قد أسمعت لو ناديت حيّا .. ولكن لا حياة لمن تنادي
كان يا ما كان
في قديم الزمان
وسالف العصر والأوان
رجل صاحب سؤدد وسلطان
إسمه " العرب " بن عربان
كان فارسا في الميدان
لا يشقّ له غبار ولا تنطفيء له نيران
يحمي الحما ويذوذ عن الضعيف ويرشد الحيران
ويجير من استجار به ويغيث إذا ما استغاثه اللهفان
في حبّه هامت النسوان
ومن بطشه خافت الشجعان
تخشاه الملوك وتهابه الجيشان
ولا تستعصي عليه فتوحات البلدان
سلوا جيش فارس وسلوا جيش الرومان
كان شمسا في كبد السماء
كان مطرا في جوف السحاب
كان الحياة في الأرض
كان رجلا متدينا مؤمنا بربه تعالى مصدقا لنبيه صلّ الله عليه وسلّم مزهوا بعروبته فخورا بدينه
يقرأ على شعبه وجيشه وأمته قوله تعالى:
"وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم"
"وكم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة باذن الله والله مع الصابرين"
صدق الله العظيم.
له في الفروسية والحروب همم وأدوار
يقود أمته من نصر الى انتصار
يشدّ من عزمهم بانشاده والأشعار:
يهدّد ويتوعد عدوه:
جئتكم برجال يحبون الموت كما تحبون الحياة
امّا أن يكون لي في قسطنطينيتكم قصرا أو تكون لي قبرا
أريهم يا حسام ما معنى الرهان
وأن سيف الشرق حرّا لا يهان
يثير في جيشه وشعبه الهمة والعزم والعظمة:
استبرد النار من حرت عزائمه
واستصغر الخطب من في نفسه عظم
على قدر اهل العزم تاتي العزائم
وتاتي على قدر الكرام المكارم
وتعظم في عين الصغير صغارها
وتصغر في عين العظيم العظائم
وفي الحماسة والجلد والصبر على المكاره:
العصا التي لا تقصم ظهرك تقويه
لا يأتي العزّ إلاّ بالمكاره
العدو من أمامكم والبحر من خلفكم
ويحفزهم على الرجولة والمرجلة:
كتب القتل والقتال علينا
وعلى الغانيات جر الذيول
اقلوا عليهم لا ابا لابيكم
من اللوم او سدوا المكان الذي سدوا
ويشجعهم على السلاح والنزال والقتال:
تسيل على حد السيوف نفوسنا
وليس على غير السيوف تسيل
وما مات منا سيد حتف نفسه
وما ضل منا حيث كان قتيل
وإذا ما حاصره العدو ذكرهم:
ان البطولة ان تموت على الضما
ليس البطولة ان تعب الماء
فلا نامت اعين الجبناء
لا يخاف ولا يهرب:
يذكرني خوف المنايا ولم اكن
لاهرب مما ليس منه محيد
اطلبوا الموت توهب لكم الحياة
وإن غلبه العدو لا يسالم ولا يستسلم ويستنهض شعبه للثأر والتحرّر
من اراد السلم فليستعد للحرب
لا يسلم الشرف الرفيع من الاذى
حتى يراق على جوانبه الدم
وللحرية الحمراء باب بكل يد مضرجة يدق
ومسكين العرب وحيدا بعد أن يخذله قومه وجنده:
عجبا لقومي والعدو بدارهم
كيف استطابوا اللهو والالعاب
ويموت العرب قهرا لافظا أنفاسه الأخيرة:
أضاعوني واي فتى اضاعوا
ليوم كريهة وسداد ثغر
سيذكرني قومي إذا جدّ جدّهم
وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر
ومات العرب!
وهل يصحو ميت أو يجيب.؟
قد أسمعت لو ناديت حيّا .. ولكن لا حياة لمن تنادي
الحفيد الغلبان/
نجد بن صالح بن الحسين بن العرب بن عربان