عرض مشاركة واحدة
قديم 08-30-2008, 03:17 PM   #1
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي كان في المدينة رجل الكذب لده يجري مجرى الدم، إذا لم يكذب في يومه أكثر من مائة مرة ولم



َّصدقت يا خضعي

التاريخ: الخميس 28 أغسطس 2008

الموضوع: كتابات

أ.د/محمد عبدالملك المتوكل

كان في المدينة رجل الكذب لده يجري مجرى الدم، إذا لم يكذب في يومه أكثر من مائة مرة ولم يقم بعشرات المقالب للآخرين فإنه لا يهنأ النوم ويشعر أن يومه قد ذهب سدى، ذلك طبعه وتلك هوايته منذ الصغر.

في صباح يوم لم يجد من يكذب عليه سوى جاره الطيب الحاج سعيد الذي إذا قال صدق وإذا قيل له صدق. روى الرجل الكذوب للحاج سعيد أنه ما كاد يضع رأسه لينام حتى سمع صوتا يقول له: قل للحاج سعيد يطلع إلى رأس الجبل.

شطح الخيال بالحاج سعيد وهو يفكر في هذا الخبر الغريب وقرر أن يقطع الشك باليقين وأن يطلع إلى رأس الجبل.. وبينما هو ينتقل بنظراته من زاوية إلى أخرى في سطح الجبل وقع نظره على صخرة كبيرة كتب عليها "اقلب تجد" فقال لنفسه: رزقك دعاك يا حاج سعيد.. حاول قلب الصخرة فلم يستطع، فجلس عليها حتى غروب الشمس ونزل إلى القرية ليدعو أولاده وأسرته ليساعدوه على قلب الصخرة واستصحب معه حقيبة كبيرة وتسللوا جميعا في جنح الظلام حتى لا يراهم أحد وما كادوا يصلون إلى صخرة الأحلام حتى شمروا عن سواعدهم وبعد جهد جهيد تمكنوا من قلب الصخرة ولم يجدوا شيئا تحتها أو حولها سوى جملة صغيرة مكتوبة على بطن الصخرة تقول: "صدقت يا خضعي".

بعد شهور من النقاش حول قانون الانتخابات وإطلاق سجناء الجنوب والشمال وإحداث انفراج سياسي يهيئ المناخ لانتخابات حرة ونزيهة وآمنة بعد كل ذلك لم يجد المشترك سوى ابتسامة صفراء شامتة على شفتي الراعي تقول: "صدقت يا خضعي".

أشهد لله أن كوادر كل أحزاب المشترك وبلا استثناء كانت ضائقة وغاضبة من جري قيادتها وراء السراب ولكن مسئولية القيادات تجبرها على المحاولة حتى تصل إلى الطريق المسدود فتعذر أمام الله وأمام كوادرها وأمام شعبها وأمام الشركاء الدوليين والإقليميين.
ومن حق الكوادر اليوم أن تشمت ولكن بالطريقة اللطيفة والمهذبة التي اتبعها الفنان العزيز فهد القرني والذي أرسل لي يقول قرأت مقالك الذي يشيد بالرئيس لأمره بإطلاقنا.. وقد تلفت حولي وإذا أنا في مكان يشبه السجن الذي أطلقت منه والحرس نفس الحرس، جربت الخروج من الباب وإذا هو ممنوع تيقنت ساعتها أنه السجن لكن شكيت هل أنا فهد القرني فنظرت في المرآة وإذا هو وجهي أنا فهد القرني وسألت الحارس من أنا قال فهد القرني عدت من جديد أقرأ مقالك في الوسط وأنت الذي لم نتعود منك الكذب فاحترت فأرحني يا دكتور من الحيرة وقل لي أين الغلط في السجن أو فيني أو في المقال أو في (الوسط).

اطمئن يا فهد فأنت فهد كاسمك ولا تزال تقبع في سجن الطغاة كما أنت. والمقال تحرر فور تحرير سلطان العتواني أمر الإفراج عن المعتقلين وتوقيع الرئيس عليه كنت قد علمت قبل نشر المقال أنني "خضعي" لكني أصريت على نشره حتى يعلم الحاكمون أن ليس لهم في الطيب نصيب لقد حسدوا أنفسهم حين عملوا عملا يستحق الثناء. وإذا أراد الله أمراً سلب ذوي العقول عقولهم.

*ملحوظة: بالمناسبة أهدي إلى العزيز فهد هذه الأبيات للشاعر الثائر أحمد المنيعي من مارب

لا القرني اتخارج ولا غيره خرج
من دخل يرحب وممنوع الخروج
يا قادة الأحزاب من وين الفرج
هو شي أمل غير الحكايا والهروج
يا رب نشمي داخل السجن افتلج
مريض معذب وهانوه العلوج
والأمر بالإطلاق مفعوله زلج
سرح من النهدين وامسى في الدروج
اتحرروا... ماشي نتج
حواركم ماله طرف والناس عوج


أتى هذا المقال من يمن حر
التوقيع :

عندما يكون السكوت من ذهب
قالوا سكت وقد خوصمت؟ قلت لهم ... إن الجواب لباب الشر مفتاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف ... وفيه أيضا لصون العرض إصلاح
أما ترى الأسد تخشى وهي صامتة ... والكلب يخسى- لعمري- وهو نباح
  رد مع اقتباس