[سالم علي الجرو]

اقتباس :

كلّ أنثى طموحة في تنمية وتطوير قدراتها العلمية والمهنية ، هي أداة تحطيم لغرور جاهل يدرج بالعادة والتقليد في كشوف الذّكور ذوي الكلمة العليا والقرار النافذ. كلّ أنثى تعلو في الأدب قبل الحسب وتحقق ذاتها وتفرض حضورها النافع وتواجدها المعطاء بين القوم ، هي عذاب لمن يحس من الكسالى ، الخاملين. ***

قرأنا عن رجال باعوا الصحف والمجلات في محطات القطارات في أوروبا من أجل الدراسة الجامعية ، ومنهم من عمل في المطاعم ، لكننا لم نقرأ عن امرأة في الديار الشّرقية كانت تخطط للدراسة الجامعية وما رافق ذلك من معاناة ، ويخطط أبوها لتزويجها وتنتهي المهمّة ، وما رافق ذلك من هموم تكفي لأن تهزم عديمي الإراة والعزيمة ولو بلغ العدد ألف .
الرجل وحكى عن قصّة حياته ، فمن يعلم عن الحرّة الكريمة وهي تصارع الأهوال من أجل مواصلة الدراسة الجامعية .
قالت بمرارة وأبدت في الفؤاد لظى الذّكريات:
( جميع زميلاتي كنّ يترقّبن حفل التّخرج بلهفة وشوق وكثير سرور ، وكلّ واحدة منهنّ تتصور أباها وهو فرح بها ، ينتظرها خارج قاعة الإحتفال ليحتضنها وتبكي فرحة ورأسها على صدره ، وكلّ واحدة تتخيل أمّها بين حضور الأمهات اللاتي يزغردن مستبشرات ، كلّما نودي على اسم خريجة من الخرّيجات اللائي اصطففنا في طابور يمتد في درج قريب من المنصّة. كلّ واحدة تضحك للدنيا ، إلا أنا فقد كنت أظهر ابتسامة تحتها عبوس كامن ).
لم تكمل رهام قصّتها ، فقد خنقتها عبرة أبكت من حولها ....
... يتبع