مراكز قوى جديدة تحاول التشكل فهل يسمح لها الرئيس بإعادة عجلة التاريخ؟
التاريخ: الأربعاء 30 يوليو 2008
كتب /المحــــرر السيــــاسي
بدأ الرئيس معركته اللاحقة لإيقاف حرب صعدة ربما بأسرع مما توقعه البعض ومن خلال التغييرات التي أصدر قراراتها خلال اليومين الماضيين وطالت قادة عسكريين يكون القائد الأعلى للقوات المسلحة قد شرع بتسوية أرض الملعب ليكون اللاعب الوحيد فيه وبافتراض أن مراكز القوى أذعنت لهكذا قرارات فستكون أقرب للعقاب لارتباطه بفشل عسكري في صعدة.
معظم القيادات العسكرية التي يراد استبعادها تلك التي لها علاقة وطيدة باللواء علي محسن قيادات عسكرية جديدة يبدو أنها ستلحق بآخرين أحمد أبو حورية والضنين وغيرهما وهي وإن كانت محاولة لتخفيف الحمل ممن يعدون أنفسهم أندادا إلا أنها من جهة ثانية قد تكثر سواد المناوئين الذين أصبحوا يتكاثرون ما بين مشائخ وعسكريين وجدوا أنفسهم في نهاية المطاف بعيدا عن وجاهة المسئولية والسلطة التي ألفوها.
التوجه القادم للتفرد بالسلطة المطلقة بمعناها الأوسع وهو القدرة على اتخاذ القرار إزاء أي موظف عسكري أو مدني دون الخشية من عواقب رد فعله هدف ظل يسعى إليه الرئيس ونجح عقب توليه الحكم وفي سنوات لاحقة من إزاحة الكثير من أمامه ومن تبقى منهم أثقلوا بالمصالح والفساد وكان السبب الوحيد المتبقي لشعورهم بالتماسك هو إدراكهم لعدم وجود تمايز معه في جوانب كهذه مع يقينهم بتفوق الرئيس في مسألة الذكاء والقدرة على استيعاب الخصوم قبل الأصدقاء.
بعد ثلاثين عاما من كرسي الحكم الذي بدأت قوائمه تهتز بفعل الزمن الذي أنهك معتليه وأصابه بالضجر من رجال يعلم يقينا أنهم بجانبه بدواعي الخوف أو المصلحة بينما آخرون غالبهم من صنيعته بدأت مخالبهم تظهر وأطماعهم صارت أكثر ضراوة في وقت لم يعد كالسابق، إذ أصبحت ساحة المناورة أضيق بسبب العلنية وتعدد المصالح ولذا سيكون على الرئيس قبل مواجهة القوى من المحسوبين عليه ترميم علاقاته على الأقل مع القوى المدنية والسياسية حتى لا ينكشف ظهره ولعل الأشهر القادمة حبلى بأحداث جسام، إذ لا يمكن إغفال توقيت ظهور القاعدة مع كل خفوت للحرب في صعدة مثلما لا يمكن تجاوز قوى معارضة الخارج وأطماع دول ومثلهم الحانقون من سياسة الرئيس حتى وإن كانت ذا باعث شخصي.
الخيارات القادمة ستتحدد أكثر وسيكون على الرئيس أن يختار مثلما على المناوئين له من مختلف الأفكار والأهواء والأحزاب أن يتعاملوا مع خياره إما بالتعقل أو المواجهة التي يبدو أنها ستصطدم بروح المقامرة لدى حاكم كانت هذه إحدى خياراته لكي يستمر بحكم لم يخل أبدا من طامعين ومتآمرين.
لقد جرب الرئيس اللعب بكل الأوراق استخدم القاعدة والمجاهدين وقبلهم الإخوان المسلمين، اشتغل على تناقضات الأفكار وخلافات القبائل واستغل أطماع الناس وحبهم للسلطة وجمع بين الأضداد وسخرها لخدمة أهدافه لكي يستمر ويبقى، استطاع ببرجماتية أن يدخل الناس دار رئاسته وهم حانقون عليه ليخرجوا منه وهم يقلبون أكفهم عجبا من تواضعه وسلامة نيته وكرمه الذي لايلحقه بمن أو أذى.
اليوم وبعد كل هذه السنين لم يعد قادراً على الاستمرار بالمضي بنفس طريقة المداراة التي كانت تفرضها حداثة توليه السلطة والتي أصبحت اليوم حقا تأريخيا مفروضا بقوة البقاء كل هذه السنين.. الذين وقفوا معه قبل أن يشتد عوده اخذوا ثمن ماقدموه اضعافا مضاعفة وحان الوقت لكي يستوعبوا واقعا جديدا لايحتمل وجود أكثر من سيف في جراب واحد.. هذه بعض الرسائل التي حاول أن يوجهها الى أطراف عدة من خلال التغييرات التي طالت أهم القيادات العسكرية في وقت اعتقد الجميع انه خرج يترنح من حرب انتهت بصلح منع من إعلان هزيمة أو على الأقل أوقف خسائر لن تنحصر على الامكانيات ولكنها كانت ستطال المكانة السياسية وستأتي على سعيه نحو التفرد بصنع القرار من خلال مراكز القوى الجديدة التي تحاول التشكل في محاولة لإعادة عجلة التأريخ الذي بني على تحالف قوى سعت لأن تكون شريكة وهو مالن يسمح الرئيس بتكراره مرة اخرى لأن التأريخ لايمكن أن يعيد إنتاج أحداثه وإن تشابهت
أتى هذا المقال من صحيفة الوسط اليمنية