عرض مشاركة واحدة
قديم 11-19-2007, 11:05 PM   #2
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي



* المصدر العسكري.. هل كان له الحق أن يرد على تصريحات سياسية؟
- هل أنا اتهمت المؤسسة العسكرية بأنها من ستقدم التنازل، أنا اتهمت السلطة، والمؤسسة العسكرية اليوم لا تدير نفسها، ولا توجد مؤسسة عسكرية مستقلة، المؤسسة العسكرية مثلها مثل بقية مرافق الدولة، مصدر القرار فيها واحد، والسياسة ترسم من جهة واحدة، وبخصوص العمالة التي يرمى بها الآخرون، لم يصل أحد في الشراكة مع أمريكا مثلما وصلت السلطة إليها اليوم، الرئيس أكثر زعيم عربي خلال السنوات الأخيرة يزور أمريكا، والسفير الأمريكي في اليمن ضرب الرقم القياسي بين كل سفراء العالم في زياراته لقصر الرئاسة في اليمن، حتى يقول البعض الأفضل أن يخصص له جناحاً داخل قصر الرئاسة في اليمن.

* هذه علاقات ثنائية؟
- ما الذي استفدناه من هذه العلاقات؟

* سابقاً قال محمد قحطان: لو كنتم في السلطة لكانت علاقتكم بأمريكا أفضل؟
- نحن اليوم في عصر المصالح، والقوي هو الذي يحافظ على مصلحته، ونحن لا نلوم الأمريكان أو الأوروبيين على أنهم يحاولون الحصول على مصالحهم أياً كانت، إنما اللوم في من يفرط في مصالحه، وإذا ما وجد صاحب المصلحة القدرة على أن يحقق مصلحته فلا نلومه وسنكون أفضل من هؤلاء للحفاظ على مصالح البلاد.

* كيف تتحقق تعددية سياسية بدون تعددية إعلامية مسموعة ومرئية في الإعلام؟
- نعاني في اليمن من حملة كبيرة جداً لتشويه وعي المواطن من خلال تعبئة القنوات الرسمية ومنع بقية الأصوات إلى الحد الذي ضاقوا برسائل التلفون التي كانت ترسل من خلال صحفيات بلا قيود، مع أنها لم تخرج عن الأطر القانونية والدستورية ويمتنع الوزير حتى اليوم من التصريح لهم، وهذا الامتناع لا يستند إلى أي مبرر قانوني أو دستوري، كما أن أصحاب الصحف يعانوا معاناة كبيرة حتى يحصلوا على ترخيص صحيفة.

* تداولت أخبار أنك ومجموعة من المستثمرين المحسوبين على المعارضة تقفون وراء إنشاء قناة؟
- نحن وصلنا إلى أهمية أن تكون هناك قنوات يمنية مملوكة للأفراد وللقطاع الخاص وللمهتمين بالشأن العام، فسعينا إلى تأسيس قناة وأسميناها «قناة سبأ الفضائية» وحصلنا على ترخيصها من بريطانيا، مقرها في برمنجهام في المرحلة الأولى، وسيكون لها مكاتب إقليمية، قناة تعبر عن اليمنيين وتعبر عن الرأي والرأي الآخر، ومن خلالها نحاول أن نساهم بدور وطني في العمل الإعلامي الهادف والواعي، الذي يحقق الخير للجميع، لن نكون قناة مهاجمة ضد أحد، لكننا لن نسير في النهج الذي يتم الآن من تشويه الوعي بأمور ليست صحيحة، سواء للترويج للسلطة أو للمعارضة، والمعارضة ليست بحاجة الآن لترويج الأباطيل حتى توصل صوتها ورسالتها، كل ما تحتاجه أن تكشف الحقائق، وإذا ما استطاعت أن تكشف الحقائق فقد قامت بمهمتها الكبيرة.

* متى ستطلق هذه القناة؟
- إن شاء الله نأمل أن نطلق البث التجريبي خلال فترة قريبة وسيستمر عدة شهور، وبعدها ستطلق بشكل مستمر.

* هل لا يزال حزب الإصلاح حزب الشدة؟
- الإصلاح حزب الشدة للشعب سواء كان في السلطة أو المعارضة.

* كتب البعض أن حميد الأحمر جسد الوحدة الوطنية، كونه من قبيلة حاشد وقريب من الأسرة الحاكمة ووقف في صف المعارضة وترشيح بن شملان، هذه الميزة مع ما يقال أن قبيلة حاشد هي من تمتلك السلطة مع قبائل أخرى.. هل الحكم في اليمن يدار بهذا الشكل؟
هناك هضم للقبائل ولحاشد ولسنحان، مناطق اليمن كلها مهضومة والقبائل من جملة المهضومين والمظلومين.
مع أن القبائل يدفعوا من دمائهم دائماً من أجل الدفاع عن توجهات الدولة، وأؤكد لك أن القبائل اليوم مع تأسيس مجتمع مدني يحكمة القانون وتسوده العدالة ومستعدون أن يناضلوا من أجل ذلك.

* هل وصلتم إلى مرحلة وعي؟
- نأمل بأنها مرحلة وعي، ومرحلة من مراحل النضال، نحن كنا في حاشد مع الأئمة لسنوات طوال وكنا عموداً من أعمدتهم، وقامت الثورة وانحازت حاشد إلى صف الجمهوريين.

* قيادة الجيش والمفاصل العسكرية قيادات تنتمي لقبيلة ولأسرة؟
- قلت لك حاشد وسنحان مهضومون، اليوم الإقصاء داخل سنحان نفسها، الأمر ليس سنحان ولا حاشد ولا المناطق القبلية، اليوم بعض كبار الضباط في سنحان يتم إقصاؤهم، الموضوع يتعلق بالوطن الكبير (الجمهورية اليمنية) وليس بالأشخاص.

* أنت الآن ترفع صوتك كمعارض قوي في البلد.. هل تضررت مصالحك الاقتصادية نتيجة رفع صوتك؟
- ما أقدمت على هذه الخطوة إلا وأنا مستعد، ولا أحب الشكوى، ولا أريد أن أحول حراكي السياسي إلى منافحة ومدافعة عن المصالح، أما المصالح التي تتكلم عنها فالجميع يعرف الحرب التي تشن على المشاريع التي أدخل فيها وهي مشروعة وشفافة وسليمة وقانونية، ومع هذا تحارب محاربة كبيرة، لكن الله سبحانه هو الرزاق وقد من علينا بالكثير من النعم التي توجب الشكر عليها، والشكر أن نقوم بواجبنا الديني بنصرة المظلوم والتعبد لله ولخير اليمن كوطن، ومن ضمنه النصح وقد نصحنا، وأن نعدل الاعوجاج إن استطعنا، أما تضرر المصالح الشخصية فهو موجود ولكنه ثمن أنا مستعد لدفعه.

* في الفترة الأخيرة ظهرت تكتلات قبلية على رأسها مجلس التضامن الوطني الذي يرأسه شقيقك الشيخ حسين.. كيف تفسر هذه الظاهرة؟
- تعرض هذا الكيان لهجوم من بعض الجهات، قد يكون بسبب عدم قدرة الإخوة على إيصال وجهة نظرهم بشكل سليم، وعدم تعودهم على العمل التنظيمي الكبير، القانون والدستور في اليمن يجيز للناس التعبير عن مصالحهم الخاصة والعامة، والتجمع لمحاولة تحقيقها.
إنما أنصحهم، وهذا ما أعتقد أنهم يعونه إدراك المرحلة وما تمر به اليمن، وأننا اليوم بحاجة أكثر من أي وقت مضى أن نبني دولة المؤسسات، الدولة المدنية التي تحكم بالقانون والدستور، والتي تحقق المواطنة المتساوية بين جميع أبنائها، وأعتقد وأراهن أن القبائل في اليمن هم دعاة مجتمع مدني، وهم مناصرون لدولة الدستور والقانون، وإذا كان لهم أي ثقل شعبي باعتبار أنهم أفراد في هذا الشعب وأصحاب حقوق سياسية فيه، فلن تستخدم إلا لمثل هذا المجال.
وأنصح المجلس الوطني أن يجعل القضايا الوطنية هي الهم الأساسي التي يسعى لمساندتها، وفي الشأن السياسي أدعوه أيضاً إلى مساندة أداء المشترك والشخصيات المستقلة والحراك الوطني في جميع أنحاء اليمن، لا أعتقد أن هذا الكيان يمكن أن يحسب على السلطة، لأن السلطة هي أول من حاربته.

* هل هذا الكيان بدأ يضمر، هل تعتقد أنه كان فقط ناتجاً عن ضغط معين وردة فعل سياسية؟
- فيه شخصيات كبيرة من جميع المناطق، اجتماعهم أكثر من ردة الفعل.. لكن كيف تستطيع القيادة التي جمعتهم أن تستخدم هذا الكيان الاستخدام الإيجابي السليم!!

* هناك ثلاث دوائر في حياة الشيخ حميد، «الأسرة، القبيلة، الحزب» ما هو ترتيبك لهذه المسائل؟
- الدين والوطن، مقدم على كل شيء، نسأل الله أن يعيننا على القيام بواجباتنا كمسلمين وأبناء بلد له علينا حقوق، وكأعضاء في مجتمع، وفي تكوينات هذا المجتمع، وفي أسرة نقوم بواجباتنا تجاه أنفسنا وأسرنا وتكويناتنا، وكلها ولاءات يعيشها الإنسان، ولا يوجد بينها أي تضاد، وإنما هي متداخلة ومتعاضدة، ونحن نفخر ونعتز بكوننا أعضاء في الإصلاح الذي ما وجدناه إلا دائماً تعبيراً صادقاً عن هذا الشعب وعن وجدانه، مدافعاً حقيقياً عن حقوقه ومصالحة بالنصيحة وبالعمل خلف الجدران كجندي مجهول، ودخول الساحة عندما يتطلب ذلك، كما نعتز ونفتخر بالمشروع الوطني الرائد في العمل السياسي الذي أصبحنا أعضاء فيه وهو أحزاب اللقاء المشترك التي مثلت اليمن بتنوعاته وضربت للعالم مثلاً في قدرة اليمنيين في التجمع من خلال إطار واحد يقدم فيه مصالح البلاد على كل مصلحة وفوق كل الاختلافات والفروقات والتي في كل الحالات لا يجب أن تفرق بين الناس، لأننا محكومون بدين وبثقافة موجهاتها واحدة.

* هل أنت واثق من متانة العلاقة بين أحزاب اللقاء المشترك؟
- نعم..

* لكنكم قاتلتم عام 94م مع السلطة لإقصاء الحزب الاشتراكي؟
- نحن لم نقاتل لإقصاء الحزب الاشتراكي من السلطة وإنما قاتلنا للحفاظ على الوحدة، فإقصاء الحزب الاشتراكي أو غيره لا يمكن أن يكون هدفاً نقاتل من أجله، ولو كان هذا هو الحال لكنا تفاوضنا مع السلطة وأخذنا الضمانات الكافية لضمان بقائنا في السلطة، والحصول على حصتنا منها وهو ما لم يحدث بعلم الجميع.

* لكنكم في الأخير قاتلتم الحزب الاشتراكي وأقصيتموه من السلطة؟
- قاتلنا ضد الحزب لأن بعض قياداته أعلنت الانفصال، مع أنني اليوم أكثر قناعة بأن إعلان الانفصال هذا قد يكون دفع إليه الحزب الاشتراكي بسبب بعض أعمال السلطة والتي لم تكن واضحة لدينا آنذاك.
عموماً فإن السلطة أجادت استغلال تاريخ الاختلافات الإيديولوجية بيننا وبين الاشتراكي، وقد يكون الحزب أخطأ وهو كان في موقع السلطة أيضاً أنه لم يحاول الانفتاح والتواصل مع بقية القوى السياسية، واكتفى بالتعامل مع السلطة وحسب، فساهم ذلك في حدوث ما حدث.

* المهم حصلت الحرب ودفع الاشتراكي ثمنها بإقصائه من السلطة؟
- الثمن لم يدفعه الاشتراكي فقط، فالإصلاح نال قسطاً وافراً من تداعيات حرب 94م، وشنت عليه حرباً سياسية معلنة وخفية، وأقصى أعضاءه من الوظائف العامة بما فيها الصغرى، وأغلقت المعاهد العلمية التي كانت محسوبة عليه وغير ذلك مما تعلمون به.
والحقيقة أن اليمن بأكملها دفعت ثمن تداعيات حرب 94م، تمثل ذلك في استفراد أحد الأطراف السياسية بالسلطة، مستغلاً حرص بقية شركائه على مصالح الوطن العليا، وتجنب استمرار النزاعات، فسعى للاستئثار بالسلطة بطرق مشروعه وغير مشروعه، واستبدال شراكته مع الداخل بشراكته مع الخارج، وهو ما أدى إلى فقدان التوازن في البلاد، واستشراء الفساد، وزيادة الظلم وسوء الإدارة وتزايد معاناة الناس، وتضييق الهامش الديمقراطي والانقلاب على أسس قيام الثورة والوحدة.

* واليوم أين أنتم يا إصلاح؟
- نحن اليوم نقف مع الحزب الاشتراكي وبقية القوى السياسية الحية ضد ظلم السلطة وفقاً لما يتيحه الدستور والقانون.. للحفاظ على الوحدة والبلاد بشكل كامل من ممارسات السلطة.
فكما كنا بالأمس مع السلطة ضد دعوة الانفصال، نقف اليوم ضد ظلم السلطة للدفاع عن الوحدة..

* واليوم هناك أيضاً دعوات انفصال؟
- نحن ضدها تماماً وسنواجهها بمزيد من الوحدوية، وسنواجهها بمقارعة الظلم والكفاح في سبيل أن ينعم كل اليمنيين بخير الوحدة والثورة.

* هل ستقاتلوا دعاة الانفصال هذه المرة أيضاً؟
- لسنا بحاجة لمقاتلتهم لأنهم وحدويون كبقية اليمنيين، وما دفعهم لمثل هذه الدعوات إلا الظلم الواقع على كل اليمنيين، وفقدان الأمل بالحاضر والمستقبل، وهذا بسبب أداء وتصرفات السلطة، وأريد هنا أن ألفت نظرك ونظر القراء الكرام إلى أن بعض من صدرت عنهم شعارات ضد الوحدة مؤخراً هم ممن قاتل مع السلطة في حرب 94م ضد الانفصال.. فما الذي أوصلهم لهذا الحال بالله عليك؟

* لكن باجمال قال أنه سيقاتلهم؟
- باجمال ومعظم متنفذي حزبه لم يسبق لهم أن قاتلوا من أجل الوطن أو الوحدة، ولن يقاتلوا من أجلهما، وهؤلاء الذين يريدون مقاتلتهم هم أكثر وحدوية ووطنية منهم.
أما هم فلا همَّ لهم سوى جمع الفيد على أنقاض هذا الشعب المتعب والمنهك بسبب سياساتهم الخاطئة طيلة السنوات الماضية.

* ما سبق معناه أنك تعتقد أن كل الاحتقانات والغليان في المحافظات الجنوبية والدعوات الانفصالية ستنتهي إذا زال الظلم والفساد السلطوي بحسب رأيك.. فكيف هذا؟
- نعم.. فالوحدة اليمنية لم تكن نزوة أو أمراً دخيلاً على اليمنيين، وليست نتاج عبقرية شخص أو عدة أشخاص، إنما أتت نتاج نضال طويل لعقود من الزمن، وعبرت عن رغبة كافة أبناء اليمن، وإذا أعيد الاعتبار للوحدة وللثورة وأعيدت الحقوق لأصحابها من أبناء الشعب، وانتهى الفساد السياسي والمالي والإداري، وأعيد الأمل في المستقبل فكل هذا سيزول.

* وكيف يمكن تحقيق ذلك؟
- يمكن تحقيق ذلك من خلال تسوية الملعب السياسي وإصلاح الآلية الانتخابية، والاعتراف بمشاكل أبناء اليمن من أقصاه إلى أقصاه، ووضع المعالجات العادلة والجادة لها، ووضع حد للفساد والعبث بمقدرات البلاد والشعب، وإقالة ومحاسبة الفاسدين، وبناء مؤسسات الدولة بناءً سليماً بعيداً عن الشخصنة والمناطقية، وتحقيق الفصل الفعلي بين السلطات، والمواطنة المتساوية، وإطلاق الحريات، واحترام الدستور والقانون وغير ذلك من المطالب العادلة لأبناء اليمن والتي تعبر عنها المعارضة بكل صدق وجدية..

* ومن الذي سيحقق لكم كل هذا والسلطة ترفض حتى مجرد الدخول معكم في حوار جاد؟
- إذا اختارت السلطة أن تقف ضد الشعب فليكن وهي بلا شك الخاسرة..

* ما الذي يمكن أن تنصح به الأخ الرئيس بحكم كونه الممسك بكل الخيوط للخروج من الوضع الخطير الذي تمر به البلاد والوصول إلى بر الأمان؟
- هناك الكثير الذي يمكن أن يقوم به الأخ الرئيس لو أراد.

* مثل ماذا؟
- مثلاً في مجال مؤسسية الدولة يمكن أن يمنح حكومته ووزراءه كافة صلاحياتهم التنفيذية دون السماح بالتدخل في أعمالهم من هذا أو ذاك، ويكتفي هو بالتوجيه والمتابعة والرقابة، كما يمكن أن يتخلى عن تعيين رئيس وأعضاء السلطة القضائية ويفصلها عن تدخلات وزارة العدل ويوفر للقضاة الإمكانيات والاستقلال والحماية للقيام بمهامهم، وكذا يمكنه إيقاف وصايته على مجلس النواب ويثق في ولاء كتلته ذات الأغلبية الساحقة المنتمية لحزبه في القيام بدورها دون التدخل في كل صغيرة وكبيرة حتى على مستوى جدول أعمال المجلس.
وفي مجال محاربة الفساد فيكفي أن يقدم كل من تورط في أعمال فساد سابقة من وزراءه وموظفيه للمحاسبة والمعاقبة، ويوقف المفاسد الكبيرة والتي لم تعد خافيه على أحد في القطاعات الهامة كالنفط، ويسمح بالشفافية في إدارة شئون البلاد، ويزيل العوائق من أمام مجلس النواب للقيام بدوره الرقابي.
أما في المجال السياسي فبإمكانه الاستجابة للمطالب العادلة لأحزاب المعارضة في إصلاح الأوضاع السياسية والانتخابية، لكي يكون للديمقراطية معنى وليظل الأمل بمستقبل أفضل موجود.
وفيما يخص الحقوق والحريات فما عليه إلا منع أجهزة سلطته القمعية من مصادرة الحقوق ومنع الحريات وانتهاك الحرمات.
وفي مجال السيادة الوطنية يتوجب عليه للحفاظ عليها أن يتصالح مع شعبه وشركائه في الحياة السياسية، ولن تكون البلاد بحاجة لتقديم أي تنازلات لأيٍ كان.
وفيما يتعلق بمشكلة المتقاعدين مثلاً بمقدوره اتخاذ قرار صادق وجاد يعيد كافة المبعدين إلى مواقعهم، وبناء المؤسسة الأمنية ومؤسسة الجيش بناءً وطنياً وفقاً للدستور والقانون، بعيداً عن المناطقية والجوانب الشخصية، حتى لا يقال أن الجيش والأمن تحولا من مؤسسة وطنية إلى مليشيات خاصة.
فما المانع على سبيل المثال أن يصدر الرئيس قراراً بتعيين أحد المتقاعدين من ذوي الكفاءة والقدوة ليكون قائداً للحرس الجمهوري، ولماذا لا نرى شخصية عسكرية من لحج أو شبوة أو غيرها قائداً للأمن المركزي.

* لم يتبقى سوى أن تقول لماذا لا يستقيل الأخ الرئيس من منصبه لرئيس يأتي من محافظة جنوبية؟
- أما إذا قام الأخ الرئيس بمثل هذه الخطوة فسيكون كمن سدد لغرمائه السياسيين الضربة القاضية، وأثبت وحدويته ووطنيته الكبيرة، وأنه يضع اليمن فوق كل مصلحة.

* ولتكن أنت أو الأخ أحمد علي نائباً لهذا الرئيس؟
- لا.. لا.. ليكن رئيساً جنوبياً بدون نائب بالأصل، حتى تترسخ الوحدة فعلاً.

* قد يفسر البعض كلامك هذا بأنه محاولة فقط لمنع توريث وانتقال السلطة من الأخ الرئيس لابنه أحمد؟
- الناس يقولوا أن البلاد بأكملها معرضة للانهيار، وأنت تتحدث عن منع توريث الرئاسة، قد لا يبقى هناك ما يورث.. كما أننا في دولة جمهورية ولسنا ملكية..
أما الأخ أحمد إذا كان فعلاً يسعى للرئاسة، فأنا أنصحه بترك العمل العسكري والانخراط في العمل السياسي، وليسعى لإثبات نفسه ونيل هذا المكان إن استطاع بجداره من خلال السعي لاستعادتها ديمقراطياً ممن سيستلمها من والده.
ولو كان من حوله صادقين معه لبينوا له لو أن هناك فعلاً إمكانية لتحقيق طموحه هذا، فإن هذه أسهل وأفضل طريقة لوصوله لكرسي الرئاسة إن استطاع أن ينال ثقة الشعب وذلك من خلال إيمانه الصادق بالديمقراطية وانخراطه في العمل السياسي.

* ارتبط والدكم الشيخ عبدالله ولا يزال بعلاقة تحالف استراتيجي قوي مع الأخ الرئيس.. فكيف تصف علاقتك أنت بالأخ الرئيس؟
- إن الوالد حفظه الله في علاقته القوية والصادقة -على الأقل من جانبه- مع الأخ الرئيس ينطلق من مبدأ تحقيق المصلحة العليا للبلاد، وهذا ديدنه مع كل الرؤساء في اليمن منذ قيام الثورة، ولم يتردد لحظة واحدة في الاختلاف مع هؤلاء الرؤساء إذا كان ذلك سيحقق مصلحة البلاد، وعلينا التفريق بين العلاقة الشخصية والعلاقة الرسمية السياسية، وبغض النظر عن الروابط الشخصية التي تربطنا بالأخ الرئيس أياً كانت.. إلا أن علاقتنا السياسية به مرتبطة ومنطلقة من تحقيق مصلحة البلاد، فإن سار فيما فيه خير البلاد وقدم مصالحها على مصالحه فنحن معه في هذا النهج، ما لم فلن تجدنا إلا منحازين لقيمنا ومبادئنا ووطننا مهما كانت التبعات..

* إلى أين تمضي البلاد الآن؟
- إلى مفترق طرق.. لم يعد هناك متسعاً من الوقت للمناورة، وعلى السلطة أن تختار؛ إما أن تبادر في اتخاذ الخطوات السليمة التي تجنب البلاد المزيد من الاحتقانات، وفتح الأبواب أمام ما نحب جميعاً أن نتجنبه، من خلال استجابتها الصادقة لمطالب أبناء اليمن ممثلين بالحراك الشعبي وبالقيادات السياسية وإما أن تلتقطها السلطة وتستجيب وتنهي هذا الحوار الذي بدأ بشكل صحيح وسليم يوصل الناس إلى آلية مرضية في الأداء السياسي والانتخابي ويتعاون الجميع على مخاطبة الشارع الذي يعيش حالة من الغليان وتوعيته بأن محطة الانتخابات القادمة ستكون مخرجاً للتعبير عما يريده، وأن تؤمن السلطة بأنه من حق الشعب أن يغير إذا ما أراد التغيير، وإن لم تبادر فقد نصل إلى مرحلة أسوأ مما نحن عليه حالياً وتتحمل المسئولية بمفردها.

* هل أنتم جاهزون؟
- الشعب اليمني جاهز.

* أنتم جاهزون كمعارضة؟
- نحن اليوم في وضع أفضل من وضع 26 سبتمبر 62م، وأفضل من وضع 14 أكتوبر 67م، نحن اليوم كقيادات في وضع أفضل من الوضع الذي قامت فيه الثورتين، فاطمئن.. هذا الشعب هو الذي أنجب من قاموا بتلك المنعطفات الهامة، وهذا الشعب قادر إذا لم تستجب السلطة لمطالبها الحقيقية أن ينتج وضعاً أفضل، والفرصة لم يعد فيها الكثير.
من صحيفة الأهالي


أتى هذا الموضوع من التغيير نت
  رد مع اقتباس