عرض مشاركة واحدة
قديم 11-23-2008, 06:26 PM   #2
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي

دموع المستشار!!


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلةاليمنيون بسطاء بطبعهم، وعندما يشعرون أنهم بحاجة إلى بكاء يبكون، وإن كان البكاء هو آخر وسيلة يلجؤون إليها عندما يكونوا قد فقدوا كل أمل في التغيير، والدموع التي ذرفها مستشار الرئيس الأستاذ العزيز محمد سالم باسندوة في فعالية عقدتها المعارضة في مقر اللجنة المركزية للحزب الإشتراكي اليمني أول من أمس الجمعة. كانت دموع مناضل يشعر أن البلد في طريقها إلى الانقسام والتشرذم، في ظل التجاذبات السياسية القائمة بين الحزب الحاكم وأحزاب اللقاء المشترك المعارض حيال قضية الانتخابات.

دموع الأستاذ باسندوة، وهو الشخصية التي عاشت سنوات من النضال والتشرد في الجنوب والشمال على السواء، وعاصر أحداثاً كبيرة وتسنم مناصب وزارية عدة في عهد التشطير والوحدة، إلى أن انتهي به المطاف مستشاراً للرئيس، يعرف جيداً أن الاحتقان القائم اليوم بين أطراف الحياة السياسية ليس عادياً، إنه احتقان أعاد فرز الناس في كل مكان على أساس حزبي ومناطقي وحتى أسري، وبدأ الكثير من أصحاب الخبرة والتجارب كحال الأستاذ باسندوة يضعون أيديهم على قلوبهم خوفاً من انزلاق الأمور إلى كوارث كبيرة سيجد الحاكم والمعارضة صعوبة في السيطرة عليها إذا ما اندلعت ذات يوم.


اليوم نحن أمام واقع لا نستطيع أن نصفه إلا بأنه واقع صعب، لا نريد من الله -سبحانه وتعالى- إلا أن يلهم فرقاء الحياة السياسية المزيد من الحكمة والتبصر والعودة إلى العقل لإعادة الأمور إلى طريقها الصحيح.


صحيح قد يكون هناك من ينفخ في كير الخلافات بين السلطة والمعارضة لمصالح ذاتية ولحظية، إلا أن حكمة الرئيس، وهو صاحب القول الفصل في كل شيء وصاحب تجربة طويلة في الحكم تمتد إلى 30 عاماً، كفيلة بالنظر إلى ما هو أبعد من المكاسب السياسية والانتخابية التي يمكن أن يحققها حزبه الحاكم، بمعنى النظر إلى ما ستنتجه الحالة القائمة التي تذهب إلى أكثر مما ذهبت إليه احتقانات يمنية سابقة.


نافخو الكير كثيرون، وهم يتربصون بانجاز الشعب اليمني في وحدته وديمقراطيته وقوته، وإذا كانوا اليوم يصرون على الذهاب إلى الانتخابات والناس مشتتون، فإنهم يكونوا قد حكموا على الشعب بالتشرذم والانقسام.
دموع الأستاذ باسندوة هي أولى الصرخات المهمة للالتفات إلى الوقع الذي نعيشه اليوم، فالدموع التي تذرف اليوم حسرة على ما نحن عليه من تشرذم وانشقاق ستكون غداً أكثر من ذلك، في وقت لن ينفع فيه الندم.


لا نريد من الحزب الحاكم أن يذهب إلى الانتخابات لوحده، الأولى أن يذهب إليها مع بقية الناس، لأن الانتخابات إذا لم تحقق الغاية من إجرائها، وهي برلمان منتخب ومحل إجماع وحياة سياسية صحية، فإنها تفرق لا توحد.
تأجيل الانتخابات قد يبدو خياراً منطقياً في ظل الاحتقان السياسي القائم، ولن يكون دليلاً على عدم وجود استقرار في البلد.


أعرف أن كلاماً كهذا لن يعجب الكثيرين، لكنني أعتقد أن البلد بحاجة إلى استقرار، والاستقرار لن يأتي عن طريقة إدارتنا الحالية للأزمة القائمة بين الحزب الحاكم وأحزاب المعارضة، فالطريق الذي نسير عليه اليوم لا يقود إلا إلى اتجاه واحد نعرفه جميعاً، وأخشى أن نبقى مع سبق الإصرار والترصد مصرين على السير فيه حتى نهايته.


بقلم: صادق ناشر: في الأحد 23 نوفمبر-تشرين الثاني 2008 03:14:41 م
  رد مع اقتباس