عرض مشاركة واحدة
قديم 07-22-2007, 01:35 AM   #2
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي

حضرموت والمعنى الآخر للوحدة




أنــور باعثمــان


حضرموت نيوز / خاص


20 يوليو 2007م


كثيرة هي المواضيع التي تتعامل معها السلطة بمنتهى الحساسية ، وتعتبرها من المحرمات التي لايحق للصحافة الخوض فيها مع أننا في بلد يدعي الديمقراطية وحرية الرأي صباحاً ومساء ، ففي أحيان كثيرة نجدها - السلطة - تفتعل القضايا لخلق العوائق أمام الأقلام الوطنية الصادقة الشجاعة التي لاتبيع كلمة الحق بأي الأثمان وتأبى ان تكون شيطان اخرس مهما قدم لها من مغريات السكوت والامتثال الى ذلك النظام الفاسد الذي أوجدته ظروف الانتصار في حرب 94 م ، حين صدروا لحضرموت مجموعة من العسكر حكاماً عليها .

حضرموت التي تاخى علمائها وأبنائها مع ربع سكان المعمورة ، فنشروا الدين والعلم والثقافة والتعامل الأمثل والأمانة والأخلاق الحميدة في شتى بقاع الأرض ، فتسيدوا المراكز المتقدمة في كل المجالات على مر الأزمنة ، حتى أفقنا ذات نهار على عبارة : كله تمام يافندم !! فوجدنا المحافظ وقائد المنطقة العسكرية ومدير الأمن السياسي ومدير الأمن المركزي ومدير الاستخبارات العسكرية وقادة الألوية العسكرية ، ومدير الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة ومدير مصلحة الضرائب ومدير الواجبات ومدير مصلحة الجمارك ( لاحظوا ..

مرافق ايرادية )


كلهم قادمون من محافظات شمالية لحكم حضرموت !! ناهيك عن الذين تعاقبوا على مكتب الإسكان والأراضي سابقاً - مكتب العقارواراضي الدولة والأشغال العامة حالياً - بعد انتصارهم في حرب 94 م المشئومة ، وجميعهم أتوا بهم من صنعاء ابتداء من ( كشيحهم ) ومرورا ( بشاميهم ) وحتى ( مطريهم ) وغادروها بعد حين غير مأسوف عليهم ، وبعد ان ابلوا بلاء حسناً في نهب وتقاسم وبيع مئات الكيلومترات من ارضي حضرموت . حضرموت اليوم وابناؤها اشد إيلاما ومرارة لما يرتكب في حقهم من حماقات لاتنم إلا عن منطق القوة والاستحواذ ، وذلك لان سلوك المنتصر هو الذي مازال قائماً في نفوس المستعرضين المستفيدين من جبروت مبدأ الاخد بالقوة الذي أوجده نظام مابعد 94 م ، ونفذه وينفذه على الواقع هؤلاء الذين هم فوق القوانين والأعراف ،

فهذا المبدأ اضحى بمثابة سيف على رقاب أبناء حضرموت والجنوب عامة الذين ينظر لهم كمهزومين وخاسرين في الحرب التي للأسف خلقت معنى اخر للوحدة عند بعض الفاقدين للمشاعر الانسانية من المتنفذين من المحافظات الشمالية .. والأسف الأكبر عندما أبقت دولة هذا النظام على ترسيخ هذا المعنى المغاير لحلم يوم الثاني والعشرين من مايو الذي مازال يترجمه العابثون بفرحة هذا اليوم، والمتمنطقون بإخضاع محافظات الجنوب غنيمة بقوة السلاح.. وإلا كيف نفسر عدد وثائق الأراضي التي صرفت لغير أبناء المحافظة بعد عام 94 م وهي تفوق بكثير جدا عدد الوثائق التي صرفت لأبنائها.؟ وماكان لسلوكيات النهب والاستحواذ والاستقواء والتعسف ان تحدث إلا لوجود من يبيحها ، بل يباركها ،


فالشعور بالظلم والاضطهاد ياسادة شعور قاس ينسف كل مواثيق الكون ويهدد العلاقات بين بني البشر ، فالإنسان كتلة من الأحاسيس والمشاعر لايريد ان يقع عليه ظلم احد ، فكيف بالله ونحن أبناء هذه المحافظة خاصة والمحافظات الجنوبية عامة أصبح يمارس في حقنا كل أصناف الظلم والعذاب والقهر والتجريد والتهميش والإفقار . ولكن يبقى الأمل معقوداً في المولى عز شأنه الذي لايضيع فضائل من احسن واخلص ، فكتب التاريخ جميعها قد فندت لنا إن للظلم والظالم نهاية وما أتعسها وما أرذلها من نهاية .. والسلام ختام .
  رد مع اقتباس