العمليات الجراحيه لانقاص الوزن مهمه ولها دور كبير اليوم,,,,
وهي على عدة انواع,,,,
فهناك ما يسمى:
1- بتحزيم المعده Gastric Banding,,وهذه اليوم اصبحت تجرى بواسطة المنظار,,,وتحتاج للبقاء فقط ليله واحده في المستشفى ,,,ولا تستدعي فتح البطن,,,
هذه عادة تجرى لمن هم معامل السمنه لديهم اقل من 45%,,,حيث يقوم الجراح بوضع حزام حول المعده,,,مما ينقص حجم المعده الى حوالي 10%,,,وهكذا فان المريض لا يستطيع ان ياكل كميات كبيره,,,وفقط في بداية الامر السوائل,,,ثم بالتدريج,,,,لكن لا بد ان تكون الوجبه صغيره جدا ويتم مضغها تماما,,,,
وعادة فان المريض يخسر حوالي 50% من الوزن الزائد في غضون 6 اشهر,,,
2-تحويل المعده او Gasric Bybass,,وهذه كانت تجرى بواسطة فتح البطن,,,لكن مؤخرا اصبحت تجرى بواسطة المنظار,,,
وفي هذه الحاله فان الجراح يصل طرفي الامعاء الدقيقه,,,وبحيث لا يمر الطعام في الجزء اللذي تجاوزه الجراح,,,مما يؤدي الى تقليل كمية الطعام اللتي تمتصها الامعاء,,,
ومن ثم تناقص الوزن,,,
وهذه عادة نلجا لها في حالة زيادة الوزن اكثر من 45%,,,
ورغم كل ما يقال حولها وما يشاع من مشاكل,,,فانها حل ممتاز لمن لديهم زيادة الوزن اكثر من 45% وفي نفس الوقت مدمنين على اكل الحلويات,,,
لكن لماذا نلجا الى العمليه الجراحيه,,,
هناك البعض من مرضاي ممن وزنهم فوق ال120 كيلو,,,وارادتهم ضعيفه,,,كذلك البعض يعاني من الام المفاصل,,او كسول جدا,,,مما يجعل من المستحيل ان ينقص وزنه,,,
ولاكن صريحه,,,ماهو الريجيم اللذي سيؤثر في مريض وزنه 170 او 190 او 200 كيلو,,,
وفي هذه الحاله فانني بين خطرين اما ان يعاني المريض من عواقب السمنه ,,,او من احتمال مخاطر العمليه...وكلا الامرين مر,,,,
ساذكر هنا حالتين حولتها للعمليه الجراحيه,,,واصررت على اجراؤها,,,
الحاله الاولى,
-
- ,سلمى فتاه عمرها 26 سنه طولها حوالي 158 سم,,,ووزنها 190 كيلو,,,تعاني من مرض السكر,,,وتعالج بابر الانسولين,,,
فاطمه عاينتها في عيادة السكر والغدد الصماء في مستشفى خميس مشيط العسكري...
بمراجعة ملفها اتضح ان وزنها زاد حوالي 30 كيلو في اقل من سنتين,,,والان تاخذ حوالي 120 وحدة انسولين يوميا,,,على جرعتين,,,
تعاني من احباط شديد,,,فالكل يعايرها بوزنها,,,وتخرجت من الكليه ولم تجد وظيفه,,,والدها عسكري متقاعد ومعاشه بسيط,,,
لا تجد شئ تفرغ فيه همها سوا الاكل,,,ليس لها صاحبات او هوايات,,,
طبعا المشكله الاساسيه كانت انها حولت الى عيادتي,,,لانه لم يعد بالامكان التحكم في معدل السكر,,,فقد كان دائما مرتفع,,,
ثانيا لديها جرح في قدمه,,,ابى ان يندمل,,,
واتضح ان الطبيب العام,,,في كل مره يجد السكر مرتفع,,,يقوم برفع جرعة الانسولين,,,والانسولين يزيد الوزن والشهيه,,,,وزيادة الوزن والشهيه ترفع السكر,,,وهكذا اصبحت هذه الفتاه تدور في حلقه مفرغه,,,
طلبت تحويلها مباشره الى الجراح ليفحص الجرح اللذي في رجلها واعطيت مضاد حيوي,,,
وطلبت من الجراح تحويلها الى الرياض او جده لاجراء هذه العمليه ,,,في البدايه تردد ورفض,,,وخصوصا ليس لدينا الامكانيات الكافيه في خميس مشيط,,,كذلك كان يخاف من النتايج,,,
لكننا ناقشنا كل شئ,,,وجدنا هذه الفتاه ستموت من اثار السكر والسمنه في غضون 2-4 سنه,,,
او مخاطر العمليه اللتي تعتبر لاشئ,,,اذا كان الجراح متمكن,,,,
وتمكنا من اقناع الاداره بتحويلها,,,وتم احالتها كحاله تحتاج لمستشفى متخصص,,,
حولت الى مستشفى الملك فهد بجده,,,
واجريت لها العمليه وهي تحزيم للمعده,,,
بعد 6 اشهر,,,,نقصت حوالي 30 كيلو,,,كان السكر في الحدود المعقوله بنصف جرعات الانسولين,,,
ويتوقع ان تصل الى الوزن الطبيعي في حدود 18 شهر,,,وقد تستغني عن الانسولين,,,
قابلتها لاخر مره قبل ان اغادر خميس مشيط,,,كانت شخص مختلف,,,ووالدها اللذي كان يخجل من سمنتها ,,,كان معها ومتعاطف جدا لحالها,,,
بكت في وداعي,,,واحسست ان قدمت شئ بسيط لكنه انقذ حياة فاطمه,,,
واتمنى ان تكون الان قد وصلت الى وزنها الطبيعي وحصلت على وظيفه وتزوجت,,,,وان يوفقها الله,,