[سالم علي الجرو]

نحترم ونقدر كل داعية وواعظ لكن عقولنا لا تقبل بعض الوعظ ونشك فيما يقوله بعض الوعاظ على أن الواعظ المتعمق في علوم أهل الأرض خير من الواعظ الذي لا سلاح له من علم تجريبي.
سمعت خطيبا يوم جمعة في قرية بحضرموت أيام السيول والكوارث فحث المستمعين على الصبر أمام هذا الابتلاء ، والصبر من شيم النبي داوود عليه السلام فسرد قصة داوود وبكى فأبكى.
قال: إن الله يبتلي المؤمنين ويمتحنهم ، ومعلوم عن أهل حضرموت تمسكهم بالدين الإسلامي واستعدادهم للتضحية بالروح وما يملكون من أجل نصرة الدين ، وإنهم أمام هذا الابتلاء يمتحنهم الله جلّ جلاله ليعلم عن الصابرين منهم من غير الصابرين. ............
وفي خطبة أخرى سمعت خطيبا يتوعدهم بعذاب الله وعقابه ، وإن الأضرار التي حدثت إنما هي بفعل اللواط والزنا المنتشر في البلاد .
من نصدّق وبمن نثق في قوله وتأويله؟
حضرت تشييع جنازة والملفت حضور جمع غفير من قريب وبعيد بالرغم من صعوبة الطرق بعد الأمطار الغزيرة . رأيتهم في المسجد وأغلبهم يعربون عن حال العوز والفقر في الهيئة والمنظر والمخبر . كيف أصدق أن مثل هؤلاء يعذبهم الله نتيجة الزنا واللواط المتفشي بينهم؟ ، وأصدق أن الله يبتليهم.
سبحانك ربي يا من تعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير وأنت على كلّ شيء قدير . اللهم ارحمنا برحمتك وانزل علينا البركات والهدوء والسكينة ، ولا تجعل للجهل والغلو والشطط مكان بيننا. اللهم نور بصائرنا وأبصارنا وأرنا الحق حقا وارزقنا إتباعه ، وصل اللهم وسلّم على صفوة الخلق نبينا وحبيبنا وشفيعنا محمد وعى آله وصحبه.