عرض مشاركة واحدة
قديم 06-28-2007, 05:00 PM   #3
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


28/06/2007
د. بطرس غالي يكتب عن كتاب الأطراف المعنية في اليمن لمحمد نعمان
د.بطرس غالي- نقلاً عن السياسة الدولية - أبريل 1969م


محمد أحمد نعمان

كانت الندوة التي أقيمت في بيروت في ختام 1968 فرصة أتاحت لي لقاء كثيرين ممن أحب أن ألقاهم، وأتعرف أخبارهم. وأقف على مدى نشاطهم العلمي أو الأدبي أو السياسي. وكان من هؤلاء الذين أحب لقاءهم المجاهد اليمني اللامع السيد محمد أحمد نعمان الذي طالما شغل مراكز قيادية في منظمة الأحرار اليمنية التي أخذت على عاتقها منذ تكوينها مناهضة حكم الإمامة، والذي مثل اليمن في القاهرة باعتباره مندوباً دائماً في الجامعة العربية والذي تولى شؤون الرئاسة، ثم صار نائباً لرئيس الوزراء، وأخيراً عين سفيراً متجولاً لجمهورية اليمن. وتذكاراً لهذا اللقاء الذي أتاحته لنا تلك الندوة أهدى إلي دراسة قيمة لمشكلات اليمن أصدرتها لنا مؤسسة الصبان للطباعة والنشر بلبنان بعنوان: أضواء على طريق اليمنيين: الأطراف المعنية في اليمن.


و"الأطراف المعنية" تسمية استمدها السيد محمد أحمد نعمان من البيان المشترك الصادر في 14 – 9 – 1964م عن مباحثات الاسكندرية حول قضية اليمن. ويرى أن هذه التسمية كانت مشاركة واعية لحل المشكلة بقدر ما كانت تسمية مدركة، ويرى أن "الأطراف المعنية" ليست تعبيراً دبلوماسياً للتخلص من إشكالات سياسية فحسب، ولكنه كذلك تعبير تاريخي، وتحليل اجتماعي للقضية اليمنية في جوهرها.


ثم يروح في ثنايا البحث يوضح "الأطراف المعنية" فيذكر أن ظروف اليمن، وطريقة حكم الإمامة جعلت الشعب طوائف وشيعاً متنافرة متناقضة متعادية، ويذكر من هذه الطوائف والشيع: الهاشمي، والقحطاني، والزيدي، والشافعي، والتهامي. والجبلي، والرعوي، والقبيلي، والعسكري، والتاجر، والفقيه، والكاتب، والضابط، والشيخ... وهؤلاء جميعاً في تدابرهم وتنافرهم ينسون أنهم قبل كل شيء يمنيون. وأنه قبل أن يوجد عدنان وقحطان وجد اليمن ليكون مجالاً لحياة من يعيشون عليه، ولتتلاشى في سبيل الحفاظ عليه كل نزعاتهم وكل تشيعاتهم، ولكن مما يدعو إلى الأسى والأسف أن التناقضات ظلت قائمة بين هؤلاء الأطراف، بل كان الزمان يزيدها عمقاً واتساعاً.


حقاً كانت مشاعرهم جميعاً معبأة ضد النظام الإمامي ولذلك اتفقوا في التصفيق لحركة الضباط في السادس والعشرين من سبتمبر سنة 1962م، إلا أن بواعث السخط على النظام الإمامي كانت تختلف بين فئة وفئة، وطائفة وطائفة، وساعد على ذلك تباين أشكال الحكم بتباين المناطق وهي كثيرة متعددة في اليمن، فمشاكل المواطنين في "تعز"، وفي "إب" غير التي يعاني منها ساكن "صنعاء" أو "تهامة"، والمستنيرون مع قلتهم صلاتهم ببعض مقطوعة، وأحاسيسهم مختلفة. فالمستنير في تعز ينفعل أكثر ما ينفعل بالمظالم التي يصبها العسكري أو المأمور على الفلاح، والمستنير في صنعاء متبرم بالتزمت الديني، والتعصب السلالي.


ثم يشير إلى انقسام اليمن إلى بدو وفلاحين وضعف الطبقة التجارية لقلة الفائض من الإنتاج العام ويبين كيف أن جدب المناطق الشمالية قد حصر مجالات الرزق في الرعي، وجعل الرعاة مضطرين إلى عدم الاستقرار والاندفاع من مواقعهم الأصلية إلى حيث الأرض الخضراء، وكيف أن الحكام في سبيل بسط سلطانهم وفرض سيطرتهم خلقوا مبررات عقائدية تصور الاغتصاب في صورة العمل المشروع وكأنه جهاد في سبيل الله.
ويعود إلى التاريخ ليبين في عجالة وجيزة كيف قدمت طلائع الأئمة العلويين إلى اليمن فراراً من ظلم أبناء عمومتهم العباسيين، وكيف وجدوا اليمن حين قدموا إليها بلاداً يخضع السهل فيها لحكومة، والجبل لحكومة، وكلاهما في صراع مرير مستمر. وقد أراد بهذه الإشارة التاريخية أن يبرز التناقضات بين الشيعة والنواصب،


ويبين كيف أن الصراع بين أهل السهل وأهل الجبل أشاع التنافر بين رجال القبائل فلجأ بعضهم إلى المدينة المنورة ليأتوا بأول إمام إلى أرض اليمن يكون من ذرية النبي الكريم من أبناء فاطمة ليحاربوا تحت رايته إخوتهم من أهل الجبال، ثم لينطلقوا بعد ذلك إلى بقية الأنحاء.. ثم يقول إن العهد المتوكلي الذي دام من سنة 1918 إلى 1962 كان آخر ما وصل إليه الحكم المتعصب في اليمن، وأن العهد المتوكلي كان يسير مجموعات من قبائل الشمال نحو الجنوب للاستيلاء على المراكز وجباية الزكاة،؟
-------------------------------------------------------------------
القصدمن كلمةالجنوب تعزواب واخواتهاوليس الجنوب العربي ؟
توضيح من حدمن الوادي حضرموت العربيه الجنوب العربي؟
-----------------------------------------------------------------------



وكان يضع على رأس هذه المجموعات أشخاصاً عرفوا بالتعصب للسلالة الهاشمية، والحقد على الذين لم يتعصب أجدادهم منذ أقدم العصور لحق علي بن أبي طالب (....)، وكان الجندي من هذه المجموعات يسمى "المجاهد في سبيل الله" وله سلطة مطلقة على السكان ومن حقه أن يخرج من شاء عن جاره ليقيم هو فيها، ومن أبى من السكان أن يبيح داره للجندي فإن الدار تهدم أو تحرق فهذا حق مباح للجندي.


ومن خصائص الإمام يحيى أنه أثار بين قبائل الشمال وبعضها مشاكل عديدة بين القبيلة والقبيلة أو بين أجنحة القبيلة الواحدة. والمجتمع القبلي بطبعه حافل بالتناقضات، والإمام يستعين بها في جعل هذه القوى دائمة الانشغال ببعضها. ولقد أثار الخلافات عن طريق المحاكم والإدارات وقيادة الجيش بين أفراد القبائل، وبين أبناء المدن الشمالية نفسها حتى صار المقيمون في صنعاء من قضاة وموظفين وكتبة في دواوين الجيش محل نقمة دائمة من أبناء القبائل الذين يتعاملون معهم لأنهم يسلبون ما في يد أبناء القبائل ويسيئون إليهم ويحقرونهم في المعاملة والمخاطبة. ويقول الأستاذ نعمان إن شعار الأئمة في إثارة هذه التناقضات هو التعبير الشائع في اليمن والذي يقول: "ناب كلب في رأس كلب".


وصنعاء المدينة الأولى في اليمن، أو كعبة الرواد، أو العتبة الخضراء كما كان يطلق على مقر الإمام يحيى كانت تموج بالمتناقضات ففيها الطبقة الأولى، أو علية القوم من الهاشميين الذين أسهموا مع الإمام في معركته ضد الأتراك، وهؤلاء هم الذين كانت يطلق على كل منهم اسم "السيد" وهو لقب لا يقال لغير الهاشميين هناك، كما أن رئيس الدولة لا يجوز أن يكون غير هاشمي من سلالة السيدة فاطمة بنت الرسول، ومن واجب أفراد الشعب جميعاً أن يقبلوا أيدي هؤلاء السادة أو ركبهم كلما صافحوهم، وليس على الهاشمي إلا أن يتفضل أحياناً بوضع يده على كتف المواطن الذي ينحني لتقبيل ركبته!!


ثم يتحدث عن الحركة الشعبية التي حاولت الإطاحة بحكم الإمام أحمد فيقول أنه على الرغم من أن هذه المحاولة قد فشلت فإن الأسرة المالكة خرجت منها ضعيفة، فإن الإمام قد أعدم اثنين من أخوته، ونفى اثنين آخرين، وانقسمت الأسرة على نفسها بالنسبة لولاية العهد فقسم يؤيد البدر وقسم يؤيد الحسن، ومع الجهود التي بذلت للقضاء على الإمام أحمد والخلاص من حكمه فإنه مات موتاً طبيعياً على إثر حمام ساخن. وفي عشية الأربعاء السادس والعشرين من سبتمبر سنة 1962م دوت المدافع مصوبة طلقاتها على قصر البدر في صنعاء، وكان الظن أنه هلك تحت الأنقاض غير أنه لسوء الحظ نجا، وكانت الرشاشات تعبر عن مشاعر الحقد والانتقام من المعممين المتربعين على الكراسي حول الأئمة سواء كانوا هاشميين أو قحطانيين.


وبعد عرض كل هذه التناقضات وغيرها يقول أنه لا سبيل إلى إصلاح اليمن إلا بتخليصه من التناقضات، ولا يكون هذا إلا على أيدي رواد يكونون عادة من الفئة المستنيرة الآخذة بنصيب من الثقافة الإنسانية غير أن حظ اليمن من هؤلاء –كما يقول- شحيحاً حين قامت ثورة الأحرار، وهم الآن أكثر شحاً.


إلى هنا وفق السيد محمد أحمد نعمان أيما توفيق في بحثه، ورسم في كتابه صورة صادقة للتناقضات التي يحفل بها شعب اليمن، والقول المأثور هو أنه إذا عرف الداء سهل الدواء، وقد عرف الداء وهو التناقضات فعرف به الدواء وهو إيجاد طبقة مستنيرة من اليمنيين أنفسهم تجاهد في سبيل الخلاص من هذه التناقضات. وقد أشار هو بذلك إلا أنه في آخر بحثه وقع في نفس التناقضات التي كاد يجعلها خصيصة يمنية متميزة. لقد قال إن اليمن لا يمكن أن يبنى من خارج ذاته، ولم يرد بذلك أن يقوم مصلحون يمنيون يخلصون الوطن من بلاء التناقضات ولكنه يشير به إلى ما بين اليمن ومصر من جانب، وما بين اليمن والسعودية من جانب آخر، ويلوح من إشارته وتعبيراته أنه غير مستريح إلى أولئك أو هؤلاء، ولكنه متبرم بهما معاً لأسباب لم يوضحها.


لقد كنا نحب معه وهو يشير إلى مصر أن يذكر منها إنما سارعت لحماية الثورة اليمنية حين استغاثت بها، وكان جديراً به ألا يجحد التضحيات التي قدمتها مصر في سبيل صيانة الثورة والإبقاء على مكاسبها.
إنه حين يتكلم عن المصريين وعن السعوديين يقول إنهم بشر يؤثر فيهم التاريخ، وكبرياء البشر، ويخطئون التقديرات، ولهم أنانيتهم، ولهم أهواؤهم ثم ينادي بطلب وقف المد التاريخي ويفسر ذلك بأن تاريخ اليمن قد حفل بصراعات مصر والسعودية وتنافسهما في عون المتنازعين من اليمنيين الذين يتقدمون بطلب العون من هذه أو تلك.
إنه في آخر الكتاب لم يلتزم الخط الذي رسمه وسار فيه من أول الكتاب، بل انحرف إلى خط جديد مس فيه السعودية ومصر،


مع اعترافه بأن تشابك اليمن مع مصر ذو جذور تاريخية ممتدة إلى ما قبل الأيوبيين والفاطميين والمماليك والأتراك، وكذلك الحال بالنسبة للسعودية بل مذ كانت تسمى الحجاز، ولم تكن السعودية قد نشأت.. مع اعترافه بهذا التشابك التاريخي العريق يعجب من تداخل هاتين الدولتين دون غيرهما من الدول العربية فيقول مثلاً: لم لا يكون للعراق في اليمن مثل ما للسعودية؟ ولم لا يكون للكويت مثل ما للجمهورية العربية؟. وهو بهذا يتناسى أمرين هامين ذكرهما هو نفسه أولهما التشابك التاريخي، وثانيهما لجوء اليمنيين أنفسهم إلى الاستغاثة بإحدى هاتين الأختين كلما حزب الأمر، وتأزمت الحال.


الحق أن التناقضات التي قرر أنها داء اليمن وعلته حلت بالجزء الأخير من كتابه إلا أن ذلك وجهة نظر هو حر في إبدائها، وعلى القارئ أن يتبين وجهة نظر الحق فيها.


وميزة هذا الكتاب في رأينا أنه رسم صورة صحيحة لواقع اليمن، وهذه الصورة تدعو جميع المثقفين والرواد من اليمن أن يعملوا على تخليص وطنهم من هذا الداء ليقوم المجتمع فيه على أساس من الحرية والمساواة والعدالة وتكافؤ الفرص أمام الجميع.

================================================== ========================
تعليق
المملكةالمتوكليه اليمنيه موجودة والامام (الصالح)ورث المملكة ذهبالامام العالم بلحيةوعمامةوسبحة
واتاالامام علي بلاعلم وبلالحية وبلاسبحة والحال اسوى من العهدالسابق تيتي تيتي مثل مارحتي جيتي
لم يتغيرالا اسم المملكةالى جمهوريه وبدل الامام الريس ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟


حدمن الوادي حضرموت العربية الجنوب العربي المحتل؟
  رد مع اقتباس