عرض مشاركة واحدة
قديم 12-02-2007, 05:55 PM   #3
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي

ريما الشامي : 30 نوفمبر

ريما الشامي - 01/12/2007

139 عاما مكثت بريطاننيا محتلة للجنوب كان ختامها ال 30 من نوفمبر 1967 يوم الاستقلال ويوم رحيل براندلي اخر جندي بريطاني من عدن
.

رصيد من النضالات والتضحيات دفعها أبناء الجنوب ثمنا للحرية والاستقلال وكان يجب أن تتوج محطات الكفاح المتواصلة بذلك اليوم الأغر 30 من نوفمبر ليظل خالدا في وجدان الأجيال يحكي اسطورة شعب يموت دون حريته ومستعد لأن يهزم اعتى طغاة الأرض كما أجبر الامبراطورية التي لاتغيب عنها الشمس لأن ترحل من وطنه .
وبالتمام والكمال يكون اليوم قد مر 40 عاما على الاستقلال فهل مازال نوفمبر في الذاكرة الجنوبية هورصيد النضالات ودماء الشهداء التي توجت في ذلك اليوم بنيل الحرية و والكرامة و الاستقلال وكيف حال جنوبنا اليوم الذي خرج أبناؤه يشدون قبل 40 عاما من هذا التأريخ _ ( برع .. برع ياستعمار ) .
الأيام دول والحياة تسير وفق سنن كونية منتظمة ولذا فليس شرطا أن يكون ال30 من نوفمبر 1967 نهاية للمأسي والطغيان بل الأهم أن يظل ال30 من نوفمبر حاضرا حيا في قلوب الأجيال تتذكر لماذا كان هذا اليوم ؟ وتجعل منه مصباح ضوء وشعاع امل تستمد منه قوتها وارادتها تسير عليه حتى ترد له اعتباره وتعيد نورانيته واشراقته بنيل الحرية والاستقلال وهذا هو حق انساني طبيعي وفطرة الله التي فطر الناس عليها .
في ال30 من نوفمبر 1967 كان أبناء الجنوب وقادة الحركة الوطنية يحتفون باتفاقية نيل الاستقلال بعد مسيرة نضال وتضحيات وشهداء وكفاح مرير وبعد 40 عاما وعلى وجه التحديد في ال30 من نوفمبر 2007 أراد أبناء الاستقلال أن يحتفلوا كما احتفلت أجيالهم السابقة بهذا اليوم المجيد الذي صنعته دماء وأرواح أباؤهم واخوانهم فاذا بهم يواجهون الطائرات التي تقتلهم من الجو وهم متجهين الى عدن حيث شهدت رحيل أخر جندي مستعمر .
لايستحق أبناء وأحفاد مناضلو أكتوبر ونوفمبر أن يقتلوا بطائرات وهم عزلا في تجمعات سلمية في طريقها للاحتفال بعيد وطني فهذا أسلوب لم تستخدمه حتى بريطانيا مع أباؤهم الذين كانوا يقاتلوها ، وأبناء الجنوب ليسوا ارهابيون أو مجرمون حتى يتم مواجهتهم بانزال جوي للقوات الخاصة وقوات مكافحة الارهاب وهم على مشارف عدن ولمجرد أنهم فقط يريدون الاحتفاء بذكرى الاستقلال .
ولكن هذا هو واقع الحال الذي يعيشه أبناء الجنوب والذي برز بصورة أكثر بشاعة ودموية في يوم الاستقلال .
ان الرهان الوطني اليوم هو على أبناء الجنوب في ان يظلوا أوفياء لشهداء الاستقلال ولنضالات الاجيال وان يواصلوا مسيرة الحرية على درب أكتوبر ونوفمبر حتى نيل الحرية والاستقلال والا ماذا يعني 30 من نوفمبر اذا كان خلصهم من وصاية المستعمر البريطاني ثم يعود الجنوب وأبناؤه مرة ثانية الى عبودية وذل وغنيمة وفيدا مستباحا تحت وطاة حكم مستبد لايتورع عن قصفهم بالطائرات .
ان مايمارس بحق الجنوب وأهله منذ 13 سنة وحتى اليوم من سياسات تدميرية لكل مافيه من مقومات ( شعب ، وهوية ، وأرض ، وتأريخ ، وثروة ) انما تهدف الى شطبه والغاؤه من الوجود وهذا مالم يفعله حتى المستعمر الانجليزي الذي ظل محتلا 139 سنة ، لذا فإن الواجب الديني و الوطني والانساني يقتضي الصمود والاصرارعلى مواصلة النضالات ومسيرة الثورة مهما كانت التضحيات لان الحرية ثمنها غالي وأما الاستسلام لارادة الطغيان فلا يورث الا هذا الهوان والذل الذي نحياه اليوم بل والأسوأ منه .
ان الجنوب لم يعد مستقلا كما كان صبيحة ال 30 من نوفمبر 1967 بل يعيش أبناؤه بعد 40 عام من هذا التأريخ في أقصى درجات الهوان والعبودية فحريتهم مستلبة وكرامتهم الانسانية لا وجود لها ودماؤهم رخيصة جدا وأرضهم مستباحة مشاعا بين جنرلات صالح وثرواتهم منهوبة ولا حق لهم فيها وهويتهم الوطنية معرضة للالغاء وتأريخهم ونضالاتهم يتم مصادرتها وشطبها اذن فماذا يعني الاستقلال وماذا يعني 30 من نوفمبر في ذكراه الأربعين ؟ على أبناء الجنوب ان لا ينخدعوا بالمتساقطين الذين يبيعون ضمائرهم وشعبهم للمستبد مقابل حفنة من الريالات ، وكذلك على أبناء الجنوب أن يعوا ويدركوا جيدا ان الاستبداد يجيد أساليب متنوعة وشيطانية من أجل دفن قضيتهم الجنوبية الحقة والعادلة فهو بدأ يتهمهم بأنهم انفصاليون وخونة وان احتجاجاتهم وغضبهم تحركها قوى خارجية وكان يهدف الى اخفاء جرائمه وسياساته التدميرية في حق الجنوب واهل وتجييش الناس ضد أبناء الجنوب تحت استخدامه لستار الوحدة وصولا في النهاية الى تكرار حرب صيف 94 أو مايشابهها ثم راح يستخدم أساليبه التقليدية التي يتبعها دائما وهي القمع والقتل والاعتقالات وظن ان مواجهة الناس بالقوة العسكرية سوف ترهبهم عن قضيتهم العادلة ولكنها لم تجد نفعا فذهب الى أبين يحرض الناس وينبش القبور ويستدعي الثأرات ويذكر بحروب يناير 86 وما قبلها من اجل اثارة الفتن وحتى يعود أبناء الجنوب الى الانقسام والصراع ومربع الزمرة - الطغمة ، ولكن أبناء الجنوب لم يستمعوا لخطاب الفتن والثأرات ، ومع هذا فلم ييأس وراح يصرف من خزينة الدولة ملايين الريالات ويوزع عشرات السيارات لاسكات هذا ومرضاة ذاك عل هؤلاء الذين اشترى ضمائرهم يستطيعون اخماد غضب الناس وانتفاضتهم ولكن هذا الأسلوب فاشل وساقط بامتياز لانه لا يوجد احدا يمتلك ذرة ايمان أو وطنية يمكن له أن يبيع نفسه وضميره وأبناء شعبه مقابل حفنة ريالات أو سيارة أو اثنتين ومن ثم فان الذين استلموا معروفون بأشخاصهم ولا يلتفت لهم أحد ولا قيمة لهم .
ان طريق النضالات ومواصلة درب الثورة هو الخيار الممكن والوحيد نحو الحرية والكرامة والاستقلال وهذا مايقوله لنا اليوم 30 نوفمبر ، وأبناء الجنوب عاقدوا العزم على 7 الوصول الى 30 نوفمبر 7 واعادته حقيقة وواقعا معاشا في حياتهم 7 ولعل هذا مادفع المستبد أن يقصف جموع الناس المحتفين بهذا اليوم بالطائرات و يواجههم بقوات خاصة ووحدات مكافحة الارهاب .
  رد مع اقتباس