11-26-2007, 12:55 PM
|
#9
|
شخصيات هامه
|
الثابت حسب رأي المختصين في حقل علم الإجتماع السياسي : أن كارل ماركس لم يتصل بفكر الدين الإسلامي كعقيدة ونظام وحضارة ، ومعظم تحليلاته وتصوراته للدين كانت من خلال رؤيته وفهمه العميق للكنيسة الأوروبية ، ولذلك فــــ ماركس لم يكن مخطئا حينما وصف دين هذه الكنيسة بأنه أفيون الشعوب ... فهل كان ماركس ظالما لدين هذه الكنيسة حينما نعته بذلك النعت عن قناعة علمية ، وهي التي كانت تبيع للمواطنين تذاكر العبور إلى الجنة أو جوازات السفر إليها ( صكوك الغفران ) وجعلت من قدرة الفرد على أن يتمثل نفسه حيوانا بليدا أو كلبا خانعا ذليلا لا يتساءل ولا يفكّر ولا يتعقّل ويرضح لما تشير به إليه أيدي القساوسة والرهبان الأغبياء بأنه أعلى مقياس للفضيلة والفوز بالجنة .
منعا لإتهامي بالكفر أو المروق عن الدين فسأنقل رأي أستاذ علم الإجتماع اليمني الدكتور حمود العودي الذي كفّره أصحاب العمائم في ثمانينيات القرن الماضي لكتاباته الجريئة عن الوضع الإجتماعي اليمني مما اضطره للهروب من شمال اليمن إلى جنوبه خوفا على حياته ...... قال في كتابه المنظور العلمي للثقافة :
ان ما يفرض على واقعنا الإجتماعي من أساليب الدجل والخداع والتضليل وقتل روح الحياة في النفس بإسم الدين الإسلامي لاشك أنه تجريد للدين الإسلامي من كل مضامينه الإجتماعية والحضارية واقتربنا به من دين كنيسة القرون الوسطى وبذلك تصدق عليه مقولة ماركس بأنه أفيون الشعب ويصدق عليه في هذه الحالة أيضا وصف زيد بن علي الوزير (1) حيث يقول : بأنه يتحول بالضرورة إلى أشباح تتعلق بغباء حول ضباب المباخر واعمدة الهياكل تقتات الأوهام وتلعق الأساطير ، ولم يعد قوة نابضة حيّة بل غدى مريضا مرهقا يمشي مع الأيام إلى قدره المحتوم ويعيش كما يعيش الميكروب الأميبي .
يطالب حمود العودي بوجوب المحافظة على جوهر الدين الإسلامي عقيدة ونظاما وحضارة لا شعوذة وخداعا وتضليلا ... عقيدة يحكمها العقل والقياس ، ونظام وتشريع إجتماعي أساسه العدل ومنع ظلم الإنسان لأخيه الإنسان ، وحضارة إنسانية قوامها روح البحث الدائم وراء الحقيقة العلمية وخير الإنسان وتقدّمه فلا خداع ولا ظلم ولا جمود ولا عزلة ، وبذلك يكون فعلا هو الدين الذي يستحق أن نقبض عليه عند المحنة قبض القابض على جمرة وليس أفيون شعوب الذي يساهم في تكريس تخلّفه وبؤسه إلى ما لانهاية .
الخلاصة :
نقد كارل ماركس انصب على الكنيسة بسبب اقتصار دورها على منح صكوك الغفران وجوازات العبور إلى الجنة .... مر كارلس ماركس كغيره من الفلاسفة والمفكرين بالحياة وترك إرثا يرجع إليه وقت الحاجة للإستشهاد به ....
في ظل وجود المرجعيات الدينية الإسلامية التكفيرية التي تشبه الكنيسة في تثبيطها لعزائم المؤمنين وتشدهم إلى الماضوية وتبشيرهم بالنعيم في الدار الآخرة ورفض الحقائق العلمية والتطور الإجتماعي وإغفال دورهم في الحياة خدمة لعروش السلطان وإيقاء المسلم دائرا في فلكه إستنادا لأوامر ونواهي إليهة ( حسب زعمهم ) بحكم أنه ظل الله في أرضه !!!!!! الا ترون معي أيها السادة الكرام أن مقولة الدين افيون الشعوب ( التي لم يقصد بها الدين الإسلامي أساسا ) تنطبق راهنا وسابقا على واقعنا كمسملين ؟
سلام
(1) باحث يمني وهو شقيق ابراهيم بن علي الوزير المعارض السياسي ازعيم حزب اتحاد القوى الشعبية ذو التوجه الهادوي الإمامي الزيدي ( الأخير مقيم خارج اليمن ) .
|
|
التعديل الأخير تم بواسطة مسرور ; 11-26-2007 الساعة 01:05 PM
|
|
|