عرض مشاركة واحدة
قديم 01-04-2009, 07:24 AM   #23
الماسه*
شاعرة السقيفه

افتراضي

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مسرور [ مشاهدة المشاركة ]
أستاذي سالم بن علي الجرو

قال مجنون ليلى :



أمر على الديار ديار ليلى = أقبل ذا الجدار وذا الجدارا
وما حب الديار شغفن قلبي = ولكن حب من سكن الديارا

وفي نسق مماثل يقول شاعر الأطلال الدكتور ابراهيم ناجي :

إني لأقنع من ظلال أحبتي = بحنان أخت أو بكف مسلّم
وبجلسة طابت لدي بغرفة = حملت عبير الغائب المتوسّم
يا أخت هند خبّريها إنني = صبّ يعيش بمهجة المتألم
صب سئمت من الحياة بدونها = أنا لا أحبّ إذا أنا لم أسام
ومضى النهار ولا نهار لأنه = يمتد عندي كالفراغ المظلم
يادار هند إن أذنت تكلمي = يادارها عيشي لهند وأسلمي
فدمي الفداء لحب هند وحدها = وأنا المقصّر إن بذلت لها دمي
ولقد حلفت لها ودمعي شاهد = اني فنيت علمت أم لم تعلمي


هذا يقودنا إلى قول عنترة العبسي الذي حاكاه ابراهيم ناجي في القافية وربما الغاية :

ولقد ذكرتـك والرمـاح نواهـل = مني وبيض الهند تقطر من دمي
فوددت تقبيـل السيـوف لأنهـا = لمعت كبـارق ثغـرك المتبسـم


من يعود إلى قصائد عنترة العبسي التي صاغها في ابنة عمه عبله يكتشف أنه أحب حبا حسيا وجسديا ، فهو لا يكاد يصف عبلة إلا ويقرن وصفه وحبه لها بشجاعته التي يريد منها تجاوز إسوداد بشرته كمركب نقص عانى منه فما الذي جعل نيران الحب متقّدة في ذهن عنترة رغم نيل وطره ؟


إن سقوط التمايز الذي كان قائما بينه وبين ابنة عمه وإقترانه بها لم يمح الشعور الداخلي لديه بالنقص ولذلك بقى متشبثا بها منفذا لكل رغباتها في مواجهة الصعاب والتصدي لفرسان العرب والتغلّب عليهم لتعزيز مكانته في نفسها وهو وإن تحرر من العبودية ظل طيلة حياته عبدا ذليلا خانعا منفذا لرغبات معشوقته عبله ... ويروى أن عنترة قبل أن يدركه الأجل جراء نبل مسموم أطلق عليه تلمسا لمصدر صوته من قبل الأسد الرهيص الذي تسبب عنترة في عماه ( نزولا عند رغبة ونزوة عبله وإشباعا لغرورها ) قد أوصاها بالذهاب إلى زيد الخيل النبهاني أو عامر بن الطفيل فذهبت عقب وفاته إلى إلى الثاني وهو من فرسان العرب المشهود لهم وأردات ممارسة دلالها عليه كما كانت تفعل مع عنترة إلا أنه قال لها قبل أن يقتلها : ستفضحيني يوما بين العرب ....


نحن أمام عينات من المحبين في العصر الجاهلي وما بعد الإسلام وعصرنا الحديث نقرأ فيها تساؤلات حائرة لهم إلى المحبوبة فيها نداء هامس وليس نداء مباشرا يفيد بالمعاناة والتلذذ بها حسيا ، والفارق يكمن في أن الأخير جمع بين المتعة الحسية والجسدية وعاشها واقعا وتلذذ أيضا بآلامها ، ولولا استشعاره بالدونية لخفت وتيرة حبه تدريجيا ولربما لقت عبله على يديه مصيرا مماثلا للمصير الذي لا قته على يدي عامر بن الطفيل نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


الحديث ذو شجون ياسيدي ......... وما أجمل الوعد والإنتظار ( حسب قول أخي حمدي طاهر )


تحياتي .

اشكرك استاذي الفاضل مسرور على مرورك الثاني ومداخلتك الضافيه والتي زادت من ثراء خاطرتي المتواضعه.. الف شكر والعجز والخجل من عدم ايفاءك حقك يجللني بالكاااامل...!!!
التوقيع :
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
  رد مع اقتباس