[سالم علي الجرو]

عمر التذّئب
طالب باقيس
أنتما شاعران شعبيّان موهوبان ، يسحر قولكما لولا تكرار المعاني ، وهذا يعود إلى انغلاقكما في محيط جغرافي صغير ومحيط ثقافي محدود ، بدليل أنكما استحسنتما شعر المغنى الذي قدمه ـ مشكورا ـ الأخ محمد التميمي ، مما دعاكما إلى طلب الأخ محمد بأن يخصص ليلة في كلّ أسبوع لذات النموذج من الشعر والذي وصفه الأخ: عمر الذّئب بـ ( الراقي ).
السير في هذا الاتجاه هو الذي يرتقي بالكلمة الشعرية ويصقل المواهب ، وإننا نشعر بقفزة خفيفة إلى الأمام بعد المساجلة القصيرة هنا ، بخلاف تلك المهاترات التي سمّيت: ( نقد ) ويود أخوكم أن يدلي بدلوه في هذا البند:
ليس عيبا أن تكون لنا ثقافة شعبية ، ولكنه العيب أن يكون منتدانا شعبيا ، على نحو ما تابعنا خلال تجربتنا هنا لسنوات ، ذلك أن الثقافة الشعبية هي شق من ثقافتنا العامة ذات التنوع والخصوصية الحضرمية وإن شئتم: اليمنية. هنا لا جدال في وجود اختلاف في المخزون الثقافي بين هذا وذاك فرضته الجغرافيا والمدينة والريف وفرضته الدراسة ومراحلها والجهود الفردية في كسب المزيد من الثقافة العامة ، وعندما يظهر في الحلبة شعراء ـ ذكورا وإناثا خمسة ـ مثلا ـ فلا يحق لنا التفضيل بين هذا وذاك في قوالب القصائد حيث الأوزان وما شابه ولعلنا نفاضل في المضمون وهو المعاني ، وبدون ذكر أسماء ، فكل شاعر يساوي الشاعر الآخر إلى درجة ما في القالب ، غير أن التفاوت يأتي في المضامين يفرضه المخزون الثقافي وتنوع المفردات ومساحة الخيال لدى هذا أو ذاك إضافة إلى الأسباب التي ذكرت آنفا.
وعليه فإن المفيد أولا: ليس النقد بقدر ما هو الترويض والتمرين والارتقاء وذلك من خلال الاحتكاك بشعر من سبقنا وتقليدهم دون إتباعهم ، وما أجمل أن يرسم كلّ منا له صورة مستقلة .
ثانيا: النقد بعد ذلك للكلمة وليس لصاحب الكلمة.
كلمة أخيرة:
ثقافتنا الشعبية بما تعنيه من: مثل وشعر وأغنية وحكمة ورواية وفلكلور وأسطورة ... الخ هي جزء من ثقافتنا العامة ، وكل فكر وقلم ولسان هو قيمة كبيرة يرفد بها التراث ، ولنسأل أنفسنا دائما عما قلنا وكتبنا لنقف على المؤشر:
إلى أين يتجه؟ ، إلى الأعلى أم إلى الأسفل؟
تحياتي لجميع الشعراء وأتمنى على الأخت الشاعرة الماسة ، مشرفة سقيفة عذب القوافي بأن لا تكون طرف في الحوار وإن أشير إليها بالاسم ، فلديها ما يغني عن المشاركة في جدال ضره أكثر من نفعه ، وهي في الأخير مشرفة.