عرض مشاركة واحدة
قديم 09-29-2008, 05:25 PM   #3
عابرة سبيل
حال متالّق
 
الصورة الرمزية عابرة سبيل

افتراضي

داود الشريـان:
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

أعلن عدد من الأكاديميات السعوديات المهتمات بالدعوة الإسلامية عزمهن على تأسيس جمعية أهلية لإيقاف «التدهور الأخلاقي في القنوات الفضائية»، وأشارت رسالة صادرة عنهن ان الجمعية «تستهدف القنوات الفضائية التجارية الخاصة، ذات البث المجاني المفتوح، وتستثني القنوات الحكومية، والقنوات المشفرة»، باعتبار التشفير نوعاً من الحجب، وأنها ستمارس دورها بطريقة مجلس الآباء لمراقبة التلفزيون في الولايات المتحدة الأميركية، وستعتمد على الجهود التطوعية لملاحقة ما أسمته «الرذيلة» في بعض الفضائيات التجارية الخاصة.

بعض الغيورين على قيم وتقاليد المجتمعات العربية تلقى خبر البدء بتأسيس هذه الجمعية بحماسة، فالقنوات الفضائية باتت بحاجة إلى مؤسسات أهلية من هذا النوع، لكن المتابعين لخطوات تأسيس «جمعية الدعوة إلى الفضيلة في وسائل الإعلام» انتقدوا غياب ممثلين عن الفضائيات، فضلاً عن توجيه تهم خطيرة للفضائيات المقصودة، ما يعني ان هذه الجمعية لديها موقف مسبق وغير خاضع للحوار، الأمر الذي قد يقلل من فرص نجاحها وتأثيرها في المستقبل، لكن رغم هذه المآخذ التي يمكن إصلاحها، فإن الفرحة بقرب تأسيس هذه الجمعية لم تتم، فإحدى المؤسسات كشفت لـ «شبكة شعاع» الإعلامية أن الجمعية تشكل لغزاً، وان أسماء السيدات مجرد واجهة لأشخاص يعملون من وراء الستار، لمحاربة بعض القنوات الخاصة المنافسة لبعض القنوات الإسلامية، استناداً إلى تقييمات وهمية، فضلاً عن أن موقع «شعاع» قال إنه يحتفظ بنسخة من رسالة دعوة الانضمام لتأسيس الجمعية، ويتضح أنها مرسلة من بريد الكتروني متصل برابط قناة إسلامية مشهورة جداً.

الكلام الذي صرحت به السيدة التي شاركت في إعلان التأسيس يتردد مثله في الوسط الإعلامي والإعلاني في السعودية، ويتحدث بعضهم عن حرب إعلانية تحت ستار الدفاع عن الفضيلة، فبعض القنوات الإسلامية يواجه تراجعاً مخيفاً في موقعه على خارطة المنافسة ودخلها الإعلاني، ولهذا استغل ما أثير أخيراً من فتاوى، في محاولة لاستصدار قوانين للتأثير في سوق الإعلان، وخلق مكارثية إعلامية، فمن يراجع القنوات المستهدفة يجد ان الجمعية قدمت وصفاً للمنافسين لتلك القناة الإسلامية التي تقف وراء تأسيس هذه الجمعية باسم الفضيلة والغيرة على محارم الدين، وهذه قضية يجب أن لا تمر بسلام، فاستغلال مشاعر الناس الدينية لتحقيق مصالح مادية قضية في غاية الخطورة، ولهذا يجب فتح تحقيق في أهداف هذه الجمعية التي ربما تتحول إلى سابقة في تشويه الفضيلة.



* نقلاً عن صحيفة الحياة اللندنية اليوم الاثنين 29 سبتمبر 2008م

  رد مع اقتباس