07-14-2008, 02:15 AM
|
#2
|
شخصيات هامه
|
.الشعر الحميني
هو الشعر الذي لا يلتزم بقواعد اللغة العربية ومفرداتها وعروضها ، بمعنى أنه تدخل فيه ألفاظ عامية ويعتمد على تسكين أواخر الكلم ، ويأخذ من العامية أو المتداولة أجمل وأسهل ما فيها مع تحاشي الإعراب وقصر الممدود ومد المقصور وهي حيلة فنيّة بديعة اهتدى إليها اليمنيون حين اخترعوا الفن الشعري ، وبهذا فالشعر الحميني يتمتع بالحرّية من حيث قوالبه الشعرية وهي إحدى خصائصه المميزة وهذا ما جعله محل إعجاب اليمنيين الذين ولعوا به وأحبوه لما فيه من بحور مختلفة ومعان لطيفة مؤتلفة .
يعرّفه أحمد الأنصاري بقوله :
والشعر الحميني لا يكون إلا ملحونا وذلك مما استحسنه المولدون من أدباء العرب سيما شعراء اليمن فإنهم فرسان هذا الميدان وحاملوا لواء هذا الشان .
ويرى مصطفى صادق الرافعي : أن يسمى هذا اللون من الشعر بالموشّح الملحون ويؤيد أنه من اختراع أهل اليمن .
أما عن ظهوره وكيف ومن أين تسرّب إلى اليمن فإنه غير معروف ، وإن كان البعض يرى أنه ظهر منذ القرن الأول الهجري في بعض نصوص وأمثلة لبعض الشعراء مثل أعشى همدان ، وفي القرن الثامن الهجري كان الشعر الحميني قد شب وترعرع في اليمن وأصبح له شعراؤه البارزون أمثال ابن فليته المزاح والعلوي ، وفي القرن التاسع الهجري ظهر محمد عبد الله بن شرف الدين الذي يعتبر أكبر رواد هذا الفن وأعظمهم شهرة .
وقال علي صدر الدين :
ولأهل اليمن نظم يسمونه الموشّح غير موشّح أهل المغرب ، والفرق بينهما أن موشّح أهل المغرب يراعى فيه الإعراب بخلاف موشّح أهل اليمن فإنه لا يراعى فيه شيء من الإعراب بل اللحن فيه أعذب وحكمه في ذلك حكم الزجل .
أما عن تسميته بالحميني فأمامنا أربعة افتراضات :
الإفتراض الأول : انه مأخوذ من لفظ حميري وهو اسم آخر الدول اليمنية القديمة لعصر ما قبل الإسلام .
الإفتراض الثاني : انه مأخوذ من لفظ حميّا وهو من أسماء الخمر .
الإفتراض الثالث : لفظ حمن وهو اسم لمنطقة يمنية تقع في الجزء الأوسط من اليمن .
الإفتراض الرابع : لفظ حماقي وهو ضرب من ضروب الزجل ( أحد الفنون السبعة )
أما عن الإفتراض الأول : فلفظ حميني هو تصحيف للفظ حميري بعد أن قلبت الراء نونا وكسر الحاء ثم تحوّلت الكسرة إلى ضمه في ألسنة المثقفين .
أما الإفتراض الثاني : فيرى أصحابه أن لفظ حميني قد اشتق من الحميا وهي الخمر ، وذلك لأن الشعر الحميني في رأيهم شعرا غنائيا خمريا ارتبط منذ نشأته باللهووالطرب ، ووفقا لما ذهب إليه أصحاب هذا الإفتراض تكون النسبة إلى حميا هي حمياني كصنعاني وقد استقلت الهمزة بعد الألف فقلبت نونا كما حدث في صنعائي ثم حرّفت الألف ياء في حمياني للتخفيف فصارت حميني
أما الإفتراض الثالث : فيرى أن لفظ حميني في شعر العامية قد جاء إليه من حمن وهي منطقة يمنية معروفة جاء ذكرها في تاج العروس للزبيدي وفي معجم البلدان لـياقوت الحموي ، وفي المقارنة بين الشعر الحكمي والحميني نجد أن كلا من التسميتين قد اشتق من اسم منطقة بعينها الأولى : منطقة حكم التي عرفت بصفاء اللغة وتمسك أهلها بالفصحى والثانية : منطقة حمن التي عرفت بالإسراف في العامية
أما عن الإفتراض الرابع : هو ما أهتدى إليه محمد مرشد ناجي أثناء دراسته للشعر الملحون في العربية وأنواعه المختلفة ، ويرى أن لفظ حميني هو تصحيف للفط حماقي الذي هو نوع من أنواع الشعر الملحون الذي هو عند صفي الدين الحلي أحد فنون النظم بالعامية وهي القريض / المديح / الدوبيت / الزجل / المواليا / الكان كان وأخير الحماق وقد حدث تصغير لحماق فتحولت معه الألف إلى ياء فصار حميقي ثم صحفت القاف نونا فصار حميني .... وفي النهاية فإن الشعر الحميني يعتبر شعرا عاميا اختص به أهل اليمن ولم يعرف عند سواهم من أقطار البلاد العربية كما أن له أشكالا وبحورا متعددة ، وكل الأغاني اليمنية سواء في الحب والغزل أو الحنين إلى الوطن أو المناجاة الصوفية أو الموشحات الدينية أو المجون والهزل أو غير ذلك مما يتغنى به عادة جماعات أو أفراد في شتى المناسبات تصاغ غالبا من الشعر الحميني ، والقصائد الحمينية تمثّل الغالبية العظمى في الغناء الصنعاني وتتناول موضوعات متعددة كما أن لها قوالب مختلفة التراكيب منها القالب الذي يتكون من :
البيت - التوشيح - التفقيل أوالتقميع - ومثال ذلك قصيدة مطلعها :
بيت
حوى الغنج والتفتير والسحر أحومه = وحاز الهوى والعشق مغرمه
رشا جلّ من أنشأ جماله وتممه = أقيسه ببدر ألتم والحسن نظمه
توشيح
سناه بالقمر يزري = وبالشمس والبدر والنجم لزهر
تقفيل
وبالطلع والمرجان والشهد مبسمه = وبالظبي جيده والتفاته وملزمه
وهذا يشبه في حد ذاته الموشّح العربي .... أما القالب الثاني فيعرف منه نوعان بسيطان يسميان بــــ المسمط والمبيت ويتكون من أبيات شعرية ذات وزن واحد وزمن أمثلتها ما يأتي :
يابروحي من الغيد هيفا كالهلال = حسنها شل روحي وعقلي
غانيه مالها في الغواني من مثال = لا ولا في المحبين مثلي
والآخر :
وامغرد بوادي الدور من فوق الأغصان = وامهيج صباباتي بترجيع الألحان
مابدى لك تحرك شجو قلبي والأشجان = لا أنت عاشق ولا مثلي مفارق للأوطان
بلبل الوادي الأخضر تعال أين دمعك = تدعي لوعة العاشق وما العشق طبعك
استرح واشغل البانه بخفضك ورفعك = وأترك الحب لأهل الحب يابلبل البان
http://www.3adany.com/new-s/download...ion=lsn&id=933
http://www.abuaseel.com/ra/Wamogareed.ra
تركز مبحث الدكتور عبد الرب إدريس في مجمله على الأغنية الصنعانية وألحانها وألفاظها ونوع الشعر الذي تصاغ منه ... فماذا عن الأغنية الحضرمية واللحجية واليافعية التي تعتمد كثيرا على الشعر الحميني وهل هناك فروق تذكر بين الشعر الحميني في اليمن الأعلى والحميني في أسفل وشرقي اليمن ؟ وماذا عن الشعر الحكمي وهل هو متداول في حضرموت وبقية مناطق وسط وجنوب اليمن ؟
في إنتظار ما ستجودون به من تعليقات ترفد الموضوع أوتضيف إليه شيئا حول ما جاء في التساؤلات الأخيرة .
سلام .
|
|
التعديل الأخير تم بواسطة مسرور ; 07-14-2008 الساعة 02:33 AM
|
|
|