تحية وتقدير لأبي عوض الشبامي على الجهد المبذول في اعداد هذا الموضوع الحيوي المهم, والموضوع مفيد لكل من يصبر على قراءته ..على الرغم ان المحصول الأخير من القراءة الكثيرة كان قليلا وكم نود ان يكون المحصول المفيد كثيرا من قراءة قليلة كما هو معروف في الأدب ب " اجاعة اللفظ واشباع المعنى " .. ولكن هكذا كان قدرنا مع المقال وهذا لاينتقص من قدر الجهد المبذول من الكاتب والذي يستحق من كل من يقرأه الثناء والتقدير .
وقد لاحت لي بعض الملاحظات اود طرحها لتعميم الفائدة لي وللقراء فأن كانت تلك الملاحظات صائبة فهذا هو المأمول وان لم تكن كذلك فالمعذرة من الكاتب والقراء الأماجد .وسأكتفي ببعض الملاحظات الواردة في الحلقة ( 2) .
اولا : عنوان الموضوع هو{ السحاب والمطر في الشعر الشعبي} , وقد ترك الكاتب عنوانه مفتوحا ولم يحدد هوية الشعر الشعبي الذي يود ان يتحدث عنه ويستقي من معينه شواهده الشعرية هل هو من مصر او سوريا ام من اسبانيا او الكاميرون او امريكا اوغيرها فكل هذه المعاني وغيرها يدل عليها التعميم في العنوان.. وطالما ان الموضوع اتى بمناسبة هطول الامطار على مدينة شبام وشواهده الشعرية لشاعرين حضرميين هما الشيخ باجمال والسيد العطاس فكان الأولى به ان يحدد عنوان موضوعه الشعري وهويته فيصبح { السحاب والمطر في الشعر الشعبي الحضرمي } .
ونظن ظنا ان الكاتب عندما رأى التخصيص في موضوع (الشكوى في الشعر الشعبي الحضرمي) فطن الى اهمية الدقة في تحديد هوية الشعرالذي يكتب عنه والدقة مطلوبة في الأدب فكتبها عرضا في ثنايا كلامه في الحلقة الثانية وهذا جيد , بيد انها لاتغني عن التخصيص الذي كان يجب ان يكون في العنوان .
ثانيا : الحلقة الثانية كانت طويلة والأطالة تجعل اغلب القراء يقرأون شيئا من الموضوع ثم ينصرفون عنه لطوله , الا من رزق صبرا على القراءة الطويلة وهم قلة ..
ثالثا : نحو ثلاثة ارباع الحلقة خالية من الشعر في السحاب والمطر وورد ذكرهما في نحو ربع الحلقة .. وكلنا يعلم ان السحاب هو الغيم سواء كان فيه ماء ام لم يكن وجمعه ( سحب) والقطعة منه (سحابة) .. والمطر هو الماء النازل من السحاب لذا قال الشاعر المحضار:
وغيرها كثير..وكنا نتوقع ان الشواهد النثرية والشعرية ستكون من صلب الموضوع السحاب والمطرفقط وليس من الماء لأن الماء مطر وبحر ونهر وبئر وبحيرة وعين وقلت وغيرها .. فكانت نحو ثلاثة ارباع الحلقة اسهابا من الكاتب أتي فيه بالشواهد من خارج موضوعه وجزئيات موضوعه ايضا , فالحديث عن فكرة تأسيس بلدة المشهد كفكرة اجتماعية ودينية واصلاحية وسعي العلامة علي بن حسن العطاس الى الدعوة الى الله والى مساعدة الناس وبداية حفره ل " بئر عطية " وقصتها والشعر الذي قيل فيها وغيرها كانت كلها تفاصيل خارجة عن الموضوع الرئيسي (السحاب والمطر في الشعر الشعبي) وسيكون جيدا ان اورد كل تلك التفاصيل في موضوع يتحدث فيه حول شخصية العلامة العطاس وانجازاته الفكرية والدينية والآجتماعية او موضوعا آخر حول تاريخ بلدة المشهد وليس لها مكان مع السحاب والمطر .
رابعا : الحديث عن السيد العطاس وبعض الشواهد من شعر ابي فراس الحمداني والمعري وقبلهما بن الأبرص والمقال في الشعر الشعبي هذا خلط غير محمود الا في حالة المقارنة بين الشعراء من حيث المعاني مثلا او الاساليب لبيان مكانة الشاعر الحديث استنادا الى من سبقه , اما ان تتحدث عن شي من سيرة الشاعر والشواهد الشعرية للسيرة تكون من شاعر آخر فأمر في معايير النقد مذموم وينم عن تعجل او عدم المام الكاتب جيدا بموضوعه.
خامسا : انا لم افهم كيف تختلف النتائج في الأمور الدينية بأختلاف الأفراد.. استشهد الكاتب بآية قرآنية معروفة حول اجابة المولى لدعاء عبده وعندما وصل الى دعاء ممدوحه وهو العلامة السيد علي بن حسن ذم اجابة دعاء الأولياء والصالحين .. فلو اعتبر كاتبنا أن السيد العطاس احد الناس البسطاء فكيف ينظر (ابوعوض الشبامي ) لدعاءه لربه؟؟ .
اكتفي بهذه الطائفة من الملاحظات ..
وفي الأخير اود ان اؤكد ان هذه الملاحظات لاتغض من شأن الموضوع ولاتنتقص من قيمة كاتبها مع التأكيد بالشكر الجزيل للجهد المبذول في تقديم مادة جيدة ولاشك انها مفيدة وممتعة للجميع ولو لم تكن كذلك لما تكلف احد عناء الرد .
والله الموفق الى سبيل الرشاد .