[مسرور]

أخي شيخان اليافعي

خربشات غير منهجية ولا ترقى إلى مستوى التحليل أو البحث السياسي وتذكرني بقصيدة مغناة لشاعر يافعي يصب فيها جام غضبه على من أسماهم أصحاب الكدم والعصيد ويقصد أبناء المناطق الوسطى ... وأنت وهو ( مع احترامي وتقدير ي ) مثل من يسيب الحمار ويمسك بالبردعة

أخي الكريم

يقع اليمن الموحّد بشطريه حاليا في قبضة رجال القبيلة الزيدية العلمانية ، وأبناء المناطق الوسطى مهضومون مثلك لاحول لهم ولا قوة ويعانون من التمايز المناطقي الجهوي الطائفي ، ولا نعفي السلطة من رهان ومزايدات على أبناء الشمال عموما لتغذية روح الفرقة تطبيقا لشعار فرق تسد بتجييش الشماليين بشتى توجهاتهم ضد اخوتهم الجنوبيين مما يستدعي منا اليقظة والحذر وإفشال تلك المخططات التي لا تخدم غاياتنا .

النظام اليمني ياعزيزي نظام مراكز قوى يعتمد على القبيلة الزيدية وقادته العسكريين المنتمين للقبيلة الزيدية العلمانية وهي نفس القوى التي استخدمها الإمام في إخضاع مناطق تهامه واليمن الأسفل ( الذين تنتقدهم الآن ) وكان النظام الإمامي ومن بعده النظام العسكقبلي الحاكم ينظر إلى سكان تلك المناطق كرعايا من الدرجة الثانية ومصدر جباية لبيت المال الإمامي وأضيف إليهم بعد 22 مايو 1990 أبناء المناطق الجنوبية أو ما تسميه أنت الجنوب العربي .

كونك تصب جام غضبك على أبناء المناطق الوسطى وتوجه لهم تهم الزج بالجنوب في وحدة غير متكافئة فأنت تبرىء راس النظام وأعوانه من الإستئثار بخيرات بلادنا بإسم الوحدة وتحت شعاراتها لصالح القبيلة الزيدية المتنفذة ومراكز قواها وتذكي نار حرب لا تبقي ولا تذر بين أبناء مناطق مجاورة لبعضها بعضا وتخدم بإطروحاتك الركيكة أهداف النظام معتقدا ( للأسف ) أن ما تتحفنا به من خطب منبرية تعكس واقع الحال وتؤكد المآل الذي كان أبناء المناطق الوسطى سببا فيه .

لا ننكر تحالف أبناء المناطق الوسطى مع الحزب الإشتراكي اليمني للإنعتاق من ربقة النظام القبلي التسلطي في شمال اليمن واتفاق جميع القوى السياسية في المناطق الوسطى والجنوب على اختراق نظام اليمن الشمالي القبلي العسكري الطائفي العفن وإسقاطه وإقامة دولة العدل والمساواة والمؤسسات التي يسود فيها القانون وليس شريعة القبيلة الزيدية .. وسقط الرهان بالمطاحنات التي كانت تجري بصورة دورية بين أعضاء الحزب الإشتراكي اليمني وتغير موازين القوى الدولية لغير صالح نهج النظام الذي كان يحكم في الجنوب ( سابقا ) والوحدة اليمنية كانت إندفاعا من علي سالم البيض وحرقا للمراحل وتجاوزا للجان الوحدة التقريبية ويتحمل المسؤلية المباشرة عنها من هرول بإتجاهها ومن خلفه تلك القوى التي تنعق وتندب على الأطلال وتحلم بإستعادة مجد تليد ونفوذ سياسي مارسته بعد أن دانت لها البلاد اثر أحداث يناير 1986 وعلى راسها أبناء يافع وردفان والضالع ( وأنت أحدهم أيها النائح النادب ).

أخي الكريم

كف عن هلوستك وأكاذيبك ... فالحدود بين نظامي جنوب وشمال اليمن كانت ثابتة ومحددة ومعروفة وحدث أن توغلت القوات الجنوبية أكثر من مرة في بعض أراضي الشمال اثر صدامات عسكرية وعاودت الإنسحاب إلى عمق أراضي الجنوب لأنها لم تكن ترغب التأسيس لواقع جديد في المنطقة بالإحتلال المناطق الصحراوية الشاسعة بين شبوه ومأرب التي لم تكن محددة المعالم ورغم ذلك فصافر كانت واقعة تحت هيمنة الشمال ... أما ما أسميته بأطماع الشمال في حقل جنه ففي تلك المرحلة من الثمانينينات والتسعينيات لم يكن هناك إدارك لوجود النفط بعسيلان بيحان لكي تفتعل حروبا للسيطرة عليها .

ختاما ........... كما سبق لي وأن أسلفت من قبل

لو كان عبد الفتاح اسماعيل حيا يرزق وعلى قمة هرم السلطة في جنوب اليمن لما وضع يده في يد علي عبد الله صالح لإعلان الوحدة التي كان علي سالم البيض نفسه يدرك ما سينتج عنها من إختلالات .... وبإمكانك قراءة فكره وفلسفته تجاه الوحدة اليمنية ( ولا أخالك تدركه ) أو التمعن بكل بساطة ومنظور ثاقب في قصيدة تاج النهار التي صاغ كلماتها عبد الفتاح اسماعيل وغناها محمد مرشد ناجي وهي من القصائد السياسية التي توضح ما يعتمل في صدر عبد الفتاح ورغبته في تخليص اليمن الشمالي ( تحديدا ) من هيمنة القبيلة ( إنطلاقا من الجنوب والمناطق الشافعية الشمالية ) وإقامة مجتمع مدني يمني تسوده العدالة وينتهي فيه الإمتهان للكرامة جراء طغيان مذهب على آخر وسؤدد وريادة ابناء رقعة معينة من الأرض اليمنية على من سواهم من أبناء اليمن .

نرجو أن تتحفنا بمقالات وتحليلات سياسية تتطابق مع الواقعية السياسية ووضع اعتبار لعقولنا ولا تجرنا إلى متاهات بما تمارسه من استفزاز كلامي يحوي نياحة وبكاء على اللبن المسكوب وتحميلا للمسؤلية لمن لم يكن لهم ناقة ولا جمل في هرولة زعامتنا بإتجاه الوحدة

سلام .