[سالم علي الجرو]

اقتباس :

هنا سيدي قد جانبك الصواب وإلا فكل حديث عن قديم يعتبر تراث ومحلّه سقيفة التراث .... ومانحن إلا نتحدث عن أمجاد الأقدمين وأفضالهم وورعهم وماأمجادنا إلا في تاريخنا وماضينا .. وليس لنا منه من نصيب في وضعنا المعاصر . .

بل حالفني الصواب كما أفكر وأتصور ، وسأكون لك شاكرا لو جنّبتني الوقوع في الخطأ .
نعم حالفني الصّواب ، ذلك أنّي إنظر إلى الإسلام وأنظر إلى أئمته ومشايخه والمسلمين جميعا من المنظور التالي:

الإسلام: هو دين الله للناس أجمعين.
الأئمّة والمشايخ: هم من يقومون بخدمة هذا الدين العظيم: بتفسيره وتوضيحه للعامّة والخاصة من المسلمين وللناس أجمعين.
المسلمون: هم الصّورة الحيّة ، النّقيّة للإسلام.

نحن الآن عند الأئمّة والمشايخ:
هناك شيخ زاهد ورع ، عابد لله في المحراب ، يتقرب إلى الله بالنّوافل ،اتّصف بالتقوى مع العلم بأن الله وحده يعلم عن تقوى عباده غير أن لنا الظّاهر. هذا الشيخ قد يتساوى مع أشعث أغبر لو أقسم على الله لأبرّه . هذان ومن دأب على خطّهما يكرّمهم الله سبحانه وتعالى:

( إنّ أكرمكم عند الله أتقاكم )

وهناك شيخ يعبد الله من خلال أداء الفروض ، مقلّ في النّوافل ، لكنه يحمل هموم أمّته بين جوانحه ، فتوسّع في الدّراسات الإسلامية ذات الطابع الجهادي ـ وذاك في المحراب ـ واستطاع أن يضفي على الإسلام عناصر قوة.
نحن في الدنيا لا نتدخل في ثواب هذا أو ذاك عند الله ، نحن فقط نقدّر الفوائد الظّاهرة لهذا أو ذاك ، على أن احترامنا للجميع وتقديرنا لهم هو أدب إن لم يكن عمل من أعمال العبادة .

الشيخ الجيلاني
الإمام الشافعي
الإمام أحمد بن حنبل
الشيخ: عمر با مخرمة
لجميع هؤلاء علينا حق التقدير ، وإذا ميّز البعض شيخا ما بأن وضعوه في تابوت وبنوا عليه قبّة ، فذاك شأن عائلي ، يحاسبهم الله على ما فعلوه من خير أو شر ، ويحق لمن يرى هذا باطلا أن يعترض لكن ليس في طريق الإقصاء أو الإلغاء أو في سياق التكفير ، كما يحق لرعاة التوابيت والقبب أن يدافعوا عن نهجهم ولكن ليس بالتحقير أو ما شابه ، ولا يحق للجميع أن يضعوا مهام الإسلام الجسيمة ، المتعلقة بحياة الأمة خلف ظهورهم ليدخلوا في معمعة الحوارات التي أضحكت الأمم الأخرى.

اقتباس :

وإلا فكل حديث عن قديم يعتبر تراث ومحلّه سقيفة التراث

أكرر يا الحبيب:
قلت لك ( سيرة حياة ) ، ولم يرد حديث ، والسقيفة الدّينية هي للأحاديث الدينية ذات الصّلة بمنافع الأمّة الإسلامية.
نعم كلّ سيرة شخصية إسلامية خاصّة قديمة محلها سقيفة التراث ، وكلّ شخصية إسلامية عامّة ممكن أن تدرج في السقيفة الدينية ، ومثالي هو التالي:
الشيخ زيد من مواليد ....
كان يعبد الله ، قليل ما يراه الناس إلا ساجدا أو راكعا ، باكيا من خشية الله
توفي عام ....... رحمه الله تعالى

يا أخي يا حبيبي عبد القادر ، مثل هذا الشيخ على رأسي وعلى عيني بس رح سقيفة التراث.
الشيخ عمرو: من مواليد ..............
كان لا يستريح من رحلة إلا ويشرع في أخرى ، ينشر دين الله ويحضّ المسلمين على التعلّم ومقارعة الأعداء بمجاراتهم في التعليم وفي الابتكار والإنتاج . عمل على تأسيس مركز أبحاث للعلوم التجريبية وآخر للترجمة وطاف بالتجار من المسلمين للتبرع لهذا المراكز.
حمل السلاح للذود عن مصالح الإسلام . توفي عام ..............

مثل هذا الشيخ أفتح له باب السقيفة الدينية لاسيّما ونحن أمام حملة تشويه للإسلام ورموزه. هذا رأي فقط .
هذه فلسفة المشاغب ومن عنده طريق أقصر فليساعده وينتشله من ضلال إن كان في ضلال.

عفوا حبيبي عبد القادر فدعق