[باتيس]

الدكتور/ احمد المشجري .. طالب بكلية الطب في المستوى السادس بجامعة حضرموت .. شاب ذو اخلاق عالية ، وذكاء وقّاد ونظرة نافذه ، ثم انه معروف بين زملاءه بالوعي والفهم والادراك .. وفوق هذا كله جامعي متفوق تخصص في هندسة الحياة البشرية " الطب" يفطن لاسرارها ويدرك ثمنها .. مثله مثل اي طالب جامعي تملأ خلده طموحات المستقبل وتتربع على هيكلية افكاره رسومات التخطيط لحياة سعيدة ناجحة .. ماإن اخبرزملاءه بأنه قد قرر موعد زواجه في 13/8/2008 حتى رفعوا اصواتهم له بالتهاني والتبريكات .. ولكن الفرحة لم تدم !!! فقبل هذا التاريخ بايام قليله يختفي " الدكتور" في ظروف غامضة !!! ماجعل اسرته تطوي الارض بحثا عنه دون جدوى .. لتعلن وزارة الداخلية فيما بعد انه فجّر نفسه في عمليه انتحارية في سيئون ؟؟؟

الشابُ الصغير/ هيثم بن سعد .. شاب صغيرمراهق وخلوق يعرفه اصحابه بغشمه المفرط وحبه للطرفة .. كثيرا مايتحدث مع اصدقاءه عن بطولات المقاومة العراقية او الفلسطينية مثله مثل اي شاب مسلم يشاهد الافلام ويستمع للاناشيد .. فإذا ماشاهدوا هوواصدقاءه اخبارا تلفزيونية تفاعلوا برهة من الزمن قبل ان يعودوا الى واقعهم .. ثم ان المراهقة ويسرالظروف المعيشيه القت بظلالها عليهم فاصبح طول شعر الرأس ووضع البرنس من الاساسيات في ظهورهم امام الناس .. ثم لايلبث الواحد منهم ان ينسى انه " مجاهد " بعد ان يغرق اصحابه في الضحك عليه ربما لانه لايشبه " المجاهدين " .. تشاجر يوما مع رجال الامن في مديرية سيئون فاحتجزوه 15 دقيقة وعوضوه 200000 ريال تعويضا عن اتلاف جوال بسبب المشاجره ثم اطلاق سراحه .. لتسلط الاضواء عليه بصورة غريبة وليكتب اسمه على شاشات التلفزة الدولية كقناة الجزيرة ولتعلن وزارة الداخليه انها القت القبض على اخطر قادة القاعدة مع اربعة من مرافقيه في حضرموت .. ؟؟؟

الشاب/ عبدالله بن صالح باتيس .. شاب يقارب العقد الثالث من عمره لديه ثلاثة اطفال ، عرف بصدقه واخلاصه في عمله .. محب لاسرته واقاربه واصدقاءه كما انه محب للحياة والعمل والانتاج فاتقن فن تربية النحل وانتاج العسل .. اختفى فجأة عن اسرته .. لتعلن وزارة الداخلية في 13/8/2008 مقتله مع مجموعة من رفاقه "الارهابيين" في مدينة تريم حضرموت .. ؟؟؟

.. زملاء أحمد المشجري لم يصدقوا إطلاقاً بنبأ قيامه بالعملية الانتحارية بل ان احدهم اجاب بقوله : لوكان واحدا منّا نحن لوصل الخبر الى مستوى التصديق اما أحمد فلا ! .. واما احد اصدقاء هيثم بن سعد والذي عندما راى اسمه على شاشة الجزيرة الاخبارية اتصل به فورا ليجيبه هيثم بنفسه : الان اتناول وجبة العشاء في بيتنا واشاهد ماتشاهده ! .. هكذا اخي القارئ نضع الحقائق بين يديك ومن ارض الحدث بصورة هكذا غريبة هكذا عجيبة وهكذا مبهمة .. صحيح ان اشخاص يكاد يعتدون بأصابع اليد في حضرموت يحملون الفكر الجهادي المتشدد ولكن حملهم لهذا الفكر لايتجاوز " ألسنتهم " اذ انهم دائما مايحاولون فقط تسلية انفسهم وتفريغ شحناتهم بتقليد مجاهدي افغانستان اوالشيشان ومن دون ابسط صورالجديّة .. شأنهم شأن بضعة نفريحملون هذا الفكر ويتواجدون في اغلب محافظات الجمهورية يتجمعون في بيوت اصدقاءهم ليتحفوا انفسهم بأخبارالمجاهدين في العراق وفلسطين .. وطوال هذه الفترة لم نسمع ان ثمة مجاهدا ومن حضرموت قد قام بعملية جهادية كالعمليات الاخيرة .. ربما لان الحضرمي بطبيعته محب للأمن والاستقرار كما انه محترم لقوانين وسلطة بلده اذ انك لو عملت استبيانا لجميع محافظات الجمهورية عن افضل محافظات الجمهورية احتراما لقوانين الدولة وسلطاتها لكانت محافظة حضرموت .. لا احب ان اسرد امام القارئ الكريم مميزات الحضارمة ولكن الذي احب ان اقوله ان القاعدة بوجودها الحقيقي ظهرت في حضرموت " فجأة " لتفاجئ العالم بعمليات قوية متتالية وفي وقت قصير ، عمليات ليست على مستوى الشخصية الحضرمية ولا الأرض الحضرمية ! .. حيث بدأت العمليات فجأة بعد اعلان الرئيس ايقاف الحرب في صعدة " بالضبط " وهو توقيت "خطير" خاصة اذا ماعرفنا دوافعه وتبعاته .. فبدأت العملية الاولى بإلقاء القبض على هيثم بن سعد ثم وبعد ايام قليلة تمت العملية الانتحارية لأحمد المشجري ثم ايام قليلة اخرى وتصفية خلية تريم حضرموت ؟ .. سلسلة عمليات ممنهجة وتكتيكية انطلقت من اولها الى اخرها واحدة بعد الاخرى لتصل في النهاية الى الغاية المرادة منها والى الهدف المنشود ! .. واياً كانت الاثمان والخسائر " فالغاية أكبروأعظم" .. حقا إن الخزينة السعودية أكبروأعظم من اي شي وان اعادة العلاقات مع هذه الخزينة واعطياتها الى وضعها الاول مطلب " غاية في الاهمية " ؟..
فجأة تعلن قناة الجزيرة ان الامن اليمني القى القبض على احد اخطرزعماء القاعدة في حضرموت مع اربعة من مرافقيه .. كانت هذه الحركة " النصف كم" مضحكة للغاية الى درجة الموت .. أنا اعتقد شخصيا ان هدف هذه الحركة السخيفة هو"الاعلان" عن وجود القاعدة في حضرموت فقط ! .. ومرت هذه الحركة "الحمقى" مرور الكرام بعد ان ملأت افواه الشعب الحضرمي بابتسامة الطُرفة دون ان يدرك هذا الشعب ان المسلسل لم ينتهي بعد .. بل بدأ لتوّه !.. اياما ليست بالكثيرة وتعلن وزارة الداخلية ان عملية انتحارية قد وقعت في احد المعسكرات في حضرموت وان منفذها هو احمد المشجري من تنظيم القاعدة ؟ .. يعلق احد السكان المحليين على هذه العملية قائلا : ألم تجد القاعدة هدفا لها غير هذا الحوش القديم والخَرِب ! .. حقا هل يمكن للقاعدة ان تضحي باحد اعضاءها بهكذا ثمن بخس ! .. اذ كان هذا معسكرا مهجورا خارج مدينة سيئون ! .. ثم ان ادلة الامن وتأكيده هوية المشجري جاءت بعد عثور الامن على بطاقته الشخصية حد قول المصدر الامني ! .. يسخر احد شهود العيان قائلا: لقد تناثر جسمه الى قطع لحم صغيرة اما ثيابه وملابسه فقد تبخرت في الهواء فمن اين حصل الامن على البطاقه الشخصية ! .. بل ان اخطر ماقيل في هذه العمليه ان السيارة المنفذة للعملية قد شوهدت من بعض السكان في مكان الحادث قبل حدوثه بفترة طويلة .. مبديا احد السكان المحليين رايه قائلا : اعتقد شخصيا ان السيارة تفجرت وهي واقفة في مكانها ! .. لابل ان الهجمة الاعلامية لوزارة الداخلية كانت " غريبة " اذ اعلنت فورا عن العملية ومنفذها والخسائرالعظيمة والكبيرة بسببها دون ان تدرك هذه الوزارة ان عمليات كهذه تحتاج وقت ليس باليسير لتحليلها وتقصي خيوطها قبل الاعلان فورا عن ماهيتها .. اعتقد شخصيا ان الهدف من وراء هذه العملية هو الاعلان عن وجود القاعدة في حضرموت وانها تضرب بقوّة ! .. ولتكتمل القصة بكاملها وكانها لعبة الاطفال الشهيرة للحصول على الصورة النهائية جاءت الحلقة الاخيرة من المسلسل وهنا برزت الاهداف الحقيقية والغايات التي ضُحي لاجلها بالغالي والنفيس .. اذ اعلنت وزارة الداخلية انها حاصرت مجموعة ارهابية في تريم حضرموت وقتلت منهم 7 واعتقلت 2 .. هذه المجموعة لم تقم خلال الفترة الماضية باي عملية ارهابية ولم يثبت ضدها اي عمل يخالف القانون .. اطلاقا .. كانوا مجموعة متعاطفة للمقاومة العراقية والفلسطينية تجمعهم مجالس ومواعيد لاشباع عواطفهم بااخبارالمجاهدين هنا وهناك فهل ياترى تم استدراجهم ليحولوا كلام العواطف الى افعال حقيقية .. ربما .. وعندما سئل نائب الرئيس عن اثباتات تؤكد ضلوع هذه المجموعة في عمليات ارهابية .. اجاب : بان من بين الوثائق التي عثر عليها وثائق تظهرتخطيط هذه المجموعة لاستهداف حجاج وزوار قبر النبي هود ! .. اضافة الى ذلك فان الداخلية اعلنت انها وجدت جوازات سفرسعودية وخرائط ووثائق مهمة للغاية توضح الاهداف التي تنوي هذه المجموعة ضربها وان من بين هذه الاهداف اهدافا على الاراضي السعودية .. لابل ان هذا الكنزعلى زعم وزارة الداخلية كشف عماهوأدهىَ من ذلك .. وثائق جد خطيرة تثبت ان هذه المجموعات تعتمد في مصدر تمويلها على شركات مشبوهة ذات اصول ايرانية ليبية وانها اي هذه الشركات توهم هذه المجموعات بالخطأ لضرب المصالح الغربية والعربية في الشرق الاوسط .. كانت وجهة الرسالة " واضحة" .. الجارة الكريمة .. العربية السعودية .. بلى .. لقد ادرك النظام ان توقيف حرب صعدة هوالصفعة التي وجهها للسعودية وان يجب عليه الاعتذاروبسرعة وفعلا قدم اعتذاره على طريقته .. فوصل الامير محمد بن نايف الى صنعاء بعد 3 ايام من احداث حضرموت .. فهل قبلت السعودية الاعتذار .. ربما ..
تحيــــــاتي ,