
الاشتراكي نت : مايسه محمود
الوحدة اليمنية .. المفردة الجميلة والحـدث الأسمى والغايـة التي ناضل من اجلها كل الشرفـاء المخلصين في هـذا الوطـن على مر عصور التشطير وضحوا من اجلها بأغلى التضحيات العظيمة. الوحدة اليمنية هي قـدرنا وهي شموخنا وعزتنا وهي التتويج الحقيقي لمنجزات هذا الشعب في استكمال حلقات البناء الوطني الذي نشده شعبنا ردحا من الزمـان حتى تحقق حلمه في الثاني والعشرين من مايو عام 90 في يمن ديمقراطي موحد.
الجمهورية اليمنية الفتيـة التي تتربع اليوم على المثلث الجنوبي لشبه الجزيرة العربية والتي تقع على موقع استراتجي يمتد من حبروت على خليج البحر العربي شرقا حتى ميـدي على شاطئ البحر الأحمر غربا.. ليعلم من لايعلم أن من المحرمات أن تمس بطريقة أو بأخرى .. وننبه لمغبة استمرارية البعض في ممارساتهم التي تحاول النيل من هذا الحدث العظيم (الوحدة) والتقليل من شأنها سواء كانت من خلال السياسات الخاطئة التي تنتهجها حكومة الفساد العام في الداخل بطريقة إدارتها للبلد بالأزمات ومانتجت عنها من إفرازات سلبية انعكست على حياة المواطنين المعيشية جراء ارتفاع نسبة البطالة وتوسع رقعة الفقر وتفشي الفساد والمحسوبية واحتكار حيتان الفساد لقوت الشعب ولقمة عيشهم ومن يعولون للتحكم بها وفق أهوائهم الجشعة وأطماعهم التي لاتنتهي.
وعلى الطرف الآخر نسمع بين الحين والآخر اصواتا من هنا وهناك تنادي بما لايستوعبه العقـل ولا يتقبله المنطق .. لأننا في زمن حافل بكل ماهو غريب ومتناقض وواقع لم يعد يفرز غير ماهو مرير فليس ببعيد ان يدعي الوطنية من ينادي باغتيال الوطن مثلما هو الأمر مثير للضحك والبكاء معا ان نسمع من يطلقون على أنفسهم يمنيون معارضة ويتحدثون بما يتناقض مع هويتهم الوطنية التي بموجبها تم منحهم حق اللجوء .. بينما نجدهم يسمون أنفسهم "دولة الجنوب العربي" .. وتعمتد الخطابة الرعناء النشاز التي تقزز الأسماع ..لاتعرف لهم هدفاً لا أجندة ينطلقون منها غير العمل لإثبات الذات أمام الرأي العالمي .. والغريب أن هؤلاء كثيراً مايهاجمون الحزب الاشتراكي اليمني وتارة يؤيدون طرفا وتارة ينكرون علينا نضالاتنا وخلعوا أنفسهم عن الهوية الوطنية في سبيل المصالح الذاتية الضيقة.
..إن الاصطياد في المياه العكرة لاتجدي في استغلال مايجري من فعاليات وطنية من قبل جمعيات المتقاعدين وأحزاب اللقاء المشترك ومنظمات المجتمع المدني وجعل فعالياتها مسلكا للوصول لاهدافهم ومآربهم القبيحة بجعل ظهور هؤلاء الأبطال جسرا لتمرير مخططهم .. أمر مثير للضحك والسخرية في آن .. مع العلم أن هذا العمل لم يعد ينطلي علينا ونحن نتابع باهتمام تلك الخطابات والعنتريات من عدد من المنابر.
نقول لأولئك، إن العناصر التي تنادي بالعودة لماقبل 22 مايو وتتخذ تردي الأوضاع في اليمن ذريعة لتنادي بالعودة إلى التشطير أمر لايمكن اعتباره مبررا لمجرد الخوض في هكذا مجال مثلما أن معاناة أبناء المحافظات الجنوبية والشرقية من المحسوبية والشللية والحرمان من حقهم في الوظيفة العامة ليس حكراً عليهم فقط .. بل الشعب قاطبة من شرق اليمن إلى غربه ومن شماله إلى جنوبه يعانون تسلط الفاسدين وعقلية الإلغاء والتفرد التي يسير وفقها الحزب الحاكم في البلد .. لكن هذا لايعني أن نسمح لأصحاب المشاريع الصغيرة وخفافيش الظلام وفريق الطابور الخامس أن يمسوا بوحدتنا كمنجز نفاخر به بين الأمم .. ولن نسمح لمن يريد خطف نضالات القوى الوطنية ومن خلفها الجماهير اليمنية بالمزايدة على قضايانا وتجيير الفعاليات لصالحهم وهم بعيدون كل البعد عن الأحداث والوطن برمته.
وحتى يكون الأمر واضحاً وجلياً يجب العلم أن البون شاسع بين موقفنا وموقف هؤلاء فنحن نستند إلى شرعية دستورية وقانونية معترف بها ومن خلفنا جماهير الشعب العريضة التي تتفاعل مع أطروحاتنا ولقد ظهر حجم جماهيرنا في الميادين ملبية للنداء وكان آخرها مهرجان دمت الذي حضرة عشرات الآلاف يهتفون باسم شهيد الديمقراطية والوحدة جارالله عمر . الأمين العام المساعد للحزب الاشتراكي اليمني.
ومع هذا نقول لأولئك النفر إن اختزال الوحدة في شخص معين أو نظام بذاته أمر غاية في الخطورة ..الوحدة اليمنية منجز ساهم في صنعه عد كبير من الشخصيات الوطنية على مدى عقود طويلة من الزمان .. الرئيس علي عبدالله صالح وان كان له دور في تحقيق الوحدة لا ينكره التاريخ فهناك أيضا اخرون كثر وقفوا وراء المنجز وان اغفل الإعلام الرسمي أدوارهم أمثال الشهيد عبدالفتاح إسماعيل (مؤسس الحزب الاشتراكي اليمني) و الرئيس الشهيد سالم ربيع علي، محمود عبدالله عشيش، الشهيد جارالله عمر، محمد سعيد عبدالله، سلطان احمد عمر، راشد محمد ثابت، القاضي العرشي، الرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي، علي سالم البيض، حيدر العطاس وصالح منصر وغيرهم الكثير من الشخصيات الوطنية التي صنعت الوحدة والتاريخ يحفظ لهم ذلك مثلما يحفظ لكل اليمنيين شرف انتمائهم لدولة الوحدة والحفاظ عليها برغم كل المنغصات وما شاب الوحدة من تشوهات إلا أننا سنحميها جميعا وسنتصدى لكل أصحاب المشاريع الصغيرة فهي ثمرة نضال الآباء والأجداد ولتتوحد الطاقات جنبا إلى جنب مع كل القوى الخيرة بما فيها الحزب الحاكم في قضية الوحدة اليمنية إن أخلص لها وكفر عن خطايا سلطته ورجالاتها بحقها.