[شيخ القبايل.]

ياجماعة الهجوم على شاعر مثل ( ابو احمد ) فيه تجريح في حق شاعر صادق رقيق دون وجه حق .
ولن اشهد انا لصالحه إذ أنّ شهادتي فيه مجروحة ، كونه من اهلي – هو خالي – لكن تشهد عليه كل قصائده ، سواء تلك التى كتبها وهو لما يزل في ريعان شبابه ، وقد كان حينها في مسقط راسه ، ام تلك التي كتبها في ( ديوان الغربة ) ، بين جدة ورفحة او على طريق الجنوب ، او قرب عيون الجوى ، وغنائياته في الساحل الشرقي ، وتحت ظلال نخيل القطيف ، ونديم الطريق يسجل ، ويستلقط ويستزيد .
وفي ثنايا هذه الابيات – محل الانتقاد – شهادة وتزكية له ولكن بأثر عكسي !!، فلانه شاعر مطبوع يثور في داخله الشعر فجأة كلما هزته الاحزان او حركته الاشجان او اختلجت الافراح في تباشيره ، فيقوله على سجيته وبدافع من رغبته ، فلم يكن باذيب بالذي يطلب منه ان يقول فيقول !!
وحين طلب منه اصدقاؤه – معدوا الحفل - ان يشارك بابيات من عنده والحوا فلم يجد بدا من تلبية الطلب ، وكاد ان ينطلق كما اراد لكنه فوجئ بالمواصفات والمقاييس في مثل هذه المناسبات كانها اغراض شعر مفروضة لقبوله في طابور المنتظرين خلف الكواليس ، وربما هذا التكدر من ( الجو الذي لم يعتده) ، والاسلوب الذي لم تتكشف بوادره الشعرية عليه انطبعت على ماقال ، فكانه يريد ولا يريد !
ولم تخلُ قصيدته من عاطفته النقية المشبوبة ، نجدها حين قال في ترحيبه بعيد الوطن :

واولادها الاجواد لا زالوا على عصرة وشال
الود فيهم والبساطة كلهم خاطر وبال
احرار معدنهم ذهب صافي و موردهم زلال

حتى قوله:

تاريخنا ورث لنا السيف اليماني والنصال

سالم باذيب ، الجواد الجموح الذي لم يطأطئ راسه يوما لناقص .. الشاعر الغنائي الخجول الذي منعته عزة النفس من القفز والانتظار على ابواب المغنين ، ومنعته كرامته من الاسفاف بشعره عند من لا يستحقه او من لا يقدره . هو الذي قال عن نفسه الشامخة ( ولم يبالغ ) :

نا بو حمد من صفوة الصفوة * زين القبيلة خيرة الاجواد
مني حشا ماتصدر الهفوة * معدني ماسلمه للحداد

ويكفيه شهادة تلك المجالسات والمنادمات في حضرة عملاق الشعر ( المحضار ) الذي لم يخف اعجابه بشعره لكنه لمس فيه الانزواء والاكتفاء وعزة النفس فلم يسع الى دفعه للظهور ، ولسان حاله يقول له :
انت على حق بتواضعك ، وزهدك !!

الشاعر المخلص لوطنه ، عاش يلثم ثرى الوطن في كل لحظة وآن ..
فهل آن لنا ان ننصفه !