الموضوع: مسجد الصالح
عرض مشاركة واحدة
قديم 11-23-2008, 04:53 PM   #10
هدير الرعد
حال نشيط
 
الصورة الرمزية هدير الرعد

افتراضي

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مسرور [ مشاهدة المشاركة ]
إلى أخي هدير الرعد


في لقاء سابق له مع رجال الأعمال والأعيان في محافظة إب شدد الرئيس علي عبدالله على عدم قصر أفعال الخير في بناء المساجد ودعى إلى التنويع وإقامة الصروح العلمية كالجامعات والخيرية كالمشافي والعيادات والمدارس الأهلية وعلل ذلك بعدم اقتصار الصدقة الجارية أو فعل الخير على بناء المساجد .... الا يعد ماقام به فخامته وبما أوجدتموه له من تبريرات واهية انقلاب واضح وصريح على توجيهات فخامته أم أن التوجيهات لا تشمل فخامته ؟


أخي الكريم

تبريراتك غير مقنعة ... وتحوي العاصمة صنعاء مراكز تنوير تاريخية يمكن تهيئتها من جديد لتمارس دورها التنويري كساب ما كانت عليه .... نذكر على سبيل المثال لا الحصر الجامع الكبير بصنعاء .

سلام .

مشرفنا الغالي مسرور .....
من الناحية النظرية، فإن تلك التبريرات تعبير عن قناعاتي الشخصية ، وبالتأكيد سيقتنع بها البعض ويرفضها البعض الآخر، وهذا هو الوضع الطبيعي والصحيح الذي يجب أن يسود أي نقاش حتى تتوفر قناعات جديدة لدى أياً منا، فنصبح عندئذ أمام قوة العقل والمنطق والحق الذي يجب أن ننحاز إليه جميعاً وفق قناعاتنا....... ومن الناحية العملية، قد تتطابق قناعات أياً منا، مع ما الكثير من أفعال الحاكم، (وهذه هي ما تسمى بالموضوعية التي يجب أن تسود) .. لكنها تظل في نفس الوقت قناعات شخصية ينبغي الفصل بينها وبين ما يقال من أقول فقط من أجل التدليس وتحسين بعض الأفعال الخاطئة من قبل الحكومة أو حتى الرئيس نفسه. وفي إطار الكلام الذي كتبته في معرض مشاركتي في موضوع مسجد الرئيس الصالح، فقد نظرت للمسألة باعتبارها ضرورة اجتماعية في وقنا الحاضر، فلم أنظر إلى المسجد باعتباره مكان للصلاة فقط، ولو كان الأمر كذلك لذهبت إلى ماذهبت إليه أنت في أن المساجد ودور العبادة متوفرة في كل مكان ولسنا بحاجة للرئيس حتى يقوم بهذا الجهد، .... لقد ذكرت أن هناك مدارس ودور علم في صنعاء وهذا صحيح..... لكنني أرى أن الخطورة تأتي من هنا، لأن هذه المعاهد الخاصة تكرس أحيانا تفرقة مذهبية، وغياب الرقابة عليها يجعلها اشبة بالمعسكرات التي قد تتفجر صراعاتها مع بعضها في أي لحظة..... ثم أننا بحاجة لمؤسسة حقيقية تضطلع بدور الفتوى والنظر في أمور المسلمين عامة، فلا يمكن أن يناط الأمر بأي من تلك المؤسسات التي لا يجمع بينها وبين بقية المدارس الأخرى روابط كافية توفر أرضية مشتركة تبني عليها آراء وفتاوى مقنعة للجميع..... ومن هنا كانت الإشادة بهذه المؤسسة (لاحظ أنني استخدمت لفظ مؤسسة تماشياً مع الدور الذي أتوقعه في المستقبل والذي بنيت عليه رأيي وقناعاتي).. كما أنني عولت على دورها المستقبلي لما أتوقعه عنها........
تحية لك أية الغالي..... أما بالنسبة لما أسميته تقديس الفرد ..... فلا تنسى أننا في مجتمع ما يزال يحمل بعض أفراده ثقافة متطرفة قوامها: إما المبالغة في وصف الحاكم، أو المبالغة في احتقاره وتسفيه كل ما يقوم به ... وبين هذا وذاك ربما تأتي رغبة الحاكم في مثل هذه الضروف، لتأكيد دوره بتسمية بعض المنجزات بإسمه، كنوع من التخوف من النكران وهكذا... ولا أدري في الحقيقة عن القبر الذي ذكرته الأخت عفاف.... فأنا لم أدخل هذا المسجد بعد... فهل القبر حقيقة أم أنه مجرد مزايدة من المزايدات الإعلامية التي دأب البعض على ترديدها وأخذتها الأخت عفاف دون أن تتأكد منها.
وإذا ما أخذنا تكلفة الجامع (وهو مؤسسة قائمة فعلياً على الأرض كرصيد للشعب اليمني) في جانب .... وتكاليف الفساد في مؤسسات الدولة (التي لا نرى منها إلا في أملاك وأرصدة عصابات الفساد) في جانب آخر..... ونظرنا لحجم النقد الذي يتجرعه هذا الصرح لتبين لنا أن كثير من النقد يتسم بالمزايدة ويندرج تحت النكايات السياسية ....... يا أخي هناك الكثير مما يتوجب نقده ..... وفي الفيديو المدبلج الذي أورتده في مشاركتك شيء من هذا .... فدعونا هناك ... أما المسجد فهو قيمة حقيقية لمجتمع إسلامي عريق بحجم اليمن، ينبغي أن تتوفر لديه منشآت من هذا النوع يفخر بها بين الشعوب الإسلامية، فنحن شعب اليمن الذين أسهمنا بفضل الله من نشر هذاالدين وكنا سبباً لإنارة الطريق لمئات الملايين من البشر، الذين أصبحوا الآن يتفوقوا علينا في مدارسهم ومعاهدهم ومخرجاتهم..... أنستكثر على أنفسنا هذا...... أنا أتمنا فقط لو كان اسم هذه المؤسسة يحمل معنى إسلامي متجرد من الالتصاق بأي شخصية لتكتسب زخم أكبر ... لكن من يدري ربما لو أنها لم تحمل اسم الرئيس، لما وجدت هذا الاهتمام اللائق..... المهم هنا أننا بصدد مؤسسة نتوقع لها دور مستقبلي رائد، وأرى أن لا ينبغي تشويهها، فنكون بذلك قد أسهمنا في عرقلة مسيرتها ودورها الذي نتوقعه ونتمناه....... هذا ما أرجوه فقط.
التوقيع :
إلى من يرفع شعار التسامح ويدعوا إلى الفتنة ويبذر العداء... إلى من يرفض إصلاح البلاد إلا بالانفصال... ويرى أن لا قوة إلا بالتشرذم والانقسام... وأن لا تنمية إلا بتغيير التاريخ والهوية ولعن كل ماكان من شأن يمن الإيمان... نقول بمشاعر مليئة بالثقة والاطمئنان:

من يبذر الشر بين النــاس في ظل وحدتــهم= لن يجلب الخــير إذا ما أوقـــع الإنقسـام بــهم
فمن يرنوا إلى العلياء يستحضر الناس كلهمُ= ولن يجود بالمجد من لم يسـع في مودتــــهم

التعديل الأخير تم بواسطة هدير الرعد ; 11-23-2008 الساعة 06:03 PM
  رد مع اقتباس