07-25-2007, 06:08 PM
|
#4
|
شخصيات هامه
|
ضمن توطئة عن آخر حوار مع حسين أبوبكر المحضار عام 2000 ذكر فكري قاسم أن المحضار قال عبارة لك البشارة هلكت القلب ظاهر وباطن لمرتين على التوالي عندما أعلن عن نفسه عريسا سنة 1952 وانتقل بعدها بفترة وجيزة إلى بلاد الغربة ليقضي بعضا من سنوات العمر ومن ثم يعود إلى حضرموت مسقط راسه وفي هذا يقول المحضار :
بعد أن تزوجت للمرة الأولى كنت قد تعلقت بالسفر ، وكنت حينها أشعر بأنني قد انتقلت من موقعالحضارة إلى البداوة لأنني من بعد سنوات الغربة والغياب عدت إلى حضرموت ( الشحر ) ليقع قلبي في حب فتاة من أهل البادية ..... يبرر فكري قاسم للشاعر المحضار هفوته ويوجد له مبررا بعدم تعارض الدخول في مغامرة حب( دونجوانية ) ثانية وثالثة رابعة مع تقاليد البادية ويستعين بما قاله الشارع الراحل عبد الله البردوني في كتابه فنون الأدب الشعبي في اليمن : أن المدينة بزحمة الحياة فيها من ناس وعمارات وفوضى كل هذه الأشياء تتجمع لتطفىء لوعة الحب على عكس القرية التي تمكنك طبيعتها الساحرة من قراءة تفاصيل ومفاتن الإنسانة التي تختار ( ماذا عن زوجته وعلاقته بها ) ؟ ، ويواصل فكري قاسمه تبريره بقوله : ولعل التناص الشعوري بين البردوني والمحضار قد رسم لنا شكلا واضحا لفلسفة العشق عند الكبار حيث قال المحضار عن ذلك : نعم أنا أتفق في ذلك مع الشاعر الكبير عبد الله البردوني ، فحين عدت من الغربة وأنتقلت إلى البداوة حيث كنت أمتلك زراعة هناك شعرت فجأة أن ثمة حبا يسافر في عروقي ... شعرت بأنني أعيش الحب من جديد ، رغم أنني كنت متزوجا لحظتها ( لا حظوا اعترافه ) غير أنني لم أكن مستغربا لذلك أبدا لأن ظروف البادية تدعو دوما للحب على عكس المدينة ... ويخلق فكري قاسم توافقا بين المحضار والبردوني يشبه خلق التوافق بين الأحاديث النبوية والقرآن لتخدم واقعا معينا يراه علماء السلطان فقط من منظورهم ويرغمون العامة على تقبله فيقول : وليس ذلك فحسب بل أن البردوني والمحضار قد اتفقا أيضا مع قول المتنبي معتبرا التوافق من حسن الفسلفة عند الكبار :
حسن الحضارة مجلوب بتطرية = وفي البداوة حسن غير مجلوب
سنقف مع ما صرح به المحضار لفكري قاسم حول حكاية الفتى سرحب لاحقا ، وكم كنا نتمنى من المحضار لو أبقى ما يشاع عن الفتى سرحب ( أغنية سرحبي ) ضمن التأويلات وذهب بسره إلى مثواه الأخير معه دون أي دفاع يعاكس ما يشاع ( ولا فيه كلام إلاّ من كليّم ) ... ما نقرأه في تبريرات فكري قاسم ليست سوى عذر أقبح من ذنب ... وهنا يبرز تساؤل في غاية الأهمية :
لماذا يقتصر التنقل بين قلوب النساء في وسط ( الحبايب ) ولماذا يوجد المحضار التبرير لنفسه للوقوع في شراك الحب دون مراعاة للتقاليد ومشاعر زوجته ؟ لقد سبقه إلى ذلك الشاعر حداد بن حسن الكاف الذي ينتمي إلى نفس الفصيل ( فئة الحبايب ) وبالتبحر في سير غيرهم من الشعراء واعلام المجتمع الحضرمي نلحظ أنهم لم يعيروا جانب العشق والهيام والوله والغرام أهمية تذكر في حياتهم ، وفي الوقت الذي لا ننكر فيه وقوع اي شخص في الحب ... إلا أن النزعة الدونجوانية تكاد تكون غالبة في أوساط السادة ويتركز جل تاريخهم على قواعدها .
سلام .
http://songs2.6arab.com/rwaished-abo...bby(jalsa).ram
|
|
|
|
|