02-26-2005, 09:20 AM
|
#3
|
حال نشيط
|
أولاً :
عندما نأتي لك بأقوال بعض العلماء المتقدمين كشيخ الإسلام تقي الدين السبكي فأرجوا أن لاتستدل إلا بأقوال من هو في طبقته ..
شيخ الإسلام تقي الدين السبكي وهو معاصر لإبن تيمية رد على إبن تيمية في قول إبن تيمية بأن النار تفنى وينتهي عذاب الكفّار فيها .. وهذا الرد أسماه ( الإعتبار ببقاء الجنة والنار ) .ويمكنك أن تحصل بطريقة أو بأخرى على النص الأصلي لهذا المصنّف والذي هو مخطوط أصله بقلم الحافظ الشمس بن طولون .
كما رد على إبن تيمية في مسألة فناء النار أيضا الإمام محمد بن إسماعيل الصنعاني في كتابه :
( رفع الأستار في إبطال أدلة القائلين بفناء النار ) . وقد كتب مقدمة هذا الكتاب في إحدى طبعاته وبالتحديد طبعة المكتب الإسلامي محمد ناصر الدين الألباني .وقد أوردنا بعضا مما قاله الألباني في الإنكار على قول إبن تيمية . فهل إبن الألباني والسبكي والصنعاني قد كذبوا وهم كتبوا في ذلك رسائل ومؤلفات ؟؟؟
لقد حاول إتباع إبن تيمية إخفاء هذه المقولة لإبن تيمية طويلاً .ونسبوها بأنها من قول تلميذه إبن القيّم
ولكن عندما أتى إبن الألباني وكتب مقدمته في ذلك الكتاب . لم يبق لإتباع إبن تيمية إلا الإعتراف بذلك
كيف لايعترفون وقد أقر ذلك إبن الألباني وهو من أشد المتعصبين لأقوال إبن تيمية .وقد قال الألباني ماسبق إن أوردناه ومنه :
( فكيف يقول إبن تيمية : ولو قُدّر عذاب لا آخر له لم يكن هناك رحمة البتة ؟؟ فكأن الرحمة عنده لا تتحقق إلا بشمولها للكفار المعاندين الطاغين . أليس هذا من أكبر الأدلة على خطأ ابن تيمية وبُعدُه هو ومن تبعه عن الصواب في هذه المسألة الخطيرة ؟ فغفرانك اللهم ) .. ( إنتهى قول الإلباني ) .
وقال الألباني أيضا مانصّه :
(وتبعه في ذلك بل وزاد عليه تلميذه وماشطة كتبه ) يقصد بماشطة كتبه تلميذه إبن القيّم .. ولاحظ قول الألباني لفظ ( تبعه في ذلك بل وزاد عليه ) .أي أن هذا القول أصلا قول إبن تيمية فهو المتبوع والتابع في القول إبن القيّم .
عند ذلك كتب عبدالكريم بن صالح الحميد وهو وهّابي متعصّب لأقوال إبن تيمية رسالة في ذلك أسماها( القول المختار في فناء النار ) محاولاً الرد على إبن الألباني في تهجّمه على إبن تيمية .
ويقول الشيخ سلمان العودة في هذه المسألة مانصّه :
(هذه من القضايا التي ليست من القضايا الكلية التي جاء النبي صلى الله عليه وسلم بـبـيانها بـيانا واضحا لا إشكال فيه , بحيث أن يكون المخالف فيها كافرا أو فاسقا أو مبتدعا , بل هي من القضايا التي يمكن أن تعـتبـر من أمور الفروع و الجزئيات في المسائل العلمية )
لاحظ قول العودة وإتهامه للنبي بأنه لم يبيّن بياناً واضحاً في مسألة كتلك .. أليست هذه مسألة كبرى من مسائل العقيدة ؟؟ وأنظر كيف إعتبر العودة هذه المسألة بأنها من الفروع .. وهي مسألة من مسائل العقيدة الكبرى .. لماذا صغُرت في منظور العودة ؟؟ لأن قائلها إبن تيمية وإبن القيّم .
أنظر للكذب والتدليس يامحب السلف .
يقول الشيخ حمود العقلا مانصّه :
(فإذا كان الأمر كذلك أعني أن المسألة فيها قولان للسلف فمن اجتهد وهو من أهل الاجتهاد وأخذ بأحد القولين فإنه لا ينكر عليه ولا يضلل ولا يبدع، لأن السب والتجريح و تضليل الآخرين وهم ليسوا كذلك فيه إثم ومعصية ويترتب عليه الاختلاف والفرقة التي نهى الله عباده عنها )
أقول : العقلا عندما أيقن بهذا القول بأنه لإبن تيمية وإبن القيّم
قال بأن القائل فيها لايبدّع ولايُضلل .. وانما قال هذه مسألة إختلف قول السلف فيها ..
فلماذا يبدّعون ويضللون ويشككون في عقائد مخالفيهم وفي مسائل فقهية وليست في مسائل عقدية كهذه .. ولماذا ينصحون بعدم السب والتجريح وهم الذي يكفّرون الخلق ويشككون في معتقداتهم ..
ذلك لأن إبن تيمية كما وصفه السبكي والألباني قد كان ( مبتدع ) ومخالف في هذه المسألة تحديداً .
فهم لايريدون أحدا يبدّع ( صنمهم المعبود ) إبن تيمية وهو المبتدع طبقاً لقول السبكي والألباني وليس بقولي أنا .
فالإستدلال هنا .. أقوال شيخ الإسلام تقي الدين السبكي والإمام الصنعاني . وإبن الألباني المتعصب لإبن تيمية .. وكلهم أجمعوا وردّوا على أن إبن تيمية قال ذلك . وفرق بين قولهم وقول السمهري والقرضاوي فهم ليسوا في طبقتهم .فهل نقبل بأقوال السمهري والقرضاوي ومثل هؤلاء .. ونرفض قول السبكي والصنعاني والألباني ؟؟
وأما قولك عن قول إبن القيم مايلي :
تعرض ابن القيم لمسألة دوام النار وأبديتها في كتابين له:
1 ـ حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح من ص 254 إلى ص 280.
2 ـ شفاء العليل في مسائل القضاء والقدر والحكمة التعليل من ص 252 إلى ص 264.
وزبدة ما ذكره في كتابيه يتلخص فيما يلي:
أولاً: ذكر في أبدية النار أو فنائها سبعة أقوال، أفاض القول في سابعها وهو: أن للنار أمدًا تنتهي إليه، ثم يفنيها ربها وخالقها تبارك وتعالى.
وقد أيد هذا القول بوجوه عديدة - على لسان أصحابه - منها:
1 ـ أن الله تعالى أخبر في ثلاث آيات عن النار بما يدل على عدم أبديتها:B>
أ ـ آية سورة النبأ: (لابثين فيها أحقابًا) (الآية: 23). فتقييد لبثهم فيها بالأحقاب يدل على مدة مقدرة يحصرها العدد، لأن ما لا نهاية له لا يقال فيه: هو باق أحقابًا، وقد فهم ذلك من الآية الصحابة - وهم أفهم الأمة لمعاني القرآن - كما سنذكر بعد.
ب ـ آية سورة الأنعام: (قال النار مثواكم خالدين فيها إلا ما شاء الله إن ربك حكيم عليم) (الآية: 128).
جـ ـ آية سورة هود: (خالدين فيها مادامت السموات والأرض إلا ما شاء ربك إن ربك فعال لما يريد) (الآية: 107).. وقال بعدها في الجنة وأهلها: (خالدين فيها ما دامت السموات والأرض إلا ما شاء ربك عطاء غير مجذوذ) (الآية: 108).
ولولا الأدلة القطعية الدالة على أبدية الجنة ودوامها، لكان حكم الاستثناء ين في الموضعين واحدًا. كيف؟ وفي الآيتين من السياق ما يفرق بين الاستثناء ين فإنه قال تعالى في أهل النار: (إن ربك فعال لما يريد) فعلمنا أنه تعالى يريد أن يفعل فعلاً لم يخبرنا به، وقال في أهل الجنة: (عطاء غير مجذوذ) فعلمنا أن هذا العطاء والنعيم غير مقطوع عنهم أبدًا - وسنذكر ما قاله الصحابة في الاستثناء.
أقول لك مايلي :
قال تقي الدين السبكي في ( الإعتبار ببقاء الجنة والنار ) رداً على إبن تيمية مانصه :
وقد ذكرنا نحو مائة آية . منها نحو ستين في النار ونحو من أربعين في الجنة . وقد ذُكر الخُلد أو ماإشتق منه في أربع وثلاثين في النار ..... ) إنتهى قول السبكي .
لاحظ : بأن السبكي أثبت الخلد في النار في أربع وثلاثين آية وليس في ثلاث كما أثبت إبن لقيّم ..وإن شئت معرفة الآيات فعليك بالرجوع إلى رد السبكي .
وأما لفظ ( إلاً ماشاء ربك ) كما قال السبكي بأن هذه الآية أتت على كل وعيد في القرآن . وإنها تحتمل ظرفية المكان وليس الزمان فحسب .
وأمّا عبارتك التالية :
فمن الصحابة: عمر رضي الله عنه قال: "لو لبث أهل النار في النار عدد رمل " عالج " لكان لهم يوم يخرجون فيه".
فأقول هذا القول ردّه السبكي وقال لإبن تيمية مانصّه :
قال السبكي هذه الرواية لم ترد إلا عن طريق الحسن البصري وهي عن عمر .. والحسن لم يسمع من عمر.. وقد رأيت هذا الأثر في تفسير عبد بن حميد في موضعين ..في أحدهما يخرجون وفي الآخر ( يرجون ) . إنتهى قول السبكي .
أقول أنا : وفرق بين يخرجون ويرجون فخروجهم من النار شئ والرجاء في الخروج شئ آخر .ولاداعي لأن أسوق لك أدلة رجاء الكفار في الخروج من النار من الآيات الكريمة .
وأما قولك مايلي :
وابن مسعود رضي الله عنه قال: "ليأتين على جهنم زمان تخفق أبوابها ليس فيها أحد وذلك بعد ما يلبثون فيها أحقابًا".
فقد إستشهد به إبن تيمية وردّه السبكي حيث قال مانصه :
( فإن قلت : قال ليأتين على جهنم زمان تخفق أبوابها ليس فيها أحد وذلك بعد ما يلبثون فيها أحقابًا . قلت إن صح هذا عن إبن مسعود . حُمل على طبقة العصاة . وقوله أحقابا يُحمل على أحقاب غير الأحقاب المذكورة في القرآن حتى يصح الحمل على العصاة . ) إنتهى قول السبكي .
وأمّا قولك التالي :
ومن التابعين وأئمة السلف: الشعبي قال: "جهنم أسرع الدارين عمرانا، وأسرعهما خرابًا".
فأقول قد إستشهد إبن تيمية بذلك وردّه السبكي حيث قال السبكي مانصّه :
( فإن قلت : قال الشعبي ..(جهنم أسرع الدارين عمرانا، وأسرعهما خرابًا ) . قلت لك أنا أعيذ الشعبي عن ذلك فإنه يقتضي خراب ( الجنّة ) .إنتهى قول السبكي .
أقول :
الجنّة وجهنم هما الدرين التي قصدهما الشعبي .. فكيف تكون جهنم أسرع الدرين خراباً .. يعني ذلك أنها تخرب قبل الجنّة والجنّة دار قرار لاتخرب كما قال السبكي .. فهذا قول مردود .
وأما قول إبن تيمية بأن النار ( تفنى ) فهو هذا أساس الإشكال لأنه كما رد عليه السبكي حيث قال:
( إن الخلود يقتضي بقاء المكان .. فإنك إذا قلت ( فلان خالد ) في هذه الدار (الفانية ) لايصح لك ذلك لأن الخلود هو التأبيد . وقد يستعمل في المكث الطويل ( مجازاً فقط ) وأما إستعماله في الخلود في ( مكان ) إلى حين فنائه فهذا معنى ثالث لم يُسمع من العرب ) .إنتهى قول السبكي .
كما قال السبكي لإبن تيمية مانصّه :
( فإن قلت : قد فرّق بين بقاء النار شرعاً وعقلاً . أما شرعا فمن وجوه أحدهما : ان الله تعالى أخبر ببقاء نعيم أهل الجنّة ودوامها وانه لانفاذ له ولا إنقطاع . في غير موضع من كتابه كما أخبر بأن أهل الجنة لايخرجون منها . وأما النار وعذابها فلم يخبرببقاء ذلك بل أخبر أن أهلها لايخرجون منها .
قلت لك : قد أخبر في النار وأهلها انهم في عذاب مقيم .وانهم لايفتر عنهم . ولايخفف عنهم . فلو فُنيت لكان أما أن يموتوا فيها أو يخرجوا منها .وكل منهما أخبر في القرآن بنفيه ) إنتهى قول السبكي .
وإلى وقفات أخرى مع أقوال السبكي وغيره في الرد على إبن تيمية في قوله بفناء النار ونهاية عذاب الكفار فيها .. هذه المسألة التي أثبت قول إبن تيمية فيها السبكي والصنعاني والألباني وقد ردّوا عليه فيها ..
|
|
التعديل الأخير تم بواسطة ( masterkey ) ; 02-26-2005 الساعة 09:51 AM
|
|
|