عرض مشاركة واحدة
قديم 05-11-2008, 08:44 AM   #1
صالح عسكول
حال جديد

افتراضي حضرموت ... محافظ جديد بصدى وزير وطني قديم

كتب/الدكتور عبدالله سعيد الجعيدي

عند ما يتكرر زواج المصالح والأقارب , وتجري المراسيم في الخفاء ويكون الشهود ذات الشهود فان مواليد حكومتنا الرشيدة في أحسن الأحوال يأتون مشوهين . وآخر مواليد زواج الغفلة لحكومتنا هو قانون انتخاب المحافظين ( نسال الله العفو والعافية ) يقال ان بعض الناس في المكلا خرجوا مهللين ومطالبين ببقاء المحافظ غير الحضرمي في حضرموت بل وعدوه واجبا وطنيا وفي مشهد بعيد وليس ببعيد خرج الناس في جنوب اليمن مطالبين بتخفيض الرواتب وفي المشهدين كانت السلطة حاضرة , بعصاها في المشهد البعيد , وبمالها في القريب

وحتى هذه اللحظات لا يزال الغموض يكتنف الأمور وصورة المشهد قاتمة ومهزوزة, والعرابين هم العرابين( بملابس فلاحين وكرفتات رأسماليين) و الغائب المغيب في هذا الحاضر هو التاريخ لأنه الذاكرة والتجربة ...والتساؤل ماذا حدث في تاريخ حضرموت القريب ؟؟؟وما علاقة ذلك بحاضرها الغريب
في يوم الأربعاء 18/مارس 1964م تم تعيين السيد احمد محمد العطاس أول وزير وطني للسلطنة القعيطية . كان خبر احتل حيزا مهما من صحف حضرموت في ذلك الزمن . كان الحدث "الخبر" ممتلئا بالآمال ويحمل دلالات ومعاني عميقة ومتنوعة . وحقيقة الأمر لم يكن العطاس الوزير الوطني أو الحضرمي الأول للقعيطيين فقد سبقه في ذلك المنصب أربعة وزراء منهم ثلاثة من أسرة آل المحضار, وهم على التوالي حسين بن حامد المحضار , ابوبكر بن حسين المحضار. , وحامد بن ابوبكر المحضار. . وامتدت فيهم الوزارة إلى سنة 1937م مع انقطاع لفترة وجيزة في عهد السلطان عمر بن عوض القعيطي والسكرتير الرابع "الوزير" سعيد احمد حدادي, ويمكن ان نعزو النظرة إلى العطاس بوصفه أول وزير وطني أو محلي إلى انه جاء بعد ربع قرن من تولي عدد من الأجانب كرسي الوزارة, ثم انه جاء بعد ترسخت مؤسسات الدولة القعيطية وصار للوزير فيها وزنه وتأثيره القوي. الجدير بالإشارة ان المستشار البريطاني انجرامس استبدل لقب منصب الوزير بالسكرتير ابتداء من 1937م وكان سعيد حدادي أول من أطلق عليه هذا اللقب واستمر هذا اللفظ يطلق على وزير السلطنة القعيطية حتى مايو 1951م عندما أعيد لقب الوزير في بداية عهد وزارة القدال سعيد القدال
وكان عهد الوزراء المجلوبين من خارج حضرموت قد بدا منذ سنة 1939م إلى سنة 1964م عندما عين انجرامس أولاَ الشيخ سيف بن علي البوعلي وهو زنجباري من أصل عماني في هذا المنصب واستمر فيه إلى سنة 1950م باللقب المستحدث سكرتيرا للسلطنة وجاء بعده الشيخ القدال سعيد القدال 1950 -1957م وأخيرا جهان خان 1957-1964م
جاء الوزير الحضرمي الجديد بعد انتظار للحضارم دام أربعة عشرة سنة وبعد رحيل وزيرين منذ حادثة القصر الشهيرة (1950) التي سقط فيها رجال من رعايا السلطنة القعيطية وهم يناضلون ويطالبون بسكرتير محلي من أبناء حضرموت.كان القدال مقبولا شخصا مرفوضا رمزا
ولسبع سنوات جثم الوزير الأخير الغريب في حضرموت وشتان ما بين عهده وعهد من سبقه ,ففي عهده شهدت المنطقة تحولات على جانب كبير من الأهمية , فقد سقط النظام الامامي في شمالي اليمن 1962م ,وبعدها بعام اندلعت ثورة 14/أكتوبر التي وصل دويها إلى كل مكان , وأسهمت الصحافة العدنية والحضرمية في إذكاء الشعور الوطني والتطلع نحو الحرية "والعزة العربية" , وإذاعة صوت العرب من القاهرة تهز العروش وفشلت المشاريع الاستعمارية في ضم حضرموت لاتحاد الجنوب العربي. وتسارعت اوراق اللعبة السياسية في التساقط من أيدي البريطانيين ولم يعد المحافظة على السلطنات والمشيخات محورا استراتيجيا للسياسة البريطانية في المنطقة كما كان منذ زمن قريب . في هذا الجو المشحون والملغم تم تعيين الوزير العطاس . قوبل هذا التعيين بارتياح شعبي كبير وقد عبرت كتابات النخبة وقتئذ عن هذا الشعور . أمثال سعيد عوض باوزير ,وحسين محمد البار . ومحمد عبدالقادر بامطرف وبدر الكسادي لقد استبشر الجميع بهذا التعيين ولاسيما وان العطاس مشهود له بالكفاءة المهنية والانتماء الوطني .ولم يخذل العطاس ظن من ظن فيه الظن الحسن ولكن رياح التغيير السريعة لم تعط للعطاس متسع من الوقت لالتقاط الأنفاس . وتوارت السلطنة القعيطية عن الأنظار وأصبحت حضرموت المحافظة الخامسة في جمهورية اليمن الجنوبي وخلال ثلاث وعشرين عاما كانت مكتفية بكوادرها الإدارية والعسكرية بل ساعدت بكوادرها المحافظات المجاورة والعاصمة عدن
وفي العهد الوحدوي توالى على منصب المحافظ ثلاثة محافظين من خارج المحافظة . وبضبابية عجيبة يلوح في الأفق هذه الأيام انتخاب شبح محافظ نصف حضرمي من حضرموت أو غير حضرمي منتخب في حضرموت!!! ولكن السماء البعيدة تبرق بنور شهداء القصر , وترعد بصدى تهاليل من كان للوزير الوطني قد فرح واستبش
  رد مع اقتباس