هذا في الدين والدنيا تفوت الصرر = تحقيق شف مابدا قانص قنص وإتّجر
ولا بدا حد بها نال المنى وإفتخر = ما فائدتها الا عظام الجاعرة والفقر
والديم والقرن للجيّد الى ما انكسر = والا عثِر فوق مردى راح مخّه طيَر
هذه فوائدك الى ماجاك منها ضجر = ولا نصحتك سون لي فيك حصة وذر
بذلت نصحي وحذّرتك بكل الحذر = إن كان قبلت فهي حسنة لها تشتكر
وإن كان دبرت فهي زايد ولله نظر = إقنص في المال قطّب في جدره الذُكَر
وأصبر من اللهو فإن الله مع من صبر = وأفكر وسرّح إذا شفت الخراب البقر
وإسرح وروّح كما من قد سرح وإبتكر = وحصّل الدين والدنيا معا بالبصر
وإبكل في الحرث حتى انك تشل الثمر = غدوة تشوف الجُشُر متواصلة في الوصر
وإسب المقالع وغوّط عمقها في الحفر = وإذر الحوير الذي فيه الغنى في الخبر
تُذكر وتشهر ومن جاهد ذُكِر وإشتهر = لا تتبع اللاش ذي هو ماش في المستقر
وإسمع كلامي تجده الطب من كل شر = وجملة القول ذا لجلك وخُذ بالأثر


كما أن النهي الوارد لم يرد في ذم الإشتغال بالصيد وجعل الانسان يقضي فيها الأسابيع والشهور دون محافظة على الصلوات والأذكار فحسب . بل ان هذا النهي أتى ليخلق نوعا من التوازن البيئي والمحافظة على النوع . فلو ترك الأمر دون ضابط شرعي لربما إختل التوازن البيئي وإختفت بعض مظاهر الحياة الفطرية وإنقرضت بعض أنواع الصيد . كما هو حاصل في بعض البلاد مما حدى بالحكومات أن تخصص اماكن برية شاسعة تسمّى ( بالمحميات الطبيعية ) . ولو كانت هناك ضوابط شرعية حقيقية في تلك البلاد لما أحتيج لإنشاء مثل تلك المحميات !!

للجميع التحية !!

التوقيع :
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

التعديل الأخير تم بواسطة جمال العطاس ; 06-23-2007 الساعة 07:20 PM
  رد مع اقتباس