عرض مشاركة واحدة
قديم 06-28-2007, 01:03 AM   #5
مسرور
شخصيات هامه
 
الصورة الرمزية مسرور

Thumbs down

الدكتوره فايزة النهدي

تاليا أغنية العيون السود لوردة الجزائرية منفردة ومع الملحن بليغ حمدي ( يرحمه الله ) .

http://www.4shared.com/file/15270366...--_OUTPUT.html

http://www.4shared.com/file/16740422...____-____.html

أجد في ما خطه يراعك صورة موازية لما عبّر عنه عبد الله البردوني ( يرحمه الله ) شعرا ...فقد وصفه أحمد الحاج في كتابه عناوين الحداثة وآفاقها بأنه الشاعر الذي رافقته الأحزان منذ أن بدأ في قول الشعر وظل على ذلك النحو طوال مشواره الأدبي وحتى في النادر من القصائد التي صاغها وحاول أن يظهر فيها مرحه واحتفاله بالحب والحياة والجمال أو أن يعبر فيها عن غبطته بأفراح البعض وأعيادهم ذاهلا عن مواجعه وأحزانه هنيهات إلا أنه سرعان ما كان يرتد إلى أحزانه ، وعلى كثرة قصائد الحزن في قصائده إلا أنه ظل صادقا في حزنه وشكواه لا يتكلّف ولا يتصنع وإنما يعبّر عن أحزانه على سجيتها وتحدى في الوقت ذاته العجز والفقر والعمى فذهل عن أحزانه وتجاوز عجزه وظل يقاوم ضروب النوائب والآفات ومن أبدع وأروع ما قاله التالي :

ليس بيني وبين شيىء قرابة = عالمي غربة زماني غرابه
ربما جئت قبل أو بعد وقتي = أو أتت عنه فترة بالنيابة
غيّرت وقتها الفصول أضاعت = أعين الشمس والنجوم الثقابة
جاء من يسبحون في غير ماء = وعلى الماء يزرعون الكتابه
يازمانا من غير نوع تساوت = مهنة الموت واحتراف الطبابه


لا يخلو أي موضوع تطرحينه في الساحة من أحزان رافقتك منذ فقدك لأبيك قد نجد لها تفسيرا في نظريات سيجموند فرويد حول العقدة الأوديبية ... ففقدان الأب في سنين الحياة المبكرة يخلق ميولا عاطفية تجاه الأم وتعلقا بها والعكس صحيح ، ولا يرتبط فقدان أحد الأبوين بالموت أبدا فقد يكون سببه إخفاقا في أداء الدور الحياتي المناط به وتكفل الآخر بسد ما يحدثه المخفق من فراغ عاطفي ونفسي يتزايد أثره فور غياب السند الأبوي ويصبح حزنا دائما ومرارة يتجرعها ذلك الحزين باستمرار خاصة حين يدرك إنعدام وجود العون في أوساط الآخرين الذين يفترض فيهم الحلول محل الأب مما يؤدي إلى التحول في الحزن من الأسى إلى نوع من الغثيان ... وسنجد أصدق تعبير عن تلك الحالة أيضا في ما جاء ضمن قصيدة عينة جديدة من الحزن للبردوني :

مثلما تعصر نهديها السحابة = تمطر الجدران صمتا وكآبه
يسقط الظل على الظل كما = ترتمي فوق السآمات الذبابه
يمضغ السقف وأحداق الكوى = لغطا ميتا وأصداء مذابه
تبحث الأحزان في الأحزان عن = وتر باك وعن حلق ربابه
عن نعاس يملك الأحلام عن = سجن أعمق من تيه الضبابه
يسعل الأشجار تحسو ظلها = تجمد الساعات من برد الرتابه

انه ابتكار بردوني لصيغ جديدة وتحطيم للعلاقات اللغوية ومضغ السقف لذلك اللغط الميت والأحداق المذابة ومثل سعال الأشجار واحتسائها لظلها ( حسب وصف أحمد الحاج ) لم أجد له مثيلا إلا في ما تطلع به علينا الدكتورة فايزة النهدي من إجترار للأحزان بين كل فينة وأخرى وتضعنا معها في نفس دائرة حزنها التي تتمحور حول ألم الفراق وصعوبة فقد الأحباب فجأة وبدون سابق انذار والفارق الوحيد بينها وبين البردوني أن الأخير انغمس في هموم المجتمع وتبنى قضاياه وانتقل من الحزن الخاص إلى العام في حين بقيت الدكتورة فايزه النهدي في حدود الحزن الخاص ولم تتجاوزها .

ختاما ................ اهديكم أروع ما سمعت لوردة الجزائرية ( حكايتي مع الزمان )

http://www.4shared.com/file/8649677/...3a_zamane.html


تحياتي .
  رد مع اقتباس